كلنا بنحب الموبايل ومنقدرش نستغنى عنه، لكن أكيد فى أوقات بنبقى عاوزين نرمى الجهاز ونعيش فى التسعينيات، ونقول يعنى هى الدنيا كانت عاملة إيه من غير المحمول، أكيد كانت حلوة برضه؟ عندما تكون المكالمة من شخص يتكلم وكأنه إنسان آلى، يرحب بك بشدة ويقول لك إنه من شركة تأمين كذا أو البنك الفلانى ويريد التشرف بمقابلتك، ستحاول الهروب منه دون جدوى وتتمنى لو أنك لم تمتلك هاتفا محمول من الأساس، ونصيحة لا تستخدم سيناريو (كلمنى كمان 12 يوم أكون فضيت) لأنه فعلا هيكلمك كمان 12 يوم بجد مش هزار، وهيقولك إنه التزم بالميعاد فلازم إنت كمان تكون محترم وتحدد له ميعاد مقابلة، وقتها مش هيكون أمامك إلا الاعتذار النهائى ويا ريت تحاول تعمل ده من أول مكاملة بأنك تقول له بالإنجليزى ما معناه بالعربى (أنا مش مهتم) يعنى مش عاوز اسم العرض أساسا، أما بقى لو طلب منك تليفونات زملاء ليك عشان يكلمهم ويجرب حظه معاهم خصوصا لو كانوا جداد فى الموضوع وممكن يقابلوه، فلو سمحت بلاش ترد الضربة لناس أبرياء وتعمل زى ما واحد معندوش أصل عمل فيك وأعطاهم رقمك، إلا فى حالة واحدة، لو كنت محبا للانتقام، ساعتها اختار أرقام أكتر أشخاص مش بتحبهم على ذاكرة محمولك وفى نفس الوقت تكون متأكد أنهم مش هيقبلوا العرض، وبكده تكون (غلست) عليهم وعلى إللى هيتصل بيهم. الشر عبر الموبايل لا يأتى فقط ممن لا تعرفهم، وإنما من أشخاص تعرفت عليهم فى حياتك واعتبروا أنفسهم أصدقاءك، تخيل مثلا أن تستمر مكالمة لمدة خمس دقائق دون أن تعرف مين المتصل، هيكون بيكلمك غالبا من رقم جديد أو يكون اكتشف أنك مش مسجل رقمه، ويرد لك القلم بأن يقول لك بإصرار (أنت مش عارفنى)، (نسيت صوتى)، (يا راجل) (طب فكر كده)، وإنت طبعا محرج تعلى صوتك وتقول له (قول مين وخلصنى) وقاعد (تعصر دماغك وتفتكر هو مين)، لو العملية طولت قول له إنك سايق السيارة فممكن (يحس على دمه) ويقول هو مين، ولازم طبعا تعمل نفسك مضايق أنك لم تتذكره، لكن لو الحيلة دى منفعتش اعمل إن الخط اتقطع وأهرب بودنك من غلاسته، وأكيد لما يتصل تانى هيقول هو مين على طول، إلا لو كان معاه 1000 دقيقة مجانا. المرة دى بقى الغلطان مش إللى بيتصل، الغلطان حضرتك، لأن الجملة دى لو اتقالت يبقى الغلط على إللى بيرد والجملة هى أن أحد يتصل بيك بعد نص الليل عشان عاوز حاجة غالبا بتكون هايفة وممكن تتأجل، بس يقولك (هو أنا صحيتك من النوم)، طبعا الرد الصح: إنك تقول له (ولما أنت عارف إنى احتمال أكون نايم اتصلت ليه يا بارد) لكن طالما رديت فطبيعى إنك تقول (لا أنا صاحى) وتنتظر تعرف عاوز إيه ولما تقفل تنوى أنك محمولك يبقى مغلق أو صامت طالما قررت تنام تجنبا لهذا النوع من المكالمات. أما أكثر الحالات المنتشرة إللى ممكن تخليك تكره الموبايل، فهى لما حد يكون جاى من التسعينيات ومتعود على تليفون البيت فكل ما يكلمك يسألك (أنت فين دلوقتى) على اعتبار أنه لازم يعرف مكان إللى بيكلمه، صحيح بعضهم بتبقى نيته كويسة عشان لو قلت له إنك فى البيت أو الشغل يكلمك على الأرضى، لكن الباقى فى أغلب الأحوال بيبقى عاوز يتخيلك وأنت ماسك الموبايل ممكن تكون موجود فين، مع أن الموبايل اخترعوه عشان نتكلم منه فى أى مكان دون الحاجة لذكر المكان ده، وبالتالى لا تخبر أحدا بمكانك لو سمحت خصوصا لو جات لك المكالمة وأنت فى الحمام.