للأسف صدقت كلامه بعد أن فرش الأرض لى بالورود، طمعنى بيومين فى النعيم فى منزله الجديد ومع زوجته الجديدة التى لم يمر على زواجهما عام، والتى وصفها لى بأنها آخر صبره ومسكينة وغلبانة، ومن النوع اللى عايز يعيش، وطباخة ماهرة ومضيافة، وفى نفس عمرى تقريبا. وخضت التجربة ووصفها بالتجربة لأنى من النوع الذى لايحب أن يمكث عند أقاربه أكثر من ساعات. ولم تمض ساعات على حضورى لمنزل خالى، وكنت فى المطبخ أعد لنفسى ولها فنجانين من القهوة بعد أن قالت لى إنها لا تجيد صنع القهوة، وجدتها تتسلل خلفى وتهمس فى أذنى قائلة ده إنت شاطرة فى عمايل القهوة قوى ربنا يحرسك، نفسنا بقى نشوف شطارتك فى المطبخ. وقلت لها: وماله نساعد بعض واتعلم منك. وعند ميعاد النوم وجدتها تحوم حولى وتقنعنى بأن أنام فى الحجرة الصغيرة اللى فيها التكييف، لأن الحجرة الكبيرة التكييف بها معطل، ووجدت نفسى على سرير عرضه متر وتكييف صوته عالى ولم يغمض لى جفن طوال الليل، وفى اليوم التالى استيقظت منهكة على صوت «الغسالة» بعد أن فتحت الحجرة علىّ عدة مرات بغرض البحث عن غسيل متسخ، وقبل أذان الظهر قالت للخادمة التى تساعدها فى أعمال المنزل، إنتى تعبتى النهارده كفاية كده وأنا حعمل الأكل لوحدى، وانصرفت الخادمة ودخلنا أنا وهى المطبخ، وبعد نصف ساعة أمسكت برأسها وسقطت فجأة ونحن فى المطبخ وهى تمسك بعلبة السمن، وفى البداية شعرت بالقلق عليها، وشرعت فى استدعاء خالى، ولكنها همست لى وهى ترتجف لا تجعليه يقلق على أنا حبقى كويسة، وذهبت إلى حجرتها لتنال قسطا من الراحة. وقبل موعد الغداء كنت قد أعددت الطعام، ووجدتها تقوم من على فراشها وتسند على الحائط فهى تريد إعداد المشروب الذى يحبه خالى، وما أن همت بالتحرك حتى سقطت وارتطمت على الأرض وتشنجت وارتعشت.. ولم نضع لقمة فى أفواهنا وقام خالى بالتكبير فى أذنيها ولم نتمكن من رفعها من على الأرض فظلت ملقاة لعدة دقائق ونحن حولها نغسل وجهها بالثلج ونسقيها عصائر وقد نسينا أمر الغداء. وقال لها خالى وهو يرفعها إنت تعبتى نفسك ليه بس فى الأكل. صرخت بصوت مخنوق غير مسموع أنا اللى طبخت مش هى.. هل أقول له الآن أم أنتظر حتى نرفعها وقررت الانتظار. وهو لايزال مصراً على أنها أجهدت نفسها فى المطبخ وكلماته تحرق أعصابى، فهى لم تعد شيئاً فى المائدة المزعومة هى كانت تنعم بالراحة والنوم وأنا من أنشوى بصهد الفرن. ولم أحتمل فبادرته قائلة يا ريت يا خالى الأكل يعجبك أصل أنا اللى عملته. كويس إنك ساعدتيها دى غلبانة وصحتها ضعيفة وما بتكلش خالص. هى تعبت من بدرى وأنا عملت الأكل كله علشان ترتاح دى كانت نايمة من الصبح. طيب كويس كويس المهم خليها تاكل شايفه بقت ضعيفة إزاى. «غريب أمر الرجال فهم لايرون بأعينهم بل بأذنيهم فقط إنها ليست ضعيفة البنية وتأكل بشراهة من ورائه ولكن أمامه تتدعى فقدان الشهية والضعف وهو يصدق أذنيه». وبعدما سدت نفسنا استعادت هى حيويتها ونشاطها من جديد واعتذرت لى عن إفسادها لغدائنا. ووعدها خالى قائلا لو قمتى بالسلامة حاجيبلك اللاب توب اللى نفسك فيه، فقفزت من على السرير فرحة متناسية الإغماءات بل إنها ارتدت ملابسها حتى لا يرجع خالى فى كلامه، وكانت أول واحدة تقفز السلالم وتسبقنا إلى السيارة.؟