اكتشف بلدك من جديد.. فكرة بدأناها أنا وزملائي بالمجلة.. ولتكن دعوة إلي كل محبي «أم الدنيا» فهي تستحق منا كل الحب لكي نحافظ علي كل ما تركه لنا أجدادنا من أجل الأجيال القادمة. أم الدنيا صاحبة الألف مئذنة دائما تضيف الجديد من المساجد ووزارة الثقافة ممثلة في المجلس الأعلي للآثار تقوم بترميم وصيانة وتجديد مساجدنا القديمة وهذا الأسبوع نقوم بزيارة كتاب وسبيل أم عباس ومسجد سلطان شاه اللذين تم ترميمهما مؤخرا لاستقبال المصلين. سبيل وكتاب أم عباس يقع ناصية شارعي الصليبة والسيوفية بمنطقة طولون بحي السيدة زينب، وقد شيدته السيدة بمبة قادن عام (1284 ه - 1867م) وهي والدة عباس حلمي الأول الذي تولي حكم مصر بين سنتي (1265 -1271ه) وزوجة الأمير طوسون باشا بن محمد علي الكبير. جولة داخل المسجد تتكون العمارة الخارجية من واجهة رئيسية واحدة تطل علي شارعي الصليبة والسيوفية وهي واجهة مثمنة تغشيها بلاطات خزفية تشتمل علي خمسة شبابيك للتسبيل تغشيها أحجبة من المشبكات المعدنية علي هيئة زخارف نباتية وفي نهاية الواجهة العلوية شريط من الزخارف النباتية يعلوه رفرف خشبي تزينه زخارف نباتية. علي جانبي الواجهة كتلتان معماريتان (تطل يمناهما علي شارع السيوفية ويتوسطها مدخل رئيسي عبارة عن فتحة ذات عقد نصف دائري. علي يمين هذا المدخل فتحة شباك معقودة بعقد نصف دائري يغشيها حجاب خارجي من المصبعات المعدنية. أما الكتلة الثانية علي يسار المدخل المشار إليه ففيها مدخل ثان عبارة عن فتحة بعقد نصف دائري يغلق عليها مصرعان خشبيان تعلوهما كتابات تركية. تتكون عمارته الداخلية من دركاة مربعة تنتهي بدخلتين معقودتين بعقدين نصف دائريين وغطيت هذه الدركاة بسقف من براطيم خشبية تتوسطه شخشيخة بها ثماني نوافذ. مسجد سلطان شاه يقع المسجد بشارع غيط العدة بالقرب من قصر عابدين - عابدين. تاريخ المسجد شيد هذا المسجد السيفي الأمير سلطان شاه بن قرا أمير الطبلخاناه عام 767ه/1365م بدولة الأشرف شعبان بن حسين ابن الناصر محمد بن قلاوون (764-778ه/1362-1376م ) والذي جعله حاجبا للحجاب عام 768ه/1366م ثم أنعم عليه بإمرة طبلخاناه فظل بها إلي أن توفي عام 776ه/1374م. وظل المسجد كذلك إلي أن قام السلطان قايتباي بتوسعته عام 880ه/1475م وأمر بعمل منبر خشبي له وظل هذا المنبر بالمسجد حتي باعه ناظر الوقف محمد أفندي الكريدلي عام 1288ه/1871م بمائتين وخمسين جنيها لأحد الأجانب فأخرجه من مصر ولما بلغ الخديو إسماعيل بهذا التصرف المشين أمر بنفي هذا الناظر والنجار الذي قام بفكه إلي أقاصي السودان وكان المسجد قد تخرب فأمر الخديو إسماعيل عام 1289ه/1872م بإصلاحه وتجديد واجهته وعمل منبرا جديدا له علي يمين المحراب من الخشب زينت ريشتاه بحشوات هندسية من الخرط المعقلي المائل المطعم بالعاج وتوج باب المقدم للمنبر بصف من الشرفات المنفذة علي هيئة ورقة نباتية خماسية الفصوص وغطيت جلسة الخطيب بقبة خشبية وهو المنبر الموجود فيه حتي اليوم. جولة داخل المسجد لهذا المسجد أربع واجهات، وتعد الواجهة الجنوبية الغربية هي الواجهة الرئيسية، حيث إن بها المدخل الرئيسي، بينما الواجهات الأخري واجهات فرعية، أما المسجد من الداخل فيتكون من صحن أوسط مكشوف تحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة. الواجهة الرئيسية (الجنوبية الغربية): تشرف تلك الواجهة علي شارع غيط العدة، ويتوسطها المدخل الرئيسي، ويزين تلك الواجهة علي يمين ويسار المدخل أربع دخلات ذات صدور مقرنصة بواقع دخلتين علي كل جانب، وبداخل كل دخلة من أسفل نافذة مستطيلة مغشاة بمصبعات من الحديد ذي أشكال معينات، يعلوها نافذة مستطيلة متوجة بعقد مدبب، وتنتهي الواجهة من أعلي بشرفات بشكل ورقة نباتية ثلاثية. المدخل الرئيسي: يتوسط الواجهة الجنوبية الغربية، وهو عبارة عن حجر غائر متوج بعقد مدائني، وفتحة المدخل عبارة عن فتحة مستطيلة يعلوها عتب من صنجات مزررة، يعلوه عقد عاتق من صنجات مزررة كذلك، وبين العتب والعقد العاتق نفيس مغشي ببلاطات من القيشاني، ويغلق علي فتحة الباب مصراعي عبارة عن باب خشبي خال من الزخارف عليه تقسيمات هندسية مستطيلة ومربعة. الواجهات الفرعية: يتوسط الواجهة الجنوبية الشرقية بروز المحراب، ويجاورها مدرسة حديثة تحجب معظم الواجهة، أما الواجهة الشمالية الشرقية فتحجب الجزء الأكبر منها محلات حديثة يظهر من بينها بعض شبابيك سفلية، وكذا نوافذ علوية تشبه النوافذ العلوية بالواجهة الرئيسية، ويحجب معظم الواجهة الشمالية الغربية منزلان حديثان ملاصقان لها، وبالجزء الخالي منها مدخل فرعي يشبه المدخل الرئيسي. الصحن: يتوسط المسجد من الداخل صحنا مستطيل المساحة إذ تبلغ أبعاده 35,9*65,8م، وتنخفض أرضيته عن أرضية الأروقة بمقدار 20سم، ويطل كل رواق علي الصحن ببائكة من ثلاثة عقود أوسعها العقد الأوسط، ويحمل تلك العقود أعمدة مثمنة وتزدان تلك الأعمدة بزخارف هندسية ونباتية. الرواق الجنوبي الشرقي (رواق القبلة): هو أكبر الأروقة، وهو رواق مستطيل تبلغ مساحته *10,20 65,8م، ويتكون من بائكتين تسير عقودهما موازية لجدار المحراب، وتتكون البائكة الأولي جهة المحراب من خمسة عقود محمولة علي خمسة أعمدة حجرية، أما البائكة المطلة علي الصحن فتتكون كما سبق القول من ثلاثة عقود، ويخلو محراب المسجد من الزخارف، ويوجد علي يمين المحراب منبر خشبي بسيط، من ريشتين لهما درابزان من خشب الخرط، ويتوج باب مقدمه شرفات بشكل ورقة نباتية خماسية، ويغطي جلسة الخطيب قبة خشبية. وبالركن الجنوبي الغربي من هذا الإيوان قبر المنشئ وهو عبارة عن قبر تعلوه تركيبة خشبية حديثة. - الرواق الشمالي الغربي: يتكون من بلاطة واحدة، ويشرف علي الصحن ببائكة من ثلاثة عقود، يوجد أسفل العقد الأوسط منها دكة مبلغ خشبية ترتكز في مقدمتها علي عمودين من الخشب، وفي مؤخرتها علي الجدار، ويصعد إليها بسلم خشبي. - الرواق الشمالي الشرقية والجنوبي الغربي: يتكون كل رواق منها من بلاطة واحدة، ويشرفان علي الصحن ببائكة من ثلاثة عقود. - المئذنة: تقوم المئذنة فوق المدخل الرئيسي، وهي مئذنة حجرية ذات قاعدة مستطيلة يعلوها طابق المئذنة الأول وهو ذو بدن مربع ينتهي بحطات من المقرنصات التي تحمل شرفة ذات درابزين من شقق حجرية ذات زخارف نباتية مخرمة، يلي ذلك طابقان مثمنان بكل طابق شرفة تشبه شرفة الطابق الاول، وتنتهي المئذنة برقبة مخروطية تعلوها قلة يتوجها هلال معدني.