كثيرا ما يختلط الأمر على المتلقى فيتصور أن الشخصية التى يجسدها الممثل على الشاشة تتطابق مع شخصيته فى الواقع.. فوحش الشاشة وملك الترسو «فريد شوقى» و«المليجى» و«توفيق الدقن» أشرار عتاة فى الحياة كما هم فى السينما و«أمينة رزق» نواحة بكاءة.. و«فاتن حمامة» رقيقة مهضومة الحق مغلوبة على أمرها.. و«أحمد رمزى» شاب مستهتر طائش لا يقيم للأخلاق المرعية والفضائل وزنا.. ومنذ أن ظهر على الشاشة وهو يرتبط فى أذهان المشاهدين بنموذج الغر المفتون بوسامته الذى يطارد الحسناوات ليوقعهن فى شباكه.. وغالبا ما يتخلى عنهن بنذالة أو يزين لهن طريق الانحراف.. لكن رغم اختلاط ما هو خيالى بما هو واقعى عن المتلقى.. فقد كان «أحمد رمزى» نجما محبوبا لدى الجماهير فمشاهد الخمسينيات والستينيات وحتى السبعينيات لم يكن يصدر أحكاما أخلاقية على الفنان ولا على الأعمال الفنية ويتسامح مع زلات الشخصية وضعفها الإنسانى.. وتستهويه المتعة الجمالية والأداء المقنع. لكن حينما دار الزمن اللعين دورته ووصلنا إلى عصر التكفير والتحريم والتجريم وفرض الوصاية الدينية والأخلاقية على الفن والفنانين وانتشار ثقافة الحلال والحرام والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.. أصبح الظلاميون يحاكمون الممثل على دوره محاكمة أخلاقية ودينية على اعتبار أن السكير على الشاشة سكير فى الواقع.. والعاهرة فى الفيلم عاهرة فى الحياة.. لذلك من حسن حظ الفنان الجميل «أحمد رمزى» أن أبدع وتألق فى زمن الحرية والتحضر... واعتزل الفن قبل أن يدرك زمن التخلف والدمامة. [email protected]