اكتشف بلدك من جديد.. فكرة بدأناها أنا وزملائي بالمجلة.. ولتكن دعوة إلي كل محبي أم الدنيا فهي تستحق منا كل الحب لكي نحافظ علي كل ما تركه لنا أجدادنا من أجل الأجيال القادمة. في مارس القادم من المنتظر أن يفتتح الرئيس محمد حسني مبارك طريق الكباش في إطار خطة تطوير محافظة الأقصر علي مدي الثلاثين عاما المقبلة وتحويلها إلي متحف أثري عالمي مفتوح. وهذا الأسبوع تفقد الفنان فاروق حسني وزير الثقافة أعمال الكشف عن الطريق الذي يربط بين معبدي الأقصر والكرنك تمهيداً للانتهاء من أعمال الحفائر وإعادة ترميم الطريق ليصبح علي ما كان عليه أيام الفراعنة. وأكد فاروق حسني وزير الثقافة أن مشروع تطوير طريق الكباش يتضمن عدة مراحل الأولي عمل سور من الطوب اللبن بطول الطريق لحمايته من أي تعديات، والثانية أعمال الكشف والحفائر والثالثة الترميم، وأضاف الوزير خلال تفقده للقطاع الرابع بطريق الكباش الذي يصل طوله إلي 600 متر أن المجلس الأعلي للآثار ينفذ أكبر عملية حفائر للكشف عن هذا الطريق وسيتم الانتهاء منها ليفتتحها الرئيس مبارك يوم 3 مارس المقبل. وأكد الوزير أن هذا المشروع تاريخي وشغل فراعنة حقا. وأضاف فاروق حسني أن طريق الكباش هو من أطول الطرق التي تربط بين معبدين مصريين قديمين حيث يبلغ طوله 2700 متر وعرضه 76 متراً كانت تتراص علي جانبيه تماثيل الآلهة والملوك علي هيئة أبو الهول. وأوضح وزير الثقافة أن طريق الكباش يعتبر من أهم المعالم الدينية والأثرية في الأقصر وهو من أقدم الطرق الدينية في العالم إذ يربط ما بين معبد الكرنك شمالاً ومعبد الأقصر في الجنوب، حيث كان يستخدم قديماً في الاحتفالات الدينية خاصة عيد الأوبت وقد نقشت الملكة حتشبسوت ( 1502-1482 ق.م) علي مقصورتها الحمراء أنها شيدت ست مقاصير للإله آمون رع علي الطريق الذي يربط المعبدين والطريق في صورته الحالية قام بإنشائه الملك نختنبو الأول (380-363 ق.م) مؤسس الأسرة الثلاثين. وصرح د. زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلي للآثار بأنه تمت إزالة المساكن والمحال التي كانت قائمة فوق مسار الطريق وتعويض أصحابها وأنه تم الكشف حتي الآن عن نحو 80 % منه وأن المجلس ساهم بمبلغ 30 مليون جنيه لنقل هذه المساكن وإنشاء جسر عرضي فوق الطريق لتسهيل المرور. إضافة إلي 30 مليوناً أخري لأعمال الترميم والتطوير.. وقد أسهم الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر في تحقيقه بعد أن أمر بإزالة 340 منزلا عشوائيا كانت مقامة علي الطريق. وأوضح أن خبراء المجلس الأعلي للآثار سيقومون بإعادة الطريق لما كان عليه وزراعة النخيل والأشجار علي جانبيه بتكلفة 120 مليون جنيه.. وأوضح د. حواس أن مشروع تطوير طريق الكباش يتضمن 3 مراحل الأولي هي عمل سور من الطوب اللبن بطول الطريق لحمايته من أية تعديات والثانية أعمال الكشف والحفائر والثالثة للترميم.. وأضاف أنه في إطار خطة الدولة للكشف عن طريق الكباش وإظهاره بالصورة الأثرية والحضارية اللازمة، يقوم المجلس الأعلي للآثار بأكبر عملية حفائر للكشف عن هذا الطريق، كما يشارك في أعمال الحفائر والترميم نحو 30 أثرياً و30 مرمماً برئاسة د.