رجل عمره 52 سنة أصيب بسرطان منذ أربع سنوات، تلقى جرعات الكيماوى مرة بعد أخرى. ثم عاد الورم للظهور مرة أخرى ووصف الطبيب جرعات جديدة من نوع جديد. رفض التأمين الصحى علاجه بهذا النوع لأن ثمنه مرتفع وهو لا يصرف للمرضى الذين يرتد إليهم المرض. هذا الرجل من أبناء الطبقة المتوسطة موظف محدود الدخل لا يمكن أن يتمكن من توفير ثمن الدواء الذى يبلغ 11 ألف جنيه شهريا والتأمين لا يقدم البديل. المريض يحتاج ثلاث جرعات على مدى ثلاثة أشهر الحقن اسمها «RITUXIMAb» وكان المفترض أن يبدأوا فى شهر يوليو. لكنه تأخر كل هذا الوقت لأنه لا يجد البديل. مرة أخرى نعود لأصدقائنا مرضى القلب، أحدهم يحتاج إلى جراحة تغيير صمامين، وهو ينتظر دوره فى الحصول على تبرعات لتكاليف المستشفى والصمامين منذ شهور. الحالة تتدهور وربما تصل إلى درجة عدم إمكانية إجراء الجراحة أصلا بعد وصول القلب إلى درجة من التلف لا يمكن أن يتحمل الجراحة بعدها. الجراحة تتكلف حوالى 25 ألف جنيه رغم تبرع الفريق الجراحى بعمله مجانا. مستشفى الحكمة المجاور لمؤسسة «روزاليوسف» وأيضا المجاور لمستشفيات قصر العينى هو مستشفى صغير نسبيا لكنه يقدم خدمة طبية على أعلى مستوى اعتدنا أن نلجأ إليه فى حالات الطوارئ فنجد دائما من يستقبل مرضانا، أطباء فى كل التخصصات موثوق فى كفاءتهم وضمائرهم حيث أصبح الضمير الآن عملة نادرة. أثناء العيد فاجأتنى حالتا ولادة متعثرة فى يومين متتالين. والجميع يعرفون حال المستشفيات فى العيد اتصلت بالدكتور جمال حامد مدير المستشفى وأرسلت له الأم الأولى والتى كانت لديها أعراض الوضع وحالتها تزداد سوءا وترفض المستشفيات المجانية القريبة منها استقبالها. وضعت طفلة جميلة بجراحة قيصيرية وتحسنت حالتها بسرعة. أما الثانية فقد أصيبت بنزيف مفاجئ فى موعد سابق للولادة بشهر كامل ولذلك رفضت المستشفيات استقبالها فأرسلتها إلى نفس المستشفى وقلت للدكتور جمال ضاحكة: نقلبها مستشفى ولادة نكسب دهب لم يضحك مثل كل الأطباء وقال بمنتهى الجدية المستشفى مستعد لاستقبال أى حالة طوارئ. وبالفعل تم إنقاذ الأم والطفلة مازالت بالحضانة تتحسن حالتها باضطراد. مستشفى الحكمة أصبح ملجأ ومصدر أمان بالنسبة لى ولكل من يلجأ إلى من المرضى ولكل أهالى منطقة السيدة زينب والمنيرة.