ليس صحيحاً أن الكاتب مهنته الكتابة والسلام، ولا شيء غير الكتابة، سواء كانت كتابة لها معني وقيمة أو مجرد لت وعجن وحشو ورص حروف بجوار بعضها لمجرد سد الخانة أو للنضال والزعامة! الكاتب مهمته أن يقرأ أولاً، ويعرف بلا حدود، والمثل الألماني يقول «الإنسان القارئ لا يُهزم»!! نحن نكتب للقارئ العادي غير المهتم أصلاً بما يشغلنا من أمور كونية وعالمية وعقائدية وفلسفية من نوعية: تفتيت المفتت وتجميع المجمع، وتصغير المصغر، وتكبير المكبر، ومتي يصبح السرد ضرورة للنص، وكيف يتجاوز الكاتب ذاته الضيقة ليلتحم مع الذوات السردية، إلي آخر هذا الكلام الفارغ والفاضي تماماً! ليس من وظيفة الكاتب أبداً تسويد عيشة القارئ بمقالات وكتابات تفيض بالسواد والكآبة والعدمية! ورغم السواد والقبح والبشاعة التي تملأ الصفحات يومياً فهناك أخبار سعيدة ومتفائلة تدعوك للبهجة والصحة وطول العمر أيضاً!! بعض هذه الأخبار السعيدة يتعلق بالخضروات، والمؤكد أنه ليس من بين هذه الخضروات الطماطم المجنونة ولا الفاصوليا، فأنت وأنا نعرف التعاسة والإحباط الذي يصيبنا كلما سمعنا - مجرد السمع - عن الأسعار الفلكية التي وصلت إليها. أول هذه الأخبار السعيدة - يخص «الجرجير» - وما أدراك ما الجرجير في الثقافة الشعبية ودلالة المثل الشعبي الذي يقول: لو عرفت المرأة فوائد الجرجير لزرعته تحت السرير!! «تصوروا»!! ومن الأمثال الشعبية إلي الأبحاث العلمية يقول الخبر: الجرجير للوقاية من السرطان، وتفاصيل الخبر وكما نشرته الزميلة الأهرام يقول: «يؤكد باحثون من جامعة ساوث هامبتون البريطانية أن تناول الجرجير يومياً له أثر فعال في محاربة سرطان الثدي، ووجد الباحثون أن مركب «فينثيل ايسوثيسيانت» الذي يعطي الطعم اللاذع للجرجير قد أوقف عامل «الهايبوكسيا» الجاذب للبروتين المساعد علي نمو أورام السرطان، كذلك وجدوا أن الجرجير يساعد علي إغلاق الإشارات التي تبعثها الخلايا السرطانية طالبة الجسم إعطاءها مزيداً من الدم والأكسجين وقال البروفسور «جراهام بيكام» الذي ترأس فريق البحث لصحيفة «الديلي ميلي»: إن تناول قدر قليل من الجرجير له القدرة علي إنتاج مستويات ملحوظة من هذا المركب في الدم، وبالتالي لابد أن يكون هذا التأثير قائماً مع أنواع أخري ضد السرطان». شكراً للجرجير وفوائده الرائعة، تحت السرير أو فوق السرير، وأعود للطماطم المجنونة، فالأمانة العلمية تقتضي الإشادة بها رغم اللوثة التي أصابتها وأصابتنا، والخبر الذي نشرته أيضاً الزميلة الأهرام عنوانه «الطماطم طعام الرجال» وتقول تفاصيله: «الإكثار من أكل الطعام المطهو بكامله بالبذور والقشرة سواء المسلوقة أو المشوية يلعب دوراً مهماً جداً في حماية الرجال من الإصابة بسرطان البروتستاتا لما تحتويه ثمار الطماطم من مواد مضادة للسرطان وعلي رأسها مادة «الليكوتين»، وأشار باحثون إيطاليون في معهد علوم الشيخوخة في جامعة «كيبتي» وسط إيطاليا إلي أن أكل الطماطم المطبوخة بأكملها مع بذورها وقشرتها لها فاعلية كبري، خاصة أن الطماطم بها أكثر من مادة غذائية مفيدة جداً للوقاية من السرطان، ونصحت الدراسة بتناول الطماطم في شكلها الأولي دون تقطيع، والأفضل أن تكون مطبوخة! وقالت الدراسة إن الفئران المصابة بالسرطان التي تناولت ثمار الطماطم عاشت أطول وكان تطور نمو سرطان البروستاتا لديها أبطأ. ولا تقتصر فوائد الطماطم علي هذا فقط، بل يمتد أثرها أيضاً إلي «المزاج» حيث نشرت الزميلة أخبار اليوم «خبراً عنوانه» مزاجك أحلي بالطماطم» وتقول تفاصيله: إذا كنت تعاني من حالة مزاجية سيئة فدعك من المهدئات، فكل ما عليك هو تناول الطماطم التي ثبتت فاعليتها في تحسين الحالة المزاجية، وأثبتت دراسة حديثة أن تناول الفواكه والخضروات الغنية بفيتامين «ج» المتوفر بكثرة في الطماطم والقرنبيط والفلفل الأخضر والجزر والفواكه والموالح بأنواعها والفراولة تساعد علي تحسين الحالة المزاجية للمرضي». وأخيراً خد عندك - يا سيدتي وعزيزتي - هذا الخبر الأكثر من رائع ويقول «ريجيم للوقاية من سرطان الثدي» أما تفاصيله فتقول: «دراسة بريطانية كشفت النقاب عن أن اتباع حمية «ريجيم» قاسية لمدة يومين أسبوعياً تعتمد علي الخضار والفاكهة والحليب قد تمنع الإصابة بسرطان الثدي، ووجد الباحثون بأحد مستشفيات مانشستر أن النساء اللاتي خفضن كمية السعرات الحرارية خلال اليومين إلي 650 سعراً حرارياً انخفضت لديهن معدلات الهرمونات المسببة للسرطان وبالتالي تراجع لديهن خطر الإصابة بسرطان الثدي». عزيزي القارئ افعل مثلي حاول - ولا تبحث بحماس عن خبر يغمك، ولا تشغل بالك بأمور لا فائدة منها، لا تهتم بالكلام الكبير وأصحابه فهم يضحكون عليك وعلينا، إنهم يقولون ماذا يقولون دعهم يقولون، أما أنت فلا تشغل بالك بهذه المسرحيات العبثية، وكن نفسك!!