«ربنا يعينا على اللى إحنا فيه».. هكذا قال عم رضا الغلبان لنفسه وهو ذاهب إلى العمل بعد أن حدفته مراته بلستة طلبات علشان تعمل كحك العيد، ففكر رضا قائلاً: هعمل إيه فى الهم اللى ورايا، هو أنا عارف ألاحق على أكل رمضان علشان أجيب حاجات كحك العيد، أعمل إيه وخصوصًا بعدما روسيا جت لها شوطة وبقت سبب قلة القمح عندنا، وأصبح سعره ولا سعر الدهب. وجلس عم رضا طوال اليوم يفكر فى حل لمشكلة الكحك خايف من الغوريلا مراته اللى لو عرفت مش هتعديها على خير، وجايز تطرده بره البيت، ولسه قاعد فى الشغل بيفكر، راح واحد من زمايله فتح الراديو، وبالصدفة سمع دكتور تغذية يتحدث عن البدائل اللى ممكن يلجأ إليها الناس بدل اللحمة اللى ثمنها أصبح فى العلالى.. ففكر قائلاً: والله فكرة.. زى ما فيه بدائل للحوم أعمل بدائل للكحك، وأهو أبقى عملت خير فى الناس يفتكرونى بيه لما أموت. وجلس يفكر فى البدائل متخيلاً رد فعل مراته على كل بديل، كان بديله الأول هو الترمس والفشار والسودانى، وطبعًا تخيل مراته وهى بتقول له: ياما جاب القرد لأمه «على أساس إن القرود هى اللى بتحب الترمس والسودانى»، وتخيلها وهى بتحدفه بيهم، فتراجع عن هذا البديل. ثم فكر فى البديل الثانى وهو الفطير والقرص اللى بيطلعوا بيها على الأموات فى القرافة، وأهى بتشبع لكنه تراجع فورًا خوفًا من أن تشبط مراته فى الفكرة، وتطلب منه يخليها تزور أبوها وأمها، وتقضى العيد كله هناك، وجايز كمان تأخد خيمة وتفضل جنبهم هى والعيال، ويروح هو فى الوبا. ففكر فى البديل الثالث مباشرة وهو الفطير أبو سكر اللى كل العيال بيحبوه لكنه اكتشف أن السكر غالى، لدرجة أنه بقى يطفح الشاى سادة، ثم جاءته فكرة جهنمية وهى عمل الكحك بالقمح الأسمر اللى بيعملوا منه العيش، لكنه تخيل رد فعل مراته وهى بتطلع مسامير ودبابيس وزلط، وتخبطوا بيهم فى نافوخه، والعيال بيحطوهم فى عينه، عشان يعملوه فقى. وفى الآخر سلم أمره لله وجمد قلبه واشترى طبق كبير وعدى على كل الجيران يشحت من كل واحد كحكاية، لحد ما الطبق اتملى، ودخل على العيال، دخلة المحمل، وعندما اكتشفت الولية أن الكحك مش نوع واحد، قررت هى والعيال.. إرساله إلى مركز التأهيل المهنى