حسام عبد الهادى روزاليوسف الأسبوعية : 31 - 12 - 2011 تلقى «أشرف عبدالغفور» نقيب المهن التمثيلية اتصالا هاتفيا من مكتب الإرشاد للإخوان المسلمين للتنسيق معه فيما يتعلق بتحديد موعد مرتقب بينه وبين «محمد بديع» مرشد الإخوان المسلمين، على أن يكون الموعد فى مطلع العام الجديد 2012 لوضع ضوابط لآليات العمل الفنى والتحاور حول التصدى للأعمال الخليعة والهابطة التافهة ومحاربتها والتى رفض «عبدالغفور» أن يسميها فنا مؤكدا تضامنه مع نظرة التيار الإسلامى فى إعادة الاحترام والرقى للفن والذى وصفه «عبد الغفور» - أى الفن - بأنه يعانى من حالة تردى منذ أكثر من 10 سنوات، وإن كان «عبدالغفور » فى نفس الوقت رفض أن يكون للتيار الإسلامى السيطرة على الفن بمفاهيم تقيد من حرية الإبداع أو إجهاض الأعمال الفنية، الاتصال الذى تم بين « عبدالغفور » و« الإخوان» يوم الأربعاء الماضى لم يكن هو الاتصال الأول، بل سبقه - على حد قوله - اتصالات عديدة تمت خلالها مناقشة الأوضاع الفنية والثناء على تصريحاته بشأن الفن الراقى المحترم الذى ينادى به دائما، كذلك أكد على وجود لقاءات تمت بينهما لتبادل وجهات النظر التى غالبا ما كانت تخرج من الطرفين لمصلحة الفن وليست ضده . ∎ من سعى للحوار مع الآخر أولا أنت أم هم؟ - هم الذين سعوا للاتصال بى وكانت الاتصالات فى البداية هاتفية، ثم تحولت إلى بعض اللقاءات ولا أجد غضاضة فى ذلك، مادام الاتصال والتحاور يصب فى النهاية لصالح الحركة الفنية ونهضتها. ∎ وماذا عن اللقاء المرتقب مع المرشد «محمد بديع»؟ - أرحب به جدا وأنا واثق بأن النقاش بيننا سيؤتى ثماره، خاصة أن هذا اللقاء سيزيل المخاوف الموجودة بداخل الناس من رغبة التيار الإسلامى- أيا كان التيار - فى إجهاض الفن وإلغائه، فأنا أرى أن من خلال هذا الحوار يمكننا التوصل لصورة الفن المثلى التى نريدها لنهضة الفن والارتقاء بذوق المجتمع. ∎ أنت كأول نقيب تم انتخابه من نقابات مصر كلها بعد الثورة مباشرة هل كنت تتصور أن تحدث كل هذه المتغيرات التى قد تتصادم مع الفن فى المرحلة القادمة؟ - لن أسلم بأن هناك متغيرات ستصطدم مع الفن فى المرحلة المقبلة. ∎ وما الذى يجعلك مطمئنا؟ - وعى الناس، فلن تعود مصر مرة أخرى إلى الوراء، أو إلى عصر الجاهلية، فالإخوان المسلمين على سبيل المثال بها كوادر لها ثقافتها ووعيها وقدرها الكبير فى العلم والتفاهم وقدر كبير من الانخراط فى العمل السياسى والمجتمعى والاقتصادى والاستثمارى والتجارى، وهو ما يجعلنى مطمئنا ولست خائفا، وقد أكون مخطئاً فى إحساسى هذا، لكن أتمنى ألا أكون مخطئا، ومن هنا أمد يدى لنتعاون جميعا من أجل مصلحة الفن لأننى لن أسمح بإجهاض الفن «ده مش هايحصل» وحط تحتها 20 خطاً وبأى وسيلة، وأن كنت أتمنى أن تكون وسيلة التفاهم بيننا هى الحوار وفى حالة عدم الوصول إلى نتيجة مطمئنة سيكون اللجوء إلى الخيار الآخر وهو عن طريق هذا الحوار، خاصة بعد أن عرفت الناس طريقها إلى التغيير وميدان التحرير . ∎ دفاعك بهذه القوة هل لإيمانك بالقضية ك«أشرف عبدالغفور» الفنان أم ك«أشرف عبدالغفور» نقيب الفنانين ؟ - وصول التيار الإسلامى إلى الحكم لم يخفنى ولم يفزعنى أولا لإيمانى بقضية الفن كفنان، ثانيا لضرورة دفاعى عنها كنقيب لكل الفنانين ولكل من يعمل بالمهن التمثيلية فى مصر، ومن هنا لابد أن يكون دفاعى نابعاً من داخلى، خاصة أننى لا أختلف معهم وأتفق على ضرورة أن يكون الفن راقيا محترما نبيلا ساميا هادفا ملتزما وإن كنت لا أعنى بكلمة التزام هنا أن يكون محجبا، ولكن أن يكون ملتزما بقضايا الوطن ومشاكل الناس، وأن يكون فنا معبرا عن الشارع الذى نعيش فيه سواء كان هذا الشارع مصرياً أم عربياً . ∎ ومن وجهة نظرك كيف يتم تحقيق ذلك؟ - المشاكل التى تحاصر الفن كثيرة، وتحتاج إلى سنين لمناقشتها وعلاجها، ولكن لابد أولا أن نغير نظرة الجمهور ونوجهه للفن الهادف . ∎ وكيف يحدث ذلك والمتحكم فى هذا الأمر رأس المال الذى يسعى إلى المكسب الذى يراه فى الهلس أكثر مما يراه فى الأعمال الجادة المحترمة؟ - لابد من فتح الحوار مع كل الجهات الإنتاجية وصناع الفن سواء كان سينما أو مسرحاً أو تليفزيون أو حتى غناء، ولابد من تفاعل كل المؤسسات وهو ما نفكر فيه كنقابة ممثلين من خلال عقد مؤتمر ضخم مع بداية 2012 لمناقشة كل هذه الأمور على أن يحضر المؤتمر كل الكيانات الفنية والتيارات السياسية والحزبية والمتخصصين لرسم صورة توافقية مناسبة للفن فى المرحلة القادمة ترضى جميع الأطراف. ∎ هل من الممكن أن يحدث تعاون بين النقابة والإخوان فنيا؟ - أكيد، لأن الفن مرتبط بنقابة الفنانين أو المهن التمثيلية، وفى حالة دخول الإخوان إلى ساحة الإنتاج الفنى كما أعلنوا، قطعا سيحدث تعاون بيننا، فالمصلحة مشتركة، ومن هنا لابد أن تكون هناك صيغ توافقية فيما بيننا لتصب فى النهاية لصالح الفن ولصالح مصر . ∎ وما موقف أمثال «دينا» و«سعد الصغير» من هذه المرحلة ؟ - نحن هنا نقابة ولسنا رقابة، فالمسئولية الأكبر على الرقابة التى تقوم بتقييم الأعمال وتحديد التصريح بها للعرض من عدمه، وليس للنقابة دور فى ذلك، وإن كنت أرى أن المسألة الخلافية الأكبر فيما يخص هؤلاء تتلخص فى السينما أكثر باعتبار أن هذه الصناعة تحتاج إلى خلطة خاصة تجذب بها الجمهور والذى يعتبره صناعها استثماراً أيا كان شكل وطريقة تقديم هذا الاستثمار وبما يحقق الربح والربح المادى فقط بخلاف التليفزيون والمسرح اللذين تحكمهما ضوابط فنية مجتمعية ومن هنا نستطيع أن نصل إلى اتفاق لوضع مواصفات سينمائية تنأى بنا عن المواضع الخلافية، وإن كنت أرى شخصيا ك « أشرف عبدالغفور » أن هناك كثيرا وكثيرا من أدوات المبدعين فى صناعة السينما التى يمكن بها توصيل وجهة نظرهم دون أن يورطوا أنفسهم فى نقاط خلافية ∎ أنت كعضو المجلس الاستشارى وليس كنقيب الفنانين فقط متفائل بالعام الجديد أم متشائم؟ - نحن لا نملك سوى التفاؤل وندعو الله أن تعبر مصر هذه الشهور الستة القادمة على خير وأن نتدرع جميعا بالصبر والتؤدة والتعقل والحكمة والوعى قبل السعى، وأن نفكر ألف مرة قبل أن نخطو خطوة قد تأخذنا إلى الإضرار بالصالح العام للوطن . ∎ ما يحدث فى كواليس المجلس الاستشارى أكيد يختلف عما يظهر لنا على السطح، فهل ما يدور بداخل هذه الكواليس يجعلك متفائلا إلى هذا الحد؟ - المجلس الاستشارى ليست مهمته تنفيذية وليست له صلاحيات على الإطلاق، بل هو مجلس استشارى آراؤه غير ملزمة، ومهمته ستنتهى بنهاية المرحلة الانتقالية مثله مثل المجلس العسكرى تماما وبمجرد انتخاب رئيس الجمهورية بحد أقصى 30 يونيو . ∎ هل لديك مخاوف من تمديد الفترة الانتقالية؟ - ليست لدى مخاوف إلا إذا لم نراع الهدوء وإذا استمرت خلافاتنا وأصررنا على عدم توحيد صفوفنا، كذلك إن حدثت نزاعات بداخل لجنة الدستور وأصر تيار على وضع الدستور دون مشاركة جماعية وغلبوا مصالحهم الشخصية على مصلحة الوطن دون أن يعوا أنه لا توجد دولة فى العالم يوضع دستورها من خلال كيان أو تيار واحد، بل لابد من مشاركة كل فئات وتيارات المجتمع، أيضا إن لم نراع الالتزام بضوابط وشروط اختيار رئيس الجمهورية والخوف أن تنشب خلافات فى وجهات النظر قد تؤدى إلى حدوث صدام بين كل القوى السياسية، دون ذلك ولو اجتمعنا جميعا على حب الوطن سنعبر الفترة الانتقالية بأمان وفى موعدها، بل من الممكن أن نعبرها قبل الموعد المحدد. ∎ وأين قانون الغدر والعزل السياسى من المجلس الاستشارى؟ - فى حساباتنا وعلى جدولنا، ولكن هناك أولويات تفرضها علينا الأحداث المتلاحقة، فليس من المعقول أن نجد البلد فى حاجة إلى سيطرة أمنية ولا نضع للملف الأمنى أولوياته فى المناقشة مثلما حدث يوم الثلاثاء الماضى عندما اجتمعنا فيه مع وزير الداخلية اللواء «محمد إبراهيم» لمدة ساعتين ونصف الساعة، كذلك الملف الاقتصادى يأتى ضمن الأولويات بعد الأمن وهكذا، ولكن ملف قانون الغدر والعزل السياسى فى الاعتبار على أن تتم مناقشته مع بداية 2012 ده إذا استمرينا فى المجلس ولم تطرأ على السطح أحداث تفسد هدوء دراسة الموقف واتخاذ القرارات والاستمرار فى عملية الإصلاح.