عندما بدأ الكابتن «حسن شحاتة» المدير الفني للمنتخب مشواره مع الفريق كان له مطلق الحرية ويفعل كيفما يشاء، بل لم يسمح لأحد بالتدخل في صميم عمله من قريب أو بعيد، وهذه طبيعته وحتي الجهاز المعاون له تكون له المشورة، لكن الكلمة في النهاية والقرار يكون من جانب المدير الفني وفي ذلك الحين لم يترك عواطفه تتحكم فيه أو تسيطر عليه، فالعمل الذي يحتاج للعقل ليس بالضرورة أن تغلب عليه العواطف ولا يحتاج لمثل هذه الأمور. ومع الإنجازات التي تحققت من قبل تصور المعلم أنه قد يكون خارج دائرة النقد أو الحساب وأن الذين يفعلون ذلك لا يعرفون شيئا أو مجرد أناس حاقدين ومغرضين.. لكن ماذا حدث للمنتخب الوطني خلال الفترة الماضية لدرجة أنه أصبح لقمة سائغة أمام الفرق الأخري رغم كونه مازال متربعا علي عرش الكرة الإفريقية منذ سنوات أو تحديدا من عام 2006 حتي أيامنا هذه برغم ذلك دعونا نتفق بأن الخط البياني للأداء بدأ في الهبوط والتذبذب حتي أصبحنا مهددين بالخروج من التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس الأمم القادمة 2012 وما بين الانتصارات وتحقيق الإنجازات تبدلت الكثير من الحقائق، وأصبحت مرة وتحولت إلي عبء يعاني منه ولا يمكن الصمت تجاهه منذ التعادل المهين أمام منتخب سيراليون بالقاهرة والخسارة أمام منتخب النيجر الضعيف وباستثناء الفوز الأخير الذي حققه المنتخب أمام أستراليا التي شاركت بدون عدد من لاعبيها الأساسيين إلا أن الهزيمة الأخيرة أمام منتخب قطر كشفت عيوبنا وبالمناسبة تلك هي المرة الأولي التي يخسر فيها المنتخب الوطني أمام قطر، وإذا كان شحاتة هو صاحب الإنجازات الفريدة التي تحققت من قبل مع المنتخب بعد احتفاظه باللقب الإفريقي للمرة الثالثة علي التوالي إلا أن فريقه تراجع بشكل ملحوظ وليس معقولا أن يعتمد علي نفس الوجوه أو رجال الحرس القديم بعد ابتعادهم عن مستواهم وانخفاض درجة أدائهم، وتأثر لياقتهم بسبب عامل السن، كما أن الاعتماد علي تلك العناصر التي فقدت صلاحيتها خلال الفترة الأخيرة خطأ ندفع ثمنه غاليا، وبات علي شحاتة أن يعيد حساباته من جديد لرأب الصدع الذي مني به فريقه، وترتيب البيت من الداخل وبناء فريق للمستقبل ، ومن ثم الاعتماد علي الوجوه الجديدة التي برهنت عن نفسها بقوة من خلال الدوري وكذلك المحترفين خارجيا والابتعاد كليا عن أي نوع من المجاملات لأي من اللاعبين حتي لو كانوا هؤلاء من نوعية النجوم الكبار وهنا لا أتحدث بلغة التشاؤم إنما بدافع الغيرة علي اسم الفريق الذي يحمل اسم مصر، كذلك ما يتردد بأن هناك نوعا من تصفية الحسابات أمر يدعو للدهشة، والغريب هو أن شحاتة يعرف تماما أن هناك لاعبين داخل صفوف المنتخب انتهي دورهم ووجودهم يمثل عالة كبيرة حتي لو كانوا بالنسبة للمعلم مصدر ثقة أو تفاؤل رغم هبوط مستواهم بشكل ملحوظ. ولقد بات أيضا من المهم أن يتخلص شحاتة من حرسه القديم، ويستطيع أن يفعل ذلك، ولأن الصورة المهتزة التي ظهر بها المنتخب تتطلب التدخل السريع والفوري قبل فوات الأوان، ثم يبقي السؤال الأّهم لماذا لا يقوم شحاتة ورفاقه بإجراء التغييرات الجوهرية ويعود إلينا من جديد بالانتصارات وليس الخسارة أمام قطر والنيجر والتعادل مع سيراليون ولأن القادم سيكون هو الأصعب بعد أن وصل المنتخب إلي حافة الهاوية.