اعترف المخرج خالد يوسف بالأخطاء الفنية والتقنية التى جاءت فى فيلمه «كف القمر» المشارك فى المسابقة الرسمية لمهرجان الإسكندرية السينمائى. وقال يوسف خلال الندوة التى أقيمت للفيلم أمس الأو أن الماكير لم يوفق فى صناعة ماكياج مقنع للفنانة وفاء عامر، فكانت المشاهد التى تقترب منها الكاميرا تبدو غير مقنعة، عكس المشاهد البعيدة.
وأشار إلى أنه لاحظ ذلك أثناء التصوير، ولم يطلب إعادة تصويرها رأفة بمنتج الفيلم كامل أبوعلى، حيث كان ذلك يتطلب مزيدا من الوقت والنفقات، فكان الخيار أن يتم التنازل عن خروج هذه المشاهد فى أفضل صورة، حتى لا يذبح المنتج ويستطيع إنتاج أفلام أخرى.
وأكد مخرج الفيلم أن اختياره الفنانة وفاء عامر لتجسيد شخصية «قمر» فى سن متقدم، ولا يستعين بممثلة فى نفس المرحلة العمرية، جاء لأنه كان أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن يتم الاستعانة بممثلة متقدمة فى العمر لتجسد المرحلة الأخيرة ببراعة، ولكن هذا سيكون على حساب المرحلتين الأوليين، لأن هذه الممثلة يستحيل عودتها لشبابها مرة أخرى، وفى الوقت نفسه لن يحدث فى أفلام خالد يوسف أن تقدم ممثلتان دورا واحدا، الأولى فى الشباب والثانية للكبر، لأن العلم أثبت أن الإنسان ملامحه لا تتغير تقريبا بعد بلوغه العشرين من عمره إلا قليلا، وبالتالى هذا غير مقنع بدرجة أكبر.
من ناحية أخرى، رفض يوسف اتهام الفيلم بأنه مسىء لفتيات الطبقة المتوسطة حيث تظهر «جمانة مراد» فى دور «عاهرة» تعمل بمشغل فى منطقة شعبية، وقال إن التعميم فى الفن والدراما أمر غير مقبول، فليس معنى تقديم فتاة عاهرة أن الطبقة التى تنتمى إليها كذلك، وليس معنى أن الفيلم قدم الراقصة شريفة أن أهل الفن جميعهم كذلك، فهناك ساقطات فى الفن كما فى أى مجال آخر، وهناك أيضا شريفات كما فى أى مجال آخر.
وفى حين رفض يوسف الكشف عن رمزية الفيلم مؤكدا أن للمتلقى كامل الحق فى قراءة الفيلم كما يشاء، قال رمسيس مرزوق مدير التصوير إن الفيلم يجسد صورة لمصر، ف«قمر» هى الوطن، وأبناؤها الخمسة خرجوا وتم تهجيرهم لأن «قمر مصر» لا تستطيع أن تمنحهم حياة كريمة، فمنهم من وفق فى حياته، ومنهم من اتجه إلى الأعمال غير الشرعية، وتفرقوا، حتى يستعيدوا أنفسهم فى نهاية الفيلم.
من ناحيته أكد الفنان خالد صالح أن الشخصية التى قدمها فى فيلم «كف القمر» هى الأصعب خلال مشواره الفنى.
وأشار إلى أن الفيلم رغم أنه يحمل دلالات سياسيه كثيرة إلا أن المخرج خالد يوسف طلب منه أثناء التصوير أن يفرغ عقله من كل شىء وأن يجسد الشخصية بطريقة الحدوتة البسيطة لأخ يفقد إخوته نتيجة لخلافات، ويسعى للم الشمل مرة أخرى حتى ترضى عنه والدتهم قبل وفاتها.