جاءنى شاب مثقف اختار «فتاة طيبة متوسطة الجمال، لكن مقبولة تحب البيت، والأمومة بالنسبة لها حياتها والبيت عالمها الأوحد»، وهذه الصفات منسوبة إليه، وقد تمت الخطبة ولكنه فى حيرة، قرر أن يختار كاتبة معينة هى د. هالة مصطفى ليضع خبرته أمامها. كان قد رآها فى التليفزيون منذ فترة واهتم بما تقول، ولكنه ذهب إلى الأهرام ولم يستطع مقابلتها فهى «دايما مسافرة»، وأخيرًا جاءنى وحددت له ليلى سكرتيرة رئيس التحرير موعدًا معى، وتقابلنا، وها هى المناقشة أنقلها بأمانة ورسالة للشباب والبنات. قال الشاب: هى تعجبنى فقط ولكن لا مشاعر شوق نحوها. قلت: الإعجاب مدخل للحب وغدا تشتاق. قال الشاب: أنا مقتنع بدماغى بها ولكن بقلبى.. لا. قلت: عندما تكونان تحت سقف بيت واحد وتجرب سوف تكتشف أن عوامل الجاذبية أكثر من نقط النفور. قال الشاب: أنا باتجوز علشان أجرب؟ قلت: الحياة كلها تجارب ومن الممكن أن نطلق عليها «العشرة» بكسر العين. قال الشاب: لن أكون محايدًا وأنا بلا مشاعر وسوف أترصد أخطاءها. قلت: كل الزيجات تبدأ بالأخطاء من الطرفين قبل أن يتعود كل منهما على الآخر. قال الشاب: لو كنت بحبها سوف أغفر وأبرر! قلت: من خلال معاشرتك الحميمة لها سوف تكتشف محاسنها الشخصية. قال الشاب: أنا لسه حاكتشف؟ قلت: الحياة كلها مجموعة اكتشافات. قال الشاب: هل يكفى اختيار عقلى لأكون سعيدًا؟ قلت: زواج الحب لا يدوم أحيانًا لأن العلاقة تقف على أرض ثابتة غير رومانسية. قال الشاب: هذه مبالغات أدبية، فكيف لا يدوم زواج الحب؟ قلت: فى العلاقة العاطفية نعطى أفضل صورة رقة وصوتًا منخفضًا وقناعة بالواقع، وبعد الزواج تظهر الحقيقة وتحدث الخلافات ويتربص الطلاق بالباب. قال الشاب: فى اعتقادك أن الاختيار المبنى على العقل يدوم؟ قلت: مؤكد لأن العقل لا يتقلب كالقلب، القلوب من طبيعتها التقلب! قال الشاب: هل تراهن على «المعاشرة»؟ قلت: نعم والبنت الذكية بحسها تأسرك إلى عالمها. قال الشاب: إنها بلا تجارب ولهذا اخترتها. قلت: حس البنت مهم لأن حياتها الجديدة تتطلب تيقظ كل حواسها، ومن الممكن أن «تربيها» على طباعك وأسلوبك ولا تطلب طاعتها العمياء. قال الشاب: أنا اقتنعت بوجهة نظرك لأنها عقلانية وسأدعوك للفرح!؟ إلى رجل أكرهه..هل تتصور أن كراهيتى الساخنة لك.. حب؟ ربما!!