حالة من الجدل أثارها مؤخرًا اللقاء الذى جمع بين نقيب الممثلين أشرف عبدالغفور والمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين للحديث عن مستقبل الفن فى ظل صعود التيارات الإسلامية وعلى رأسها الجماعة. وبالرغم من هذا إلا أن نتيجة اللقاء جاءت مخيبة للآمال خاصة أنها كادت أن تكون لقاء من طرف واحد حيث نجح المرشد فى تحقيق الهدف بالدعاية للجماعة ومحاولة كسب ود الفنانين الذين أعلنوا عن استعدادهم للتصدى لقيود الجماعة بينما خرج النقيب بلا أى مكاسب واكتفى برسائل تطمين «واهية»، وهو ما أثار حفيظة الوسط الفنى من جهة وأشعل النار بين أعضاء النقابة من جهة أخرى بعد أن اكتشفوا أن مجلس النقابة كان آخر من يعلم بهذا اللقاء الذى حضره النقيب واكتفى بالتقاط الصور وتبادل القبلات مع المرشد. فى البداية أوضح أشرف عبدالغفور نقيب المهن التمثيلية عدم سعيه بشكل شخصى للقاء المرشد العام وإنما قام أحد الصحفيين بتنظيم اللقاء وعرض الفكرة على المرشد ووافق عليها بشرط أن يكون لقاء ثنائيًا فقط وعلى هذا الأساس تمت الزيارة. وأشار عبدالغفور إلى أنه ذهب لهذا اللقاء بصفته كنقيب للممثلين وليس بصفته الشخصية وأن سبب عدم إبلاغ أى عضو من مجلس النقابة هو أن اللقاء جاء بسرعة ولم يكن هناك وقت لإخبار أحد إلى جانب أن المرشد طلب حضورى بمفردى وليس لقاء جماعياً وعبر عبدالغفور عن سعادته بهذا اللقاء الذى جاء تأكيدًا وتوضيحًا للرؤية الصحيحة التى يتبناها الإخوان للفن وقال: النظام السابق كله حريص على زرع الخوف فى نفوس المصريين من فكرة صعود الإخوان إلى الساحة السياسية وقد شعرت من خلال هذا اللقاء بأن مستقبل الفن سيكون رائعًا ومتميزًا. من جانبه دعا سامح الصريطى وكيل النقابة لاجتماع عاجل لمجلس النقابة اليوم الجمعة لمعرفة تفاصيل لقاء أشرف عبدالغفور بالمرشد العام الدكتور محمد بديع الذى تم الثلاثاء الماضى ومعرفة أسباب سرية اللقاء خاصة أن عبدالغفور قابل المرشد العام بصفته كنقيب للممثلين وممثل عنهم وليس بصفته الشخصية. وقال الصريطى: نحن لا نريد أن يستغلنا الإخوان لتحسين وجوههم أمام الناس خاصة أننا لا نسعى إليهم أو التقرب منهم لذلك دعوت لاجتماع عاجل فى النقابة لمعرفة أسباب قيام النقيب بمقابلة المرشد العام بمفرده ولم يدع أى فنان أو حتى عضو من أعضاء المجلس لحضور اللقاء وسنناقش خلال الاجتماع كيف تمت هذه الزيارة وماذا دار فيها. أما الكاتب وحيد حامد فقال: لم أعد أندهش من هذه التصرفات خاصة أننى كنت أتوقع أن يحاول الجميع أن يكسبوا ود جماعة الإخوان المسلمين ويحاولوا التودد والتقرب وكسب الرضا وهذا بالضبط ما قام به نقيب الممثلين أشرف عبدالغفور وهذا اللقاء هدفه أن يتقرب للجماعة نظرًا للقوة التى أصبحت تتمتع بها ومع هذا علينا أن ننتظر قليلاً حتى نشاهد التصرفات العجيبة التى يقوم بها هؤلاء وعن قيمة هذا اللقاء بالنسبة للوسط الفنى وخدمة الفن قال لم نر أى نتائج لهذا اللقاء ويجب ألا يتودد الوسط الفنى لينال رضا الجماعة وعن انفراد النقيب بقرار زيارة المرشد العام دون الرجوع للنقابة وأعضائها قال هذا ليس غريبا خاصة أن الفنان أشرف عبدالغفور معروف بميوله لأفكار هذه الجماعة. المخرجة إيناس الدغيدى ترى أن هذه الزيارة تصرف سابق لأوانه لأن الإخوان لا توجد لهم أى صفة فى المجتمع حتى الآن حتى تتم المبادرة بلقائهم. وقالت: مع احترامى للدكتور محمد بديع مثله مثل أى رئيس حزب سياسى ليست له صفة الحاكم حتى الآن خاصة أن كيانات الدولة لم تكتمل وحتى لو أصبحوا أغلبية فى البرلمان أو وصلوا لكرسى الحكم فهم سيحكموننا بالقوانين وليس بالدين لأن أى تيار دينى ارتضى أن يدخل لعبة السياسة فسنتعامل معه كتيار سياسى وليس تيارًا دينياً وعلى هذه التيارات أبعاد الدين عن السياسة وأضافت أن الإخوان لم يتخذوا شيئًا ضد الفن حتى الآن حتى نحاول كسب ودهم وتعاطفهم ومع هذا فإنهم إذا أقدموا على شئ يضر بمصلحة الفن المصرى فى هذا التوقيت سنواجههم وإذا أصدروا قوانين تحجم دورنا سنخرج ونقدم أعمالا نكشفهم فيها وفى نفس الوقت لن نترك مصر لأنها ملك لكل المصريين والثورة لا تدعنا نستسلم لتيار بعينه. وأكدت الدغيدى أن هذا اللقاء أدى إلى شعور الفنانين بالسيطرة وأثار الرعب بينهم وهذا موقف ضعف لا نقبله لذلك كان على الفنان أشرف عبدالغفور أن يقوم باستطلاع رأى الفنانين قبل هذا اللقاء لأنه يتحدث باسمهم واعتقد أن هذه الخطوة أضرت بمصلحة الفن. واضافت الدغيدى أنها عرضت على نور الشريف تنظيم مسيرة لفنانى مصر للمطالبة بحل مشاكل السينما المصرية لكن تم تأجيل هذه الخطوة حتى يكون هناك كيان فى الدولة يمكن التفاوض معه، والمخرج داود عبدالسيد قال من الصعب التعليق على مقابلة النقيب والمرشد العام لجماعة الإخوان فى الوقت الحالى خاصة أن الوسط الفنى لم تصله أى معلومات عن هذا اللقاء ونتيجة لهذا من الصعب الحكم عليه بالنجاح أو الفشل ولهذا قررت أن ألتقى بالنقيب لأجد اجابات لكثير من الاستفسارات التى تدور فى ذهنى وتجعلنى أجيب عن اسئلة الكثيرين حول مصير الفن بعد اللقاء. ولكن بوجه عام لا أرى أن اللقاء مع الإخوان المسلمين شىء سلبى أو حتى ايجابيا خاصة أن هذا يكون من قبيل الشكليات والعلاقات العامة وهى شيء متعارف عليه ولكن الأهم من ذلك الوصول بشكل نهائى لتعامل هذه الجماعات مع الفن والحصول على قرار نهائى هل هم مؤمنون بحرية الفن بشكل كامل وبدون قيود. ولكن نحن لسنا فى حاجة إلى لقاءات إعلامية ومجرد صور فوتوغرافية وقبلات بين النقيب والمرشد مثل التى تعودنا عليها فى الأنظمة السابقة. الفنانة حنان مطاوع قالت: لا أريد أن أحمل الأمور أكثر من حجمها فلقاء الفنان أشرف عبدالغفور بالمرشد العام قد يكون رغبته فى وضع النقط على الحروف توضيح أشياء غامضة لدى تفكير الإخوان ووجهة نظرهم فى الفن وهذا من حقه. وأشارت مطاوع إلى أنها مع تعاون كل أطياف الشعب بمن فيهم الإخوان والسلفيون وقالت: إذا وصلوا بالفعل للحكم واتبعوا ديكتاتورية النظام السابق وأعتقد أن الشعب لن يسكت خاصة أنه كسر حاجز الخوف وأسقط نظامًا كاملاً لكن فى نفس الوقت لو حقق التيار الإسلامى الاعتدال وروح الإسلام وإذا نهضوا بكل مجالات المجتمع بما فيها الفن فأهلاً بهم.