عفواً سأستعين بلفظ فانتازيا سياسية الذي وصف به الأستاذ يسرى العزباوى الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية مرافعة فريد الديب محامى الرئيس السابق مبارك مشيرا إلى أن الفكرة الأساسية من هذه المرافعات هى المماطلة فى المحاكمة لكسب المزيد من الوقت. عندما قرأت عن تلك المرافعة انتابني إحساس بالحزن الشديد فمازال هناك بشر تتلون وتغير من مبادئها وأفكارها وتتلون من ثانية لأخرى كالحرباء لتحقيق مطالب مادية أو شهرة إعلامية أو غيره، فقد حزنت من أجلك يا مصر ولكن الله معك وسيحميكي. فلم يتوقع أحد، حتى أنصار مبارك أنفسهم، أن تكون المفاجأة التي وعد فريد الديب محامي الرئيس المصري السابق حسني مبارك، في اليوم الأخير لمرافعته، أن تكون بهذا الشكل. الديب قال اليوم، في آخر أيام مرافعته في قضية اتهام مبارك ونجليه في قضايا فساد سياسي ومالي وقتل المتظاهرين، أن "مبارك هو رئيس الجمهورية حتي الآن، ومن يمنعه عن أداء عمله بحبس أو تقييد يعاقب بالسجن المؤبد وفقا للقانون والدستور". في نهاية مرافعة فريد الديب اليوم عن الرئيس المخلوع حسني مبارك، والتي أكد فيها أنه ما زال رئيس البلاد بحكم الدستور، اختتم مرافعته بالغزل في مبارك. ووجه الديب ناظريه نحو القفص وقال لمبارك:"أنت يا مبارك يا نسر الجو الجريح يا قائد نسور مصر الأبطال فى حرب استرداد الأرض والكرامة يا من حملت روحك على كفيك مرات ومرات وأنت تقاتل من أجل مصر وواجهت جبال الموت ونجاك الله لتواصل الجهاد فى السلم، بنفس الروح والإخلاص .. لا تحزن وأنت تعانى ممن غدر بك .. لا تحزن وأنت تسمع أبناءك وأهلك وقومك ينقضون عليك وأنت أعزل وينفضون من حولك بعد أن كانوا يتهافتون على لقائك، يمطرونك بالشماتة مخالفين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تظهر الشماتة في أخيك".
واستكمل قائلا:"لا تحزن يا مبارك وكن جلداً كعادتك فأنت لست أفضل من رسول الله الذى واجه أهل مكة، وبغيهم فتوجه إلى الطائف ومكث 10 أيام فلم يجدهم أفضل منهم، فقذفوه بالحجارة حتى هرب إلى أحد البساتين ودعا ربه"اللهم إنى أشكو إليك ضعفى وقلة حيلتى وهوانى على الناس يا أرحم الراحمين وناصر المستضعفين ولا حول ولا قوة إلا بالله" .. فامثل يا مبارك ورب الدعاء والله لعل الله يفرج كربك، واذكر أن قضاة مصر لا يحكمون إلا بالعدل فإن حكموا ببراءتك فذلك فضل من الله، وإن حكموا بإدانتك فتلك إرادة الله، فاذهب إلى ساحة التنفيذ راضياً وسنودعك بالقلوب والعبرات". وتحدث الديب فى خاتمته، وقال إنه وافق علي الدفاع عن مبارك غير ملتفت إلى بعض الذين لا يعلمون ولا يرحمون، وخاطب القاضى قائلاً أعيد عليكم كلمة الراحل شيخ القضاة يحيى الرفاعى التى ألقاها فى مؤتمر العالة سنة 1982( ياقضاة مصر احملوا الأمانة غير مبالين بالمكاره فذلك قدركم، وتلك مهنتكم ونبض حياتكم ولا تلتمسون إلا للحقيقة ولاتثنيكم رغبة ولاتنفذون إلا العدل الذى هو صفة من صفات الله). وعقب رفع الجلسة هتف المدعون بالحق المدنى "يسقط مبارك".. "الإعدام لمبارك المخلوع أجمع الفقهاء الدستوريون وخبراء القانون، على عدم صحة الدفوع التى دفع بها فريد الديب محامى الرئيس السابق اليوم أمام المحكمة، ووصفها البعض بأنها كلام فارغ، وأن دستور الديب الذى يتحدث عنه تم تعطيل العمل به، وأكدوا أن هناك شرعية ثورية أسقطت النظام البائد.موضحين أن دفوع الديب يمكن تفعيلها فى الوضع الطبيعى وليس الثورات، وأن خروج الثوار للشارع سحب جميع صلاحيات مبارك.وقال ثروت بدوى الفقيه الدستورى إن الدستور الذى يتحدث عنه فريد الديب سقط بمجرد قيام الثورة، ووصف المرافعة بالمتناقضة واستدل على أن محامى الرئيس السابق اعترف ضمنيا أثناء المرافعة بتنحى الرئيس، وأنه برتبة فريق فى القوات المسلحة، وطرح بدوى سؤالاً ساخراً مبارك رئيس ولا فريق؟.فيما أبدى عاطف البنا أستاذ القانون إندهاشه من هذا الدفع، وقال إنه ليس له أساس من الصحة ويدلل على أن الديب يتحدث وكأنه لم تكن هناك ثورة فى مصر، وأن المادة 78 التى يتحدث عنها الديب تم إلغاء العمل بها ضمن النصوص الدستورية التى تم تعطيلها فى دستور عام 1971، وأن الإستفتاء على الإعلان الدستورى الذى قال الشعب فيه كلمته عبر الصناديق، لم يشتمل على تلك المادة من الأساس.وأضاف بأن تنحى مبارك ليس فى حاجة إلى إعلانه هذا الأمر أو تكليف عمر سليمان، ولكن الشرعية الثورية أطاحت به من منصبه رغما عن أنفه.ووصف دكتور عماد الفقى أستاذ القانون الجنائى، ما دفع به الديب بالتخاريف المخالفة يقة، وقال إنه يريد التحايل على القانون، وأضاف أن نظام مبارك سقط بكل رموزه مع قيام ثورة 25 يناير. لك الله يا مصر