محمود مبروك مستشار الأمين العام لشئون المتاحف حيث عثر علي آلاف القطع المتناثرة من رأس وجسم وذيل لعدد من هذه الكباش يقوم فريق الترميم حالياً بترميمها وعمل قاعدة لها.. وأضاف أنه تم الكشف حتي الآن عن مجموعة كبيرة من التماثيل لأبو الهول كانت في الماضي تزين هذا الطريق ليصل إجمالي عدد التماثيل المكتشفة حتي الآن 650 تمثالاً من أصل 1350 تمثالاً، بعض هذه التماثيل عثر عليه مهشماً إلي أجزاء حيث أعيد استخدام الطريق في العصور الرومانية وكذلك في القرون الوسطي.. وأضاف د. زاهي: أهم ما كشف عنه في القطاع الأول مجموعة من المباني الرومانية والورشة الخاصة لصناعة الفخار وقد أعيد استخدام بعض التماثيل في تشييد المباني الخاص بها، وكذلك بعض الأحجار المنقوشة من أهمها قطعة من الحجر عليها خرطوش الملكة كليوباترا السابعة (51-30 ق.م) مما يؤكد أن هذه الملكة الشهيرة كانت لها بعض المباني الدينية في العصر البطلمي، ويعتقد د.حواس أن الملكة كليوباترا قد زارت هذا الطريق أثناء رحلتها النبيلة مع مارك أنطونيو ورممته وتركت الخرطوش الخاص بها هناك.. كما تم العثور علي بقايا واحدة من مقاصير الملكة حتشبسوت التي قام الملك نختنبو بإعادة استخدام أحجار أعمدتها في بناء قواعد تماثيل أبوالهول، كذلك تم الكشف عن معاصر لإنتاج النبيذ ترجع للعصور الرومانية وكذلك صهريج ضخم للتخزين وورش كثيرة كان العمال يستخدمونها أثناء عملهم وكشف بها عن العديد من الأواني الفخارية واللوحات الجنائزية التي كانت تميز هذا العصر، ويجري الآن العمل في إزالة التعديات الموجودة علي القطاع الخامس والأخير من طريق الكباش ليتم الانتهاء من الكشف عن طريق الكباش في شهر مارس القادم.. كما قام وزير الثقافة ود.حواس بإعادة الجزء المفقود من الناووس الخاص بالملك أمنمحات الأول (1991-1962ق.م) أحد ملوك الأسرة 12(1991-1786 ق.م) إلي موقعه الأصلي بمعبد الإله بتاح بالكرنك. وأوضح د. حواس أن هذا الجزء من الناووس قد عاد إلي مصر في شهر أكتوبر الماضي بعد غياب ما يقرب من 100 عام حيث قام متحف المتروبوليتان للفن بشرائه من أحد مقتني الآثار بمدينة نيويورك لإعادته إلي بلده الأم مصر لتكتمل بذلك قاعدة الناووس الموجود حاليا في معبد الإله بتاح بمعابد الكرنك بمدينة الأقصر.. وأوضح د. حواس أن قصة إعادة هذه القطعة المصنوعة من الجرانيت الوردي بدأت منذ شهر أكتوبر الماضي حين أرسلت له د. دورثيا أرنولد Dorthea Arnold أمينة قسم المصريات بمتحف المتروبوليتان خطاباً رسمياً توضح فيه رغبة المتحف بتسليم مصر جزء من قاعدة ناووس جرانيتي خاص بالملك أمنمحات الأول كان قد عرضه أحد مقتني الآثار علي المتحف لشرائه، وطبقاً للدراسات التي قامت بها أرنولد ثبت أن هذه القطعة هي الجزء المفقود من قاعدة الناووس المذكور الذي يعتقد علماء الآثار أن هذا الناووس تم نقله إلي معبد الإله بتاح بالكرنك خلال عصر الدولة الحديثة. كما أن أحد المقالات المصورة التي كتبها عالم الآثار الفرنسي جورج لوجران والمنشورة بالعدد الثالث من الحوليات Annales de services عام 1920 توضح وجود هذا الناووس فاقداً لأحد أركانه مما يدل علي أن هذا الجزء فًقد منذ أكثر من 100 عام مضت.