المخرج محمد أمين صانع فيلم «بنتين من مصر» يستحق التحية أولاً: لاختياره موضوع الفيلم عن «العنوسة» التي تمس الكثيرات، ثانيًا: لمجازفته بأسماء بطلات لم نكن نتوقع منهن هذا الأداء، ثالثًا: خروج الفيلم بشكل جيد الصنع. عندما يعمل الفنان مع مخرج جيد متمكن من أدواته، المؤكد أن النتيجة تصب في صالح الفنان، وهذا ما حدث مع زينة عندما لعبت دور حنان «العانس» التي بلغت الثلاثين من عمرها وتحاول الفوز بأي عريس بغض النظر عن كم التنازلات التي تقدمها. أداء زينة الجيد لهذا الدور يعتبر نقطة فارقة في مشوارها الفني. وبمناسبة دور زينة تحديدا لا أعرف كيف التقط محمد أمين مؤلف الفيلم أيضا ما تشعر به الفتيات اللاتي يواجهن مشاكل أنثوية فهو في «بنتين من مصر» ذكرني بإحسان عبدالقدوس الذي كتب أجمل أفلام سينما المرأة. وصبا مبارك كانت من أهم مفاجآت الفيلم، تألقت في دور الطبيبة ابنة عم «زينة» التي تواجه شبح العنوسة معها ويحسب لها نجاحها في توصيل ما تطلبته الشخصية، خاصة في المشاهد التي اعتمدت علي انفعالاتها الداخلية بدون حوار مثل مشهد انتظار جثة شقيقها عمر حسن يوسف، ومشاهدها مع أحمد وفيق صديق الإنترنت. وطارق لطفي له أدوار قليلة جيدة تعد علي أصابع اليد، ويعتبر دوره في «بنتين من مصر» ضمن هذه الأدوار. وإياد نصار خطيب زينة في الفيلم لعب الدور بسلاسة ودون مبالغة وأحمد وفيق قدم دورا من أجمل أدواره، وكذلك رامي وحيد وسميرة عبدالعزيز وعمر حسن يوسف الذي يتقدم في كل فيلم عما قبله. تحية أخيرة لإسعاد يونس التي تحمست لإنتاج فيلم جيد يحترم الجمهور ويناقش موضوعا في غاية الأهمية، وهذا ليس بجديد عليها، فقد تحمست من قبل لموضوعات أفلام رفضتها شركات إنتاج كبيرة مثل «أسرار البنات»، و«ليلة سقوط بغداد» و«سهر الليالي».. وغيرها.