لن أتحدث عن مشاهد الجريمة الإرهابية التي استباحت الدماء المصرية البريئة في التفجير أمام كنيسة القديسين في الإسكندرية، فقد هزت ضمير الشعب المصري كله.. وشظايا الانفجار المجرم لم تفرق بين مسلم ومسيحي وهي تتجه إلي صدور الضحايا. ولن أستغرق في بيان مساحات الغضب والحزن ومشاعر الألم، فالوجدان المصري كله - مسلما ومسيحيا - يقطر ألما وحزنا علي أبرياء هم أخوة وأشقاء وأقارب وجيران وشركاء وطن تم استهداف حياتهم ضمن عملية استهداف وطن بأكمله .. ثباته واستقراره وطموحاته في مستقبل يليق بأبنائه ودوره في الإقليم والعالم. حسنا.. لقد وصلت للمصريين جميعا - مسلمين ومسيحيين - رسالة دقيقة.. ملونة بلون الدم.. مؤامرة تتلخص في أن ضرب هذا الوطن وتقويض استقراره واغتيال طموحه لن يتحقق سوي بإشعال فتنة طائفية تمزق نسيجه الاجتماعي وتفتت وحدة أبنائه تأكل الأخضر واليابس. وهو هدف مطلق لأيادٍ خارجية تجد في الاستقرار المصري تهديدا لمصالحها وأجندتها وطموحاتها وسط إقليم يغرق محيطه في تنازعات عرقية ودينية وسياسية تهدد بقاء دول ضمن حدودها المعروفة. مخطط شرير يجد له أذرعاً مندسة بيننا في جسد الوطن تتحالف معه وتنفذ أجندته بكل الأشكال والصور وهي تحتمي بشعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان.. فيطالعنا كل صباح بدعايات مسمومة وإثارات ممنهجة تجد ظهيراً من نخبة فاسدة تقدم له كل الدعم وتناصره وتروج لشروره الظلامية.. يدلس باسم الدين ويغازل مشاعر البسطاء الدينية يزرع الحقد وكراهية الآخر ويدفع في سبل التشاحن الطائفي المندسين بيننا تنظيم جماعة الإخوان غير الشرعي الإرهابي.. وصحافة خاصة وبرامج فضائية ليلية تظاهره وتروج لأفكاره الظلامية.. تشكك في مؤسسات الدولة الشرعية بغرض تخويفها والنخر في ركائزها الثابتة.. مقامرا ومراهنا علي أمن هذا الوطن. ولكن ضمير الوطن الذي تراكم عبر آلاف السنين ومنذ خلق الله أرض مصر.. موقنا بأن البلد الأمين قد حماه الله وحصنه إلي آخر الزمان بشعب يؤمن بأنه في خندق واحد بغض النظر عن المعتقد والديانة واللون والجنس.. لا يمكن أن يمرر هذه الرسالة.. ولا يستطيع بطبيعته أن يهضم هذه المؤامرة.. ولا يملك سوي أن يقطع يد الشر.. في الداخل والخارج .. وهو قادر بإرادة زعيمه الرئيس مبارك المقاتل المنتصر المنحاز طوال العمر للبسطاء وأمنهم وسلامتهم الشخصية والذي وضع تفاصيل دقائق عمره في خدمة طموحاتهم الأصيلة في حياة تليق بهذا الوطن مكانا ومكانة. فهو قادر بأبنائه المسلمين والمسيحيين.. شبابا ومثقفين ونخبة وعامة.. علي اختزان كل مساحات الغضب والحزن في طاقة تحرق أصابع هذا الاستهداف لأمن الوطن ووحدته واستقراره .. في الداخل والخارج .. وإن كان الحزن القبطي الغاضب متفهما.. فإن الغاضبين بكل مشاعر الحزن هم المسلمون قبل الأقباط.. الغاضبون هم المصريون جميعا.. وانظروا في ملامح الحزن الغاضبة علي وجوه المارة في الشوارع وفي البيوت.. لن تستطيعوا التفرقة بين وجه مسلم ووجه قبطي.. وتأملوا التظاهرات التي خرجت تحمل شعار.. «الله أكبر - الله محبة». لقد قال الرئيس مبارك كلمته بكل وضوح وصرامة ودقة بعد ساعات قليلة من وقوع هذا العمل الإرهابي المجرم: «إننا جميعًا في خندق واحد وإننا جميعًا سنقطع رأس الأفعي وسنتصدي للإرهاب».