في عام2008 فاز العالم الألماني هارالد هاوسن بجائزة نوبل في الطب لاكتشافه الفيروس المسبب لسرطان عنق الرحم. مما أسهم بعد ذلك في إنتاج لقاح يمنع حدوث هذا النوع من الأورام بنسبة70 %.وهو إنجاز يحدث لأول مرة في تاريخ الطب في معركته ضد السرطان. وخطورة هذا النوع من الأورام أنه أحد أكثر السرطانات التي تصيب السيدات تحت سن ال50, ويحل ثالثا ضمن قائمة أسباب الوفاة بين سرطانات السيدات بعد الثدي والرئة, حيث يقدر عدد الإصابات الجديدة كل عام بسرطان عنق الرحم بنحو500 ألف حالة سنويا, يموت منهن سنويا270 ألف حالة, بمعدل حالة كل دقيقتين. ولعدم وضوح نسب الإصابة بهذا المرض في مصر, بدأ حاليا فريق بحثي برئاسة الدكتور فاضل شلتوت أستاذ النساء والتوليد بطب القاهرة, بالاشتراك مع مركز أبحاث بريطاني مشروعا لدراسة معدلات الإصابة بالفيروس في مصر, بمشاركة الدكتور حسن سلام أستاذ النساء والتوليد بطب الإسكندرية والدكتور ماجد أبوسعدة أستاذ النساء والتوليد بطب عين شمس, وتهدف الدراسة التي تشمل500 حالة من مختلف المستويات الاجتماعية وفي مراحل عمرية مختلفة بين سن16 إلي50 عاما لتحديد حجم المشكلة في مصر والحاجة إلي تناول التطعيم والسن التي يجب بدء التطعيم عندها لتفادي الإصابة قبل حدوثها. ومن المعروف أن سرطان عنق الرحم سببه الوحيد هو الفيروس الحلمي البشري' بابيلوما', وأن الأطباء كانوا يعتقدون قبل2008 أن هناك أسبابا متعددة له مثل الالتهابات المزمنة بفيروس هربس2 وكثرة الولادات الطبيعية وعدم ختان الرجال والتدخين واستعمال هرمونات, لكن اتضح فيما بعد أن المسبب الوحيد هو فيروس بابيلوما, وهو فيروس منتشر ويسبب عددا كبيرا من الزوائد الجلدية' ثآليل' في الجهاز التناسلي للرجال والسيدات, لكن هناك أنواعا كثيرة منه تتجاوز المائة نوع, لكن أشهرهم فيروسات45,31,18,16, وقد تم أخيرا تحضير لقاح مضاد للعدوي التناسلية بالفيروس المسبب لسرطان عنق الرحم, وهو يحقق حماية بنسبة70% للوقاية من سرطان عنق الرحم, والتي تظهر بعد سنوات عديدة من الإصابة بهذا الفيروس. وإذا كانت دول الغرب قد اتفقت علي بدء التطعيم عند سن العاشرة, لاعتبارات مجتمعية خاصة بهم, لكن الدكتور شلتوت, أكد في جلسة خاصة باللقاح علي هامش المؤتمر الدولي ال16 للموجات فوق الصوتية في أمراض النساء والتوليد, أنه ولاعتبارات دينية وأخلاقية تم الاتفاق بعد مناقشات مستفيضة علي مدي3 سنوات في المجلس المختص بوضع توصيات تناول اللقاح علي أن يبدأ تناول التطعيم في دول منطقة الشرق الأوسط عند سن ال16, باعتبارها السن التي تسبق زواج الفتيات في المنطقة. جدير بالذكر أن التطعيم من3 جرعات الأولي والثانية بعد شهر والثالثة بعد6 أشهر. وكان السائد أو المعتقد أن العدوي بهذا الفيروس تأتي أساسا من تكرار أو تعدد العلاقات الجنسية لفترات طويلة, لكن ثبت أخيرا وفقا للدكتور عمر عبدالعزيز أستاذ أمراض النساء والتوليد بطب القاهرة أنه يمكن نقل العدوي خلال شهور قليلة من ممارسة العلاقة الزوجية لأول مرة, والدول النامية تتحمل أكثر من80% من عبء سرطان عنق الرحم مقارنة ب20% في الدول المتقدمة, وأكدت دراسة مستقبلية أن هذه النسبة ستظل سارية كما هي حتي العام2020, ويوصي بالكشف المبكر بعمل مسحة لعنق الرحم سنويا مع بداية سن الثلاثين. وإذا كان اللقاح يعطي مناعة ل70% من الحالات, فإن هناك خلافا بالنسبة لسنوات المناعة التي يعطيها اللقاح للجسم في منع الإصابة بهذا المرض, بعض الآراء تري أنه يعطي مناعة بين7 10 سنوات, وآراء أخري تقول20 عاما, لذا هناك من يطالب بإعطاء جرعات منشطة بعد سنوات, والأمر كله يتوقف علي قدرة الجهاز المناعي لكل سيدة علي حدة. وتجدر الإشارة إلي أن هناك نوعين من اللقاحات لمنع الإصابة بالفيروس المسبب لسرطان عنق الرحم, كما يذكر الدكتور ديفيد برادو الأستاذ بجامعة فرانسيسكوفاروكين بجواتيمالا وأحد الخبراء المعدودين في العالم في العدوي الفيروسية واللقاحات المانعة للعدوي, موضحا أن الفرق بينهما يعتمد علي نوع الفيروس والمناعة ضده, وأن هناك دراسات متعددة للمقارنة بين نوعي الفاكسين, لكن المهم استعمال أيهما لمنع العدوي بالفيروس المسبب لسرطان عنق الرحم.