أعلم أنك رئيس جمهورية منتخب بإرادة حرة نزيهة لأول مرة فى تاريخ مصر القديم والحديث.. وأعلم أنك رجل متدين.. تخاف الله.. وكنت أستاذا جامعيا مرموقا ومعارضا لأعتى نظام ديكتاتورى عرفه التاريخ لسنوات عديدة.. وكنت أحد السجناء الشرفاء فى العهد البائد ولم تر الشمس ساطعة إلا يوم خروجك من السجن بعد 25 يناير. وأعلم أيضا أنك غير كاره لمعارضيك.. ودائما تدعو إلى الاحترام والحب بين أبناء الوطن الواحد.. وللأمانة أنا لم أنتخبك وأدليت بصوتى لحمدين صباحى.. ولكن!
هل تعتقد وأنت من حقك إصدار الإعلان الدستورى بصفتك رئيسا للجمهورية المنتخب أن تعلن عن الاستفتاء للدستور الجديد.. وهناك هذا الحجم الكبير من المعارضة من رموز كثيرة أنت تقدرها وتحترمها.. وخضت معها حروبا كثيرة وخطيرة ومريرة ضد النظام السابق؟!
سيادة الرئيس.. ماذا يفيد دستور للبلاد به قطاعات من المجتمع ترفضه.. أو به بعض البنود تشوه الصورة الجميلة ل 25 يناير؟!
أنا أعلم أن هناك رموزا لها مصالح شخصية لا تخفى على أحد.. ولكن هناك آخرين كثيرون قلقون من تجاهلك لهم وأنت القائد والزعيم والرئيس المنتخب.. أرجوك انزل لهؤلاء فى بيوتهم.. ولا تدعهم يذهبون إليك.. فهذه قوة وليست ضعفا.. فأعتقد أن هذه هى أخلاق القائد المنتخب.. أنا لا أدعوك أن تتبرأ من انضمامك إلى جماعة الإخوان.. ولكن وجودك على رأس السلطة يتطلب منك ارتباطات مصرية وطنية شجاعة بعيدا عن انتمائك الحزبى أو السياسى.
فأنا معارض لك، ولكنى أحترم صندوق الانتخابات.
وأحب أن أذكرك بأنك وعدت الشعب المصرى أمام الجميع بأنك لن تطرح الدستور على الاستفتاء الشعبى إلا بالتوافق والرضا من الجميع.. فأرجوك يا د. مرسى لا تقتل فرحتنا بالثورة.. ولا تحزننا على مستقبلنا السياسى والمعيشى. فافتح شباك الأمل بقوة.. وانتزع النقاط السوداء من قلوبنا حتى نستطيع أن نبنى سويا دولة حديثة قوية.. أرجوك وحدنا ولا تفرقنا.
د. مرسى رئيس الجمهورية.. اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد.