لأول مرة فى حياتى قررت أبطل كلام وأكون شخصا إيجابيا وأقف على الرصيف وأعبر عن غضبى بشكل حضارى، وهييه، ما أنا طول ما أنا ماشية ألاقى ناس رافعين يفط ومعترضين.. صحيح محدش سائل فيهم ولا حد بيعبرهم.. بس مش ده المهم، المهم إنهم جاