[ابراهيم المعلم] كان من الطبيعى أن يرفع مجلس إدارة النادى الأهلى الراية البيضاء بعد حكم محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة لتأييد بند الثمانى سنوات فى لائحة المجلس القومى للرياضة والتى أصدرها حسن صقر الرئيس السابق قبل رحيله، خاصة أنه أصبح فى حكم المؤكد أيضاً أن يرفض طعنه الذى كان ينوى التقدم به فور صدور قرار محكمة مجلس الدولة.
لم يكن هناك سبيل أمام مجلس إدارة النادى الأهلى برئاسة حسن حمدى إلا أن يقبل الأمر الواقع ويتقبل حكم المحكمة ليبدأ مناورة جديدة بالتقدم لإعلان شركة الأهلى سبورت، خاصة أنه سواء رضى مجلس إدارة النادى الأهلى أم رفض فلا أمل أمامه للاستمرار فى المشاركة فى بطولات الاتحاد الأفريقى ومن بعدها بطولة العالم للأندية فى حالة فوزه ببطولة أفريقيا للأندية الأبطال إلا بالمشاركة فى دورى المحترفين وأن يكون تصنيفه عالياً فى هذا الدورى أيضاً والذى من أول شروط الانضمام لدورى المحترفين أن تنفصل كرة القدم عن باقى أنشطة النادى الرياضية والاجتماعية وأن تكون هناك شركة ترعى كرة القدم فى النادى، بمعنى أن تكون هناك ميزانية مستقلة لكرة القدم.
ولهذا أصبح من الضرورى إعلان الأهلى عن تكوين شركة مساهمة مستقلة لكرة القدم وإعداد موازنة مستقلة تكون مواردها البث التليفزيونى لمبارياته فضائياً وأرضياً، ومن خلال وجود شركة لتسويق الفريق أو النادى أو الشركة وشعارات سواء فانلة الفريق أو إعلان النادى، ومن خلال الإعلانات وبيع وشراء اللاعبين، وتعد هذه الأمور هى أهم العناصر لتكوين شركة مستقلة للأهلى والتى تنقصه بالفعل كما تنقص جميع الأندية الراغبة فى الانضمام لدورى المحترفين، أما باقى العناصر أو الشروط الواجب توافرها للانضمام إلى دورى المحترفين والمفترض أن يعلن عنه اتحاد الكرة لتنظيمه اعتباراً من موسم 2013 بحد أقصى، فهى يجب أن يكون لكل ناد مكان للاعبين ومركز رياضى وملعب خاص سواء يمتلكه أو يؤجره، ومكان أو ملعب للتدريب، وأن يكون لديه مركز للناشئين، وأن تكون للشركة المساهمة لأى ناد جمعية عمومية، وأن يكون بالشركة المساهمة مكان مخصص للإدارة، وأن يكون للشركة المساهمة خطط للتمويل. [حسن صقر]
حسن حمدى رئيس النادى الأهلى ورفاقه من أعضاء مجلس الإدارة فضل الإذعان لحكم المحكمة، بعد أن فقدوا الأمل فى أن يصدر حكم لصالحهم فى حالة الطعن عليه، وأنه لا أمل فى البقاء فى دورى الأضواء والشهرة والعالمية إلا من خلال الانضمام لدورى المحترفين وإنشاء الشركة المساهمة وتطبيق جميع شروط دورى المحترفين للحصول على التصنيف «A». [مانويل جوزيه]
والمشكلة التى تواجه حسن حمدى حالياً ورفاقه هى إعداد موازنة حقيقية وليست وهمية وتطبيق جميع شروط أندية دورى المحترفين، خاصة أنه بعد التقدم للاتحاد المصرى للمشاركة فى دورى المحترفين سيقوم الأخير، أى الاتحاد المصرى بإحالة جميع أوراق الأندية المتقدمة للمشاركة فى هذه المسابقة للاتحاد الأفريقى والمكلف بالإشراف والمتابعة لتنظيم هذه البطولة من قبل الاتحاد الدولى وتصنيف الأندية لدرجات «A»، «B»،«C»، طبقاً لتوافر الشروط فى كل ناد، وتعد الموازنة هى مشكلة تكوين الشركة المساهمة، خاصة أنه من المفترض طبقاً لشروط المشاركة فى دورى المحترفين أن تكون هناك موازنة مستقلة لكرة القدم حقيقية ومستقلة عن موازنة باقى أنشطة النادى الأخرى، ويعانى الأهلى حالياً من توقف الدورى وعدم قدرته على تحقيق عائد مادى حقيقى من البث التليفزيونى ومن الشركات الراعية ومن دخل المباريات لإقامة حتى مبارياته الأفريقية بدون جمهور، وأصبح من الصعب على مجلس الإدارة توفير مرتبات الجهاز الفنى لفريق الكرة الأول والتى تبلغ ما يقرب من 5,2 مليون جنيه شهرياً، وحاول مجلس الإدارة أو لجنة الكرة مساومة مانويل جوزيه للتخلص من مساعديه سواء مدربى الأحمال أو المدرب المساعد أو مدرب القياسات إلا أنه رفض أملاً فى تخفيف العبء على ميزانية الكرة.
ولم يعد أمام حسن حمدى ورفاقه إلا التخلص من مانويل جوزيه واللجوء إلى الخبرة المصرية وتعيين مدرب مصرى يتولى مسئولية قيادة الفريق بمرتب يستطيع الأهلى توفيره، خاصة أن مرتب جوزيه ومساعديه كان يتحمله رجل الأعمال السعودى الراحل الخرافى، وهناك شعور متبادل حالياً بين جوزيه ومجلس إدارة الأهلى بأن كلاً منهم لا يرغب فى استمرار أو تجديد عقد التدريب، ويدعى مانويل جوزيه أنه سيعتزل التدريب بعد أن ينتهى عقده مع الأهلى بحجة أنه اقترب من السبعين عاماً، وحقيقة الأمر أنه لم يعد لديه جديد، وأنه فشل فى كل ناد ذهب لتدريبه فيما عدا الأهلى. [طاهر ابوزيد]
ولهذا يسابق حسن حمدى الزمن لإعلان شركة الكرة قبل نهاية مدة مجلس الإدارة الحالى حتى يتمكن من تكوين الشركة برئاسته وعضوية مجلس الإدارة من رجاله المخلصين، خاصة أن مجلس الإدارة القادم تحت رئاسة أى مرشح لن يسمح له بأن يكون رئيساً لنادى المحترفين أو لشركة الأهلى، خاصة بعد أن تردد إعلان طاهر أبوزيد ترشيح نفسه لرئاسة الأهلى فى الانتخابات القادمة والذى يعد أحد أكبر رموز المعارضة فى النادى، ويجرى حسن حمدى مشاورات مكثفة هذه الأيام مع نادى المقاصة لتكوين شركة الأهلى، خاصة أنه الوحيد الذى ينطبق فيه شروط نادى المحترفين، كما أن حسن حمدى نفسه فقد الثقة فى الحصول على تأييد الاتحاد الدولى «الفيفا» فى حالة اللجوء إليه للطعن على قرار استبعاده بسبب بند الثمانى سنوات، خاصة أن الفيفا نفسه يؤيد هذا الاتجاه حالياً لأسباب منها أن الفيفا يهمه أن يكون لدى النادى شركة خاصة والاشتراك فى دورى المحترفين، كما أن الفيفا يدرس تطبيق بند الثمانى سنوات على أعضائه بعد انتشار ظاهرة فضائح الرشاوى بين رجاله.
ويواجه حسن حمدى أزمة أخرى وهى إقامة المباريات بدون جمهور والتى سوف تؤدى إلى تحقيق خسائر رهيبة بالنسبة للموازنة العامة للكرة، حيث لن يستطيع الاتفاق مع أى شركة راعية لتحقيق دخل جديد بجانب خسارته قيمة تذاكر المباريات، ويدرس حسن حمدى إقامة مبارياته الأفريقية القادمة فى السودان للخروج من مأزق إقامة مبارياته فى مصر بدون جمهور، نظراً لأنه يحتاج إلى الدعم الجماهيرى خاصة فى الأدوار القادمة فى البطولة الأفريقية، بالإضافة إلى حاجته إلى الدعم المالى أيضاً، ويعتمد الأهلى فى ذلك على شعبيته لدى نادى الهلال السودانى وجماهيره التى تعشق النادى الأهلى، ولكن ظهور مشاكل سياسية جديدة فى السودان والتى قد تنذر بوقوع حرب جديدة بين الشمال والجنوب يهدد تطبيق أو تنفيذ تلك الفكرة ولهذا يدرس الأهلى أيضاً إقامة مبارياته فى عدة دول أخرى أفريقية تكون بديلاً للسودان فى حالة صعوبة تنفيذ هذه الفكرة، خاصة أن المشاورات مع الأمن فى مصر وبين الأهلى وصلت لطريق مسدود لإصرار الأمن على إقامة المباريات بدون جمهور ويؤيده فى ذلك المجلس العسكرى، خاصة فى ظل بدء محاكمة المتهمين فى أحداث بورسعيد وفى ظل انتخابات الرئاسة، بالإضافة إلى أن مشاورات حسن حمدى لتقديم محلل له فى مجلس الأهلى مع إبراهيم المعلم لم تخرج إلى النور بعد والتى مازالت تدور حولها مشاورات سرية مكثفة خوفاً من انقلاب المعلم عليه بعد أن يجلس على كرسى رئيس النادى، وخوفاً من نجاح طاهر أبوزيد فى الانتخابات، وهناك احتمالات أن يرفض المعلم دور المحلل فى حالة موافقته على الترشيح وبعد ضمان مساندة لجنة الحكماء له.