الحب المكرر!

حينما رأيتها انتفض قلبى بين ضلوعى، لا أعرف السبب، بعض الناس يقولون إنها كيمياء داخل الجسم تتفاعل بين شخصين، وتخلق بينهما حالة غير مرئية، يترجمها المخ إلى إشارات، تجعل دقات القلب تتسارع، وكأنك كنت تجرى فى مضمار لألعاب القوى.
آخرون يرون أن الموضوع ليس له علاقة بكيمياء الجسد، وإنما بالطاقة غير المرئية التى تحيط بالأجساد البشرية، فكل جسم له غلاف من الطاقة حوله، حينما ترتاح لشخص معين فهذا يعنى أنه تحيط به طاقة إيجابية، وحين تنفر من شخص من النظرة الأولى فهذا يعنى أن طاقته السلبية تتنافر مع طاقتك الإيجابية.
تختلف أسباب الحب وتتعدد، ومؤخرًا توصل علماء الهندسة الوراثية إلى جين داخل الإنسان هو المسئول عن الحب، وهم يأملون أن يأتى يوم يستطيعون فيه التدخل فى الجينات وتحديد من تحب، ومن لا تحب بإرادتك وعبر تعديل جين الحب.
وحتى يحدث هذا يظل الحب أجمل وأهم المشاعر الغضة فى حياة البشر، لذلك حين رأيتها لم أجهد فكرى كثيرًا فى تفسير سبب هذا الشعور، أو البحث عن الأسباب العلمية والفسيولوجية للمشاعر.. فقد ثمة شىء ما بدأ ينبض بداخلى، وهو سيكبر.

أو كما قال نزار قبانى:
حُبُّكِ طيرٌ أخضرُ..
طَيْرٌ غريبٌ أخضرُ..
يكبرُ يا حبيبتى كما الطيورُ تكبْرُ
ينقْرُ من أصابعى
ومن جفونى ينقْرُ
كيف أتى؟
متى أتى الطيرُ الجميلُ الأخضرُ؟
هكذا جاء الطير الجميل الأخضر، أو الحب الذى غزا قلبى وقلبك، لكن هذا الحب بدأ يكبر ويشيخ سريعا، ليس لأنى كسلان أحب مثلك، وإنما لأننى لا أشعر بأى جديد، بدت علاقاتنا وكأنها قصة حب قديمة عشتها من قبل.
أهم ميزة فى الحب أنه غير متوقع، تفاصيله دائمًا جديدة، ومدهشة، لا يعرف الملل أو التكرار، لكن حين يصبح مملاً وقديمًا ومكررًا ينتفى الحب، وتبرد المشاعر، ثم تختفى.
اعذرينى أنا مضطر للمغادرة، سأحمل مشاعرى بين ضلوعى وأمضى، ليس لأن فيكى عيبا، ولكن لأن كيمياء المشاعر توقفت عن التفاعل، والطاقة الإيجابية المدهشة خفتت، أو حتى تلاشت، أما جين الحب الذى اكتشفه العلماء، فقد انزوى بين عشرات الآلاف أو الملايين من الجينات الأخرى، لقد تنحى.
اعذرينى انتهى ما بيننا لأنه كما توهج فجأة خفت فجأة وبأسرع ما بدأ لأن حبك مجرد قصة معادة.. قرأتها وعشت تفاصيلها من قبل.