كتبت : عبير الضمراني كل يوم يتوصل التقدم العلمي إلي علاج جديد ينقذ المرضي, وهذه المرة يأتي الأمل لنسبة كبيرة من السيدات اللاتي أصبن بسرطان عنق الرحم من خلال تطعيم يحميهن من هذا الفيروس الفتاك, الذي إذا تم اكتشافه قبل المرور مرحلة التحول إلي أورام يمكن تجنب مخاطره بحسب آراء الخبراء. وقد اكتشف باحثون أمريكيون أخيرا خططا وإجراءات تستهدف تجنب اصابة النساء المتقدمات في السن بسرطان عنق الرحم عن طريق تحصين النساء بلقاح مضاد لهذا النوع من السرطان, بما يخفض معدلات الاصابة به بواقع النصف لدي النساء في منتصف العمر, كما أن تحصين الفتيات والنساء من عمر12 عاما وحتي45 عاما ضد فيروس الورم بابيلوما يمكن أن يحد من حالات الاصابة بسرطان عنق الرحم بواقع85% للفتيات في عمر12 عاما, وما يصل إلي55% بين النساء البالغ أعمارهن45 عاما. ويضمن اللقاح الذي تم ترخيصه أخيرا الحماية من أنواع العدوي الناجمة عن نمطي فيروس الورم الحليمي البشري16 و18 اللذين يتسببان في نحو70% من مجموع سرطانات عنق الرحم. الوقاية أولا الدكتورة سحر السنباطي رئيسة قطاع تنظيم الأسرة بوزارة الصحة والسكان تقول:اكتشاف سرطان عنق الرحم غالبا ما يتم في مرحلة متأخرة, وقد يؤدي إلي الفشل الكلوي, والاكتشاف المبكر مهم في هذه الحالة ويتم من خلال فحص الخلايا بعد أخذ مسحة توضح استعداد المرأة للاصابة بالمرض من عدمه, مشيرة إلي أن مراكز الاكتشاف المبكر للأورام ومركز الصحة الانجابية بجامعة عين شمس تقدم خدمة مميزة في هذا الصدد. وتضيف أن الاصابة بهذا الفيروس ترتبط تماما بدرجة الوعي والثقافة بمسبباته ومخاطره, لأن الوقاية منه ترجع أساسها إلي مدي الوعي بطرق الاصابة, وكيفية الوقاية من العدوي به, كما أنه لابد من التوعية بضرورة الكشف المبكر من سن35 سنة لأن هناك الكثير من السرطانات تبدأ في سن مبكرة, ولابد أن تنتبه الأم بعد الانجاب لأي تغيير في صحتها. نسبة الاصابة لسرطان عنق الرحم كثير من المضاعفات, وقد يؤدي إلي الوفاة إذ توفيت نسبة55% من السيدات المصابات به في سن واحدة, كما يمكن العدوي به لنسبة تصل إلي30% من السيدات, وتظل المرأة المصابة به سنوات طويلة حاملة للمرض دون أن تشعر كما توضح د. أميمة ادريس أستاذة أمراض النساء والتوليد بطب قصر العيني. وتستطرد قائلة: يمكن اكتشافه وتشخيصه عن طريق الدم أو المسح ومعالجته. وبالطبع تمت محاولات لتشخيص هذا الفيروس وأخذ المصل اللازم قبل الاصابةبه, كما يمكن اكتشافه عن طريق المتابعة الدورية عند طبيب أمراض النساء, الذي يكتشف أي تغير ممكن أن يؤدي إلي الاصابة بالمرض, ولذا لابد علي كل سيدة المتابعة الدورية كل سنة قبل سن الثلاثين وكل سنتين بعد سن الاربعين وكل ثلاث سنوات بعد الزواج وإذا تم اكتشافه يمكن تقديم العلاج أو الحل المناسب للمرض سواء بالكي أو استئصال الجزء المصاب أو غيرها. وتوضح أن هناك عوامل كثيرة تؤدي للاصابة بالفيروس, منها انتقال العدوي عن طريق استخدام دورات المياه, أو من العلاقات الحميمة, وكثرة الانجاب, وضعف المناعة, والتدخين, والبدء المبكر في العلاقات غير الشرعية, والانحرافات الأخلاقية, إذ يمكن أن ينتقل الفيروس من سيدة لأخري عن طريق الزوج, ولهذا أصبح من الضروري الالتزام بالأخلاقيات والأسس الدينية والمتابعة عند الطبيب للاكتشاف المبكر, والعمل علي علاج الفيروس قبل تحوله إلي سرطان. د. أحمد البليدي أستاذ أمراض الأطفال بجامعة القاهرة ينصح بالتطعيم المبكر لحماية الأطفال, وتسمح الجمعية الأمريكية به للبنات من سن11 سنة وهذا التطعيم آمن وينتشر في أمريكا وانجلترا خاصة أن مفعوله يستمر طوال الحياة حتي لو تم الحصول عليه في سن مبكرة, وهو عبارة عن ثلاث جرعات متفرقة تؤخذ علي فترات زمنية محددة ويجنب الاصابة بالمرض في الاعمار المختلفة والتطعيم عبارة عن ثلاث جرعات تؤخذ, أما الحقنة الثالثة في الشهر السادس من بداية الحقنة الأولي بحيث تليها الثانية بعد مضي شهر للفتيات قبل سن الزواج, وذلك ما بين سن الثانية عشرة إلي سن التطعيم, ويعطي هذا التطعيم في سن السادسة عشرة مع امكانية أخذه في أي عمر قبل الزواج, وتبشر نتائج الأبحاث بدرجة حماية تصل إلي نسبة100% ضد سرطان عنق الرحم.