الوطنية للانتخابات: انتهاء التصويت في 31 مقرًا انتخابيًا بالخارج واستمرار العملية في 108 مقار    رئيس البورصة يوضح أسباب مدّ ساعات التداول (فيديو)    البورصة: 8 شركات تستعد للقيد في 2026.. ونشاط مرتقب في الطروحات الحكومية والخاصة    أوكرانيا: الاتصالات مع الأوروبيين والأمريكيين ستستمر للتوصل لحلول ملموسة    رئيس تايوان: التدريبات العسكرية الصينية تهدد الاستقرار الإقليمي    بدون تسجيل هدف، تأهل غريب للسودان في أمم أفريقيا    القبض على تيك توكر شهيرة بتهمة نشر محتوى خادش للحياء بالإسكندرية    ضبط صانعة محتوى بتهمة نشر فيديوهات خادشة للحياء على مواقع التواصل بالإسكندرية    ماس كهربائي.. التحريات الأولية تكشف أسباب حريق مخزن أوراق بالقاهرة    معتز التوني عن نجاح بودكاست فضفضت أوي: القصة بدأت مع إبراهيم فايق    محمد فؤاد يعود بأغنية مفاجأة بعنوان يا فؤش.. فيديو    نجاح جراحة دقيقة لسيدة سبعينية بمستشفى قنا العام لاستخراج دعامة مرارية مهاجرة    منسقة أممية للشئون الإنسانية بالسودان تصف الوضع الراهن بالصادم للغاية    إكسترا نيوز: التصويت بانتخابات النواب يسير بسلاسة ويسر    السجن المشدد 15 سنة للمتهمة الأولى وتغريمها 2 مليون جنيه في قضية سرقة «إسورة المتحف المصري»    تشكيل زد لمواجهة حرس الحدود في كأس عاصمة مصر    أشرف صبحي يناقش استعدادات مصر لاستضافة جولة كأس العالم    عن اقتصاد السّوق واقتصاديات السُّوء    ظهور مميز ل رامز جلال من داخل الحرم المكي    هل يجوز الحرمان من الميراث بسبب الجحود أو شهادة الزور؟.. أمين الفتوى يجيب    وزير «الصحة» يتابع تنفيذ خطة التأمين الطبي لإحتفالات رأس السنة وأعياد الميلاد    "التعليم الفلسطينية": 7486 طالبًا استشهدوا في غزة والضفة الغربية منذ بداية 2025    مدافع جنوب إفريقيا: علينا تصحيح بعض الأمور حتى نواصل المشوار إلى أبعد حد ممكن    خالد الجندي: الله يُكلم كل عبد بلغته يوم القيامة.. فيديو    رئيس الوزراء يستعرض آليات تعظيم موارد هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة    وزير الصحة يتابع تنفيذ خطة التأمين الطبي لاحتفالات رأس السنة وأعياد الميلاد المجيد    الدبلوماسية الثقافية.. أحد الركائز الرئيسية للقوة الناعمة المصرية خلال عام 2025    التشكيل الرسمى لمباراة السودان ضد بوركينا فاسو فى كأس أمم أفريقيا 2025    بشرى سارة لأهالي أبو المطامير: بدء تنفيذ مستشفي مركزي على مساحة 5 أفدنة    «التضامن»: تسليم 567 طفلًا لأسر بديلة وتطبيق حوكمة صارمة لإجراءات الكفالة    حصاد جامعة العاصمة لعام 2025    مصرع شاب وإصابة 3 آخرين في حادث تصادم بقنا    محافظ الدقهلية: دراسة تطوير منزل أم كلثوم بمسقط رأسها    ذات يوم 31 ديسمبر 1915.. السلطان حسين كامل يستقبل الطالب طه حسين.. اتهامات لخطيب الجمعة بالكفر لإساءة استخدامه سورة "عبس وتولى" نفاقا للسلطان الذى قابل "الأعمى"    عاجل- الحكومة تتحمل ضريبة عروض الأفلام بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي    دون أي مجاملات.. السيسي: انتقاء أفضل العناصر للالتحاق بدورات الأكاديمية العسكرية المصرية    مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي تتهم روسيا بعرقلة التقدم الحقيقي نحو السلام    حصاد 2025| منتخب مصر يتأهل للمونديال ويتألق في أمم أفريقيا.. ووداع كأس العرب النقطة السلبية    مجلس الوزراء: تراجع ديون شركات النفط الدولية تدريجيا 2025 بفضل الخطة المالية    إيمري يوضح سبب عدم مصافحته أرتيتا بعد رباعية أرسنال    إجازة السبت والأحد لطلاب مدارس جولة الإعادة في انتخابات النواب بأسوان    انطلاق مبادرة «أمان ورحمة» بتعليم قنا    وزارة الصحة: صرف الألبان العلاجية للمصابين بأمراض التمثيل الغذائى بالمجان    تراجع سعر الريال السعودي في بداية تعاملات اليوم 31 ديسمبر 2025    مواعيد مباريات الأربعاء 31 ديسمبر - الجزائر وكوت ديفوار والسودان في أمم إفريقيا.. وكأس عاصمة مصر    رابط التقديم للطلاب في المدارس المصرية اليابانية للعام الدراسي 2026/2027.. يبدأ غدا    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 31ديسمبر 2025 فى المنيا    إصابة 8 عاملات في حادث انقلاب ميكروباص بالطريق الصحراوي القاهرة–الإسكندرية بالبحيرة    إوعى تقول: مابصدقش الأبراج؟!    "القومي للمسرح" يطلق مبادرة"2026.. عامًا للاحتفاء بالفنانين المعاصرين"    كليبرز ينتصر سكرامنتو كينجز وبيستونز يفسد احتفال جيمس بعيد ميلاده 41    محافظ أسيوط: عام 2025 شهد تقديم أكثر من 14 مليون خدمة طبية للمواطنين بالمحافظة    قصف وإطلاق نار اسرائيلي يستهدف مناطق بقطاع غزة    شوارع وميادين الأقصر تعلن جاهزيتها لاستقبال احتفالا رأس السنة الجديدة    التضامن: إلزام الأسر المستفيدة بالمشروطية التعليمية ضمن برنامج تكافل وكرامة    مصرع طفل صدمه قطار أثناء عبوره مزلقان العامرية بالفيوم    استشهاد فلسطيني إثر إطلاق الاحتلال الإسرائيلي الرصاص على مركبة جنوب نابلس    رضوى الشربيني عن قرار المتحدة بمقاطعة مشاهير اللايفات: انتصار للمجتهدين ضد صناع الضجيج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القارئ ...... عندما يختار الصعود
نشر في المصريون يوم 04 - 11 - 2010

في الإسبوعين الماضيين كتبت مقالا من جزأين تحت عنوان :الكاتب حين يختار السقوط.
لم أكن أتوقع أن تكون ردود أفعال القراء في تعليقاتهم على الجزء الأخير من المقال وهو الذى نشر يوم الخميس الماضى 28-10-2010 بهذا الحجم من الغضب المقدس.
فبين اليأس المطبق وبريق الأمل وبين المديح والثناء، والعتاب واللوم دارت تعليقات القراء.
وبرغم أن التعليقات تضمنت عتابا وصل إلى حد اللوم إلا أنها تستحق أن نقف عندها لسببين:
• الأول : أن رأى القارئ هو المرآة التى تعكس صدق كلمات الكاتب من عدمه.
• الثانى : أن تفاعل القارئ وانفعلاته تجاه المقال المكتوب بقدر ما تعكس احتياجات الواقع الثقافي، بقدر ما تكون معيارا صادقا للرباط الذي يربط بين الكاتب وقرائه، كما أن هذه الانفعالات وهذا التفاعل يجسد القاسم المشترك في الغاية الكبرى التى يعمل لها ومن أجلها الكاتب والقارئ معا.
• ولقد رأيت من خلال تعليقات السادة القراء أنهم يرفضون بشدة سقوط الكاتب، ويرون أنه لا بديل عن الصعود مهما كان الثمن، ولذلك فقد آثرت بأن يقتسم قلم الكاتب وأقلام القراء أنفسهم هذا المقال، على أن تكون البداية منهم ولهم، فهم لها أهل، وبها أحق وأولى.
وليسمح لى القارئ الكريم أن أعرض بعض النماذج من التعليقات كما هي، وحتى بما فيها من أخطاء لغوية،"غير مقصودة بالطبع" وأن أعقب عليها في نهاية المقال .
• فالأستاذ فارس" يرى أنه "ليس لدينا كتابا ولا مثقفين ولا صحفيين ولا مذيعين ولا اعلاميين ولا حكام" بل امعات مرتزقة أرزقية مرتشون"
ونكتفى من تعليقه بهذا القدر.
• أما الأستاذة ماجدة من أمريكا فترى أن الاختلاف فى الرأى لا يفسد فى الود قضية, وأن (الحفاظ على الحق والمبادئ له ثمن، والكاتب أو غيره ليس عندهم الاستعداد للتضحية، ولكن لابد من الوقوف مع الحق مهما كان الثمن، وذلك نوع من الجهاد والحمدلله ,أما الكاتب وأمثاله فهو أنسان غير سوى طالما رضى أن يكون أمعة وأن يكون عبدا لآنسان وعبدا لدينار قولا وعملا ولن يجد الراحة ولا السكينة والطمأنينة فى حياته.
• الدكتور. سامر إسماعيل أستأذن في أن يختلف مع الكاتب ويرى أن موقف التميع أوالحياد البارد لا يلبث أن يتحول في جانب الباطل، وأن بقيت العاطفة الداخلية تميل إلى الحق، ويرى أن هذا الكلام ينطبق على بعض الكتاب ممن يعرفون الحق ، لكن فيه فريق كبير جدا حكاية الحق دى مش واردة له على بال أصلا ، هو تشبع بالباطل وعايش عليه، تفتكر ده عنده ضمير يؤنبه أصلا ؟ ومع الأسف يادكتور الجماعة دول كتير ومسيطرين على الجرايد الكبرى ومؤسسات الثقافة في العالم العربي كله، ولذك أقترح أن تكتب دراسة حول هذه الظاهرة كما وعدت وكما كان يفعل المرحوم أنور الجندى.
• الأستاذ رأفت عمار يرى أن تراثنا مملوء بشخصيات عظيمة ،والأهم ألا نفقد الثقة في علمائنا، وإذا كان العلماء الرسميين يتحرجون فإن غيرهم يصدع بالحق ولا يهاب أحدا، على كل حال فرج الله قريب، والحق لن يعدم أتباعه أبدا والفرزدق وصف الأقزام والمهزومين، وكلامه كان حقيقي لكن كان في المجتمع من يقول الحق وينطق به في مواجهة الحكام، وفيه نماذج كتيرة من العلماء المجاهدين مثل العز بن عبد السلام وابن تيمية والإمام أحمد بن حمبل وغيرهم، وإن لم يكونوا جميعا في عصر واحد.
• الأستاذ كامل على يلومنى لأننى قلبت عليه المواجع كما يقول، ويرى أن بطش الحاكم وسطوته واستباحة أعراضنا فقتلوا فينا الرجولة والنخوة، وكل من نحسبه رجل ونتلمس منه الضوء نكتشف بعد انه وهم، ورجل من رجال السلطة، والمسألة كلها ضحك على الذقون ونحن معشر السذج بلعنا الطعم، أما الشرفاء فقد ثبطت همتهم امام البطش مع خزلاننا فرضينا بالدنية وأخذنا بمبدأ التقية وللاسف لم نتمتع بها، بل زاد هواننا وزاد بطش المستبد، حتى ضاعت بوصلتنا وتاه منا الطريق، وأظلمت حياتنا فلا أمل يرجى أوإصلاح مأمول وأصبح الموت راحة من كل شر سامحك الله قلبت علينا المواجع.
• تعليق آخر باسم المحترم وتحت عنوان نفاق ورياء وأقلام وسيوف يقول صاحبه:.
الفرزدق أراد أن يقول إن الناس منافقين لانهم بالنتيجه سينحازون ليزيد فالنفاق والرياء وشيوخ السلطان وحراسه وكتاب التخدير أو التدخل السريع أو التدخل الاستئصالي أو أرمي ورا ظهرك أو طبيعة الشعب الحلوه المصاب بها وهي النسيان المؤسس للزهيمر والعمى والطرش، ولا تنسى عمليات الاسقاط التي لا تسمح بتوبه او صحوه بل ارتهان وانحطاط واستعباد بل احتقار انه جحر الضب من دخله لا حيلة له من الفكاك منه.
• أما الدكتور عبد السلام فقد وجه رسالته إلى الأخ المحترم وإلى الأخ كامل على قائلا:
أنا متفائل جدا والله، وأتمنى من الإخوة ألا يسيطر اليأس عليهم فلحظات الظلام أشد ما تكون قرب طلوع الفجر، فلا يصح أن نيأس ،ووجود هؤلاء الكتاب يبشر بكل خير ، أنا متابع لما تنشره المصريون ومتابع لمجموعة من كتابها ويكفيهم أنهم فضحوا تسلط الكنيسة وفضحوا موقف السلطة ، يمكن تكون النتيجة لم تظهر بعد، لكنها بالتأكيد ستحدث، المهم أن نصر على الموقف والمقاومة وعلى أن نكون دائما مع الكتاب الشرفاء والحمد لله أفكارهم وكتاباتهم تصل إلينا ولم يعد في مقدور الاستبداد أن يحجب الرأي الحر.
• الأخت أمل من مصر طالبتنا قائلة أروا الله تعالى من انفسكم عزماً على الطاعه؛ولا تجعلوا أرخص شىْ فى اليد طاعة الله، وقالت إن هذه الكلمات جاءت على لسان الرائع شيخنا الجليل حازم صلاح أبو إسماعيل:
العزم على قول وفعل الحق طاعةً لله؛ ومَن يتق الله يجعل له مخرجا ليس فقط بل ويرزقه من حيث لايحتسب أى أن الطاعة لها ثمن فادح يجد مَن يدفعه من الخالق وعداً قاطعاً بأن يُخرجه من تبعات دفع الثمن بل ويعوضه خيراً خارج نطاق الحسابات والاسباب؛لو آمن كل كاتب بهذه ألآيه حقا لحفَزَه ذلك على الوقوف فى وجه الظلم والفساد؛فالصحفى والبرلمانى مجدى أحمد حسين فى السجن منذسنتين لأنه أصر على كشف الفساد وعزم على كسر حصار غزه وعَدَى إليها؛ودفع الثمن حريته؛وسنرى رزق الله له قريباً.
• أما د. ربيع سلام فيقتبس من المقال ويقول : العز كله لمن كان له أجر الجهاد إن سقط ، وإن علا فقد توجته يد الله ولا حرج على فضله ، شكرا لك أخي الحبيب ، وسلم قلمك وأنت منهم ،الشرفاء من الكتاب ،قلة قلية في هذا الزمن، ولكنهم يملكون بصدقهم التأثير في القلوب والعقول، وعلى كل حال فأهل الخير دائما قلة، ولكنهم قلة مباركة وميمونة، وعين الله ترعاهم وترعى جهودهم، وكما يقول كاتبنا الرائع فهم يبقون على ولائهم لدينهم ومبادئهم، ومن ثم فلا تدنيهم رغبة، ولا تقصيهم رهبة، فكلهم مجاهد يبحث عن الحق في محيط الحق، يعلو تارة ويهبط أخرى.. ألا وإن رجل الحق لمثوب ، إن سقط فله أجر الجهاد ، وإن علا فقد توجته يد الله.
• ولفت نظرى عتاب للدكتورة منال عثمان وصل إلى حد توجيه اللوم لى ولأمثالى من الكتاب ،ونستأذن القارئ الكريم أن نعرض تعليقها كاملا والذى ورد في ثلاث فقرات ، فقط سنحذف أسماء من قالت في رسالتها "إنهم خدعوها. وهذا هو نص الرسالة:.
تقول د. منال عثمان:
• أنا متحسرة وأوجه اللوم لهذا الكاتب، أين كنت أنت منذ زمن؟ لماذا لم نقرأ لك من قبل ؟ وهل كنت مع الساكتين الصامتين الذين تلومهم اليوم؟ أنا لا أظلمك ولا أحاكمك ، لكنى أعاتبك وأمثالك على الغياب عن الساحة، أنتم لم تتركوها فقط، أنتم تركتموها للدجالين والمخادعين وتجار الشعارات ليلعبوا بالناس ويلوثوا أفكارهم، ويروضوهم كما تروض البهائم والحيوانات ؟ أنا متحسرة على الزمن الذى ضاع من أعمارنا في قراءة التفاهات، ربما يكون لكم عذر ، لكن الساحة ظلت فارغة لمدة طويلة لينعق فيها البوم والغربان فلا تغضب.
• أنا وأمثالى ومن هم في سنى ضحايا التهريج الثقافى ، أدركنا مؤخرا إنه فيه شئ تانى وفيه ثقافة أخرى وفيه ناس بتفكر بشكل صح بس فات من العمر كتير والميدان الإعلامى فارغ ، مؤخرا تعرفنا على عالم آخر وعتابى على الكتاب المحترمين لماذ لم يقاوموا الشر وينشروا كتاباتهم الجادة؟ أنا مثلا وبعض زميلاتى لم نتعرف على د. عمارة والعوا ووجمال سلطان ومحمود سلطان وحضرتك إلا في أزمة الكنيسة ؟ كنت فين من قبل كده ، فلا تغضب منى أرجوك.
• أستكمل حديثى وعتابى عليكم ، أنا محتاجة أكتب حاجات كثيرة، على كل حال سؤالى للكاتب المحترم ولكل الكتاب أصحاب الرسالة والقلم النظيف سؤالى هو : لماذا تركتونا ل .............و......... وجماعة فتوى الأحلام والأبراج ، وذكرت اسمين هنا في الفراغ المتروك بينما غاب الفكر الأصيل ؟ أنا غضبانة لأننى خدعت واضحك عليَّ بعدما
تعرفت على الكتاب الحققيين، فلا تغضب منى أرجوك، وياريت تقدّر موقف سيدة كانت تظن أنها مثقفة لمجرد حصولها على شهادة علمية ، لأن الساعات التى قضيتها في الثقافة الهابطة تعمل شهادة دكتوراة.
رسالة أخرى وصلتنى على بريدي الخاص من الصديق الأكاديمي الأديب والطبيب المرموق الأستاذ الدكتور جمال طاشكندى حملت إلينا تحليلا أخر يتوافق تماما مع تحليل الدكتور سامر إسماعيل.
مضمون الرسالتين يرى أن عملية الصراع بين العقل والقلب وقرار الإرادة ذلك يحدث في داخل نفسية الكتاب وليس في داخل نفسية الكتبة ومن ثم فهنالك فرق بين الكتاب والكتبة ، يقول الدكتور جمال طاشكندى "
الكاتب يختار السقوط...نعم إنه عمل باختيار ووعي وإدراك, سأل أحدهم كاتبا هو "رمز" في عالم الثقافة متعجبا من تزويره للتاريخ والحقائق الثابتة في كتاب هو مرجع يرجع الناس إليه, فقال وبكل إصرار على تزويره.....يا عم خلينا نأكل عيش !
المعوقات والمثبطات عادة هي وقود لأهل العلم والفكر والثقافة الأصليين منهم فقط
أما عند غيرهم ممن يملكون أدوات الكتابة فقط ولكن لهم عقول بلا فكر وقلوب بلا حب ويفتقدون, بل لا يعرفون, معنى الإرادة التي بها تتخذ المواقف, فهؤلاء كتبة وليسوا كتابا !
هم من تملى عليهم معاني الحروف قبل رسمها, وتملى عليهم بنات الأفكار قبل صياغتها, وهم من سلموا دفة مراكب أقلامهم وباختيارهم لمن هم له خاضعون ولجود عطائه يتوسلون.
الكاتب الأصلي هو الذي ليس لحروف كلماته ثمن, لأنها حروف حرة وليس للحر ثمن في سوق العبيد والنخاسة, وهو الذي لا تغريه "جوائز" وهمية و لا ألقاب تزوير وخداع ولا شهرة في عالم الفضاء الافتراضي وليس الحقيقي.
كتبة هذا الزمن هم من ملئوا سمائه وأرضه بعفن حبر حروفهم, ولا أرى أي عراك حقيقي بين أفكارهم وعواطفهم ومواقفهم, بل هم من توافقت هذه الثلاثية المقدسة عند غيرهم, مع أفكار وعواطف ومواقف أسيادهم من المتحكمين في مصائر أمتنا حتى تستمر ديمومتهم إلى حين. والله أعلم
• هذه عينة من تعليقات القراء تعكس بصدق الحالة النفسية التى يعيشها المواطن العربى في منطقتنا، حيال ما يحيط به من أوضاع ، وهى حالة تتردد بين الشعور باليأس والشعور بالغدر، وبقية من التعليقات تحمل بشائر الأمل.
• الشعور باليأس أو بالغدر مبعثهما واحد، وهو فقدان المصداقية والثقة من قارئ كان ينتظر من كاتبه أن يدافع عنه، وأن يتبنى قضاياه وحقوقه الفكرية والثقافية والاجتماعية ، في مواجهة سلطات غاشمة تسيطر على عالمنا العربي كله وتجتاح كل يوم حقوقه وتهدر كل يوم كرامته، فإذا بهذا الكاتب يخدر بقلمه وفي أسلوب غير نظيف آلام ومعاناة قارئه، وبدلا من أن يفضح من اغتصب حقوقه وأهدر كرامته ويشهر قلمه لاسترداد حقوق المواطن الضائعة ، ينحاز إلى السلطة ويبرر تصرفاتها وغشومتها ويكتب تبريرا وتزويرا ، أو يهرب من المواجهة ويتجه إلى ساحة الضعيف المسلوب والمقهور فيلهيه عن حقه ويخدر إرادتة بدغدغة شهواته وعواطفه، وينقله عبر خطاب لا يعرف من صفات الإنسان غير خصائص الذكورة والأنوثة إلى عالم الحس الرخيص، وهوعالم تغيب فيه المبادئ والقيم واحتياجات الإنسان الروحية والأخلاقية ولا يتمحور فيه نشاط المرء إلا حول الطعام والجنس، ولعل هذا هو ما أشارت إليه تعليقات الإخوة الأستاذ كامل، وتعليق آخر باسم المحترم تحت عنوان نفاق ورياء وأقلام وسيوف، وكذلك تعليق الكريمة الغاضبة الدكتورة منال عثمان.
• غضب السادة القراء هنا مبرر ومقدر ومقدس، لأنه غضب من عرف أنه خُدِعَ ممن وضع فيهم ثقته ومنحهم وقته وطوع عقله ووجدانه لما يكتبون.
• رسالة الأكاديمي المرموق الأديب والطبيب الأستاذ الدكتور طاشكندى والدكتور سامر إسماعيل لفتت أبصارنا وبصائرنا أيضا لفارق جوهرى بين الكتاب والكتبة.
• مضمون الرسالتين يرفض اختيارالسقوط للكتاب، بينما يوافق من البداية على سقوط الكتبة.
• المشكلة أن الكتاب قلة كما اشار الدكتور ربيع سلام في تعليقه بينما الكتبة يملأون ساحات الصحافة والفضائيات، ويصدر عنهم كثير من الدخان يحجب الرؤية ويزكم الأنوف ويحدث طنينا يشبه طنين الذباب الهائج.
• العملة الرديئة بطبيعتها تطرد العملة الصحيحة من الأسواق وتفسد علاقات التعامل بين البشر، وهذا ما تفعله الثقافة المغشوشة في عقول الجماهير .إنها تفعل بالعقول ما يفعله الطعام المسموم بالجسد حين يتناوله الإنسان الصحيح فيعتل ويختل وربما يموت على الفور، والرهان هنا على مناعة القراء وقدرتهم على الفرز والغربلة.
• أ ذِّكرهنا بما قلته وكتبته في المقال السابق :أن الكاتب عندما يختار السقوط " فإن جنايتة ليست على نفسه فقط ، بل على كل الذين يقرءون له ويتأثرون به ويثقون فيه، ومن ثم يسقط من عين الله أولا ، ثم يُذهب الله بَِهَاءَ كلماته من عقول الخلائق، ولو كان يملك عبقرية العقاد ومواهب شكسبير.
• وأضيف هنا اليوم : أن خطيئة الكاتب وجنايته الأكبر حين تصور أنه ببريق كلماته ومعسول خطابه ودغدغته لعواطف القارئ حينا وشهواته أحيانا يمكن أن يخدع القارئ طول الوقت ، وأن المخدرات الفكرية والثقافية التى يغطى بها عقول القراء ستبقى أبدا، وأن عملية الاستفاقة من تلك الغيبوبة ربما تستغرق زمنا يطول .
• خطيئة الكاتب هنا لا تنحصر فقط في خداع القارئ والمتلقى للكلمة مقروءة كانت أو مسموعة ومرئية، وإنما تتعدى ذلك لتخلق أنواعا من القناعات الزائفة، تحشد جماهير الناس في جانب الباطل، وتولد قناعات سلبية ترضى بالواقع المر وتقبل الخنوع والخضوع والذل، وتجعل من عملية التغيير والنهضة أمرا مستحيل المنال ، ومن ثم تخرج جناية الكاتب من نطاقها الفردى لتصبح جناية اجتماعية وأخلاقية في حق الأمة بكاملها.
• القارئ والمتلقى للكلمة عندما يكتشف ذلك فمن حقه أن يوجه اللوم وأن يغضب ويثور، لأن ما كان يعتقد أنهم رموز ثقافية حرة سقطت بجدارة وتبين خيانتها لمبادئ وشعارات طالما صدعت بها رؤوس القراء وملأت بها صفحات الجرائد والمجلات.
• تعليقات القراء هنا يجب أن تحترم لأنها تعبير عن رد فعل لشريحة كريمة.
مستهدفة، وثقت في شرف كاتبها، ومنحت قلمه وكلماته وقتا ثمينا من حياتها، ولولاها ما وجد الكاتب أحدا يخاطبه أو يكتب له.
• قرارات الكاتب في خياره الثقافى هى التى تحدد أين سيقف ومع منُ ؟
وهذا حديث يتصل بمنطلق الكاتب وغاية قلمه وكلماته،
وذلك هو عنوان لمقالنا القادم إن شاء الله .
• منطلق الكاتب وغاية قلمه وكلماته يتصل أيضا بصميم ما نناقشه مع السادة القراء ونتحاور فيه.
• قرأت بعناية واهتمام تعليقات القراء ، وأحسب أنهم في أول استبيان قرروا أن ينحازوا إلى الكاتب لا إلى الكتبة ، وأن يختاروا الصمود والصعود،
• الشكر الجزيل للجميع قراء ومعلقين على وعيهم وإداركهم العالي والذى استفدت منه شخصيا، غير أنى أريد قبل أن أنهي المقال أن أجيب هنا عن سؤال طرحته الكريمة الغاضبة الدكتورة منال عثمان قائلة "أين كنت أنت وأمثالك من قبل ؟ هل كنت مع الساكتين الذين تلومهم اليوم ؟
• وبالطبع فلست مفوضا أن أجيب عن أمثالى ممن توجه لهم السؤال ، كما أننى لا أملك أن أشغل هذه المساحة الحرة التى هي ملك للقارئ وحده بحديث عن نفسى وأين كنت من قبل.
• كل ما أستطيع قوله والتأكيد عليه أننى بحمد الله لم أكن مع الساكتين ، وبفضله وستره أيضا لن أكون يوما ضمن الشياطين الخرس.فاطمئنى يا عزيزتى. فسأظل ضمن الكتاب لا مع الكتبة.
رئيس المؤسسة الأسترالية للثقافة الإسلامية
رئيس إذاعة القرآن الكريم أستراليا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.