يبدو أن الفوضى الخلاقة التى بشرتنا بها كونداليزا رايس الوزيرة الأمريكية السابقة التى تتسيد المشهد فى الشارع المصرى على جميع الأصعدة، حرائق تنتقل من محافظة لأخرى والفاعل مجهول وبعد أن استعد الجميع لرئاسة عمر سليمان للجمهورية يخرج لعدم استكمال توكيلاته من محافظة أسيوط، ثم المطالبة بمعاقبته على تزوير بعض التوكيلات. وأشير إلى أحد أنصار سليمان الذى طوق المبنى الذى يسكن فيه بمنطقة الهرم ثم يرشح الرجل الذى يعلم ما فى أحشاء العالم واكتشفت أنه لا يعرف ما فى أحشاء توكيلاته من أسيوط.
ثم مشاهد أولاد أبوإسماعيل الذين يصرون على عودة نجمهم الأعلى ومحبوبهم حازم للانتخابات رغم الاستبعاد ومن حازم إلى عزل أحمد شفيق تطبيقا للقانون وذلك عقب حصوله على رمزه الانتخابى، ثم عودته لسباق الانتخابات الرئاسية مرة أخرى وبدلا من أن نشهد مناظرات بين المرشحين وتنوير الرأى العام بمن سوف يحكمهم نجد تبادلا لفظيا بين موسى وأبوالفتوح عبر القنوات الفضائية وصعود أسهمهما يقربهما من مقعد الرئاسة فى ظل منافسة مهمة من حمدين والعوا وبسطويسى وأبوالعز.
ومن هذه الفوضى الرئاسية إلى أزمة مفتعلة فى غياب الدبلوماسية المصرية الكاملة وهى أزمة المحامى أحمد الجيزاوى، ويبدو أننا حتى الآن لم نتعلم من أخلاق الثورة وانتشرت الفوضى واختلط الحابل بالنابل وغابت الدبلوماسية المصرية واتهامات وأخبار نجدها هنا وهناك ولا أحد يعرف الحقيقة، وهل الجيزاوى متهم أم لا!
ودخل على الخط أصحاب الفوضى الخلاقة دون مراعاة للعلاقة القوية والجذور التاريخية بين مصر والسعودية وشعبيهما لدرجة ركوب بعض مرشحى الرئاسة الموجة بتصريحات أشبه ب «فتوات زمان» على طريقة «صقفة للنبى»!
واكتملت الفوضى بالحكم الصادر ضد عادل إمام على فيلم سابق «حسن ومرقص» بتهمة ازدراء الأديان وهو ما يعود بالأذهان إلى قضية مرتضى منصور وعادل إمام القديمة، وربما يحتاج المحامى صاحب الدعوى إلى حبس جميع أفراد الفيلم وليس عادل إمام بمفرده!
أشكال الفوضى لا حصر لها، والسؤال: متى تنتهى وهل نحب من يحب هذا البلد الذى يئن حزنا وألما على حاله؟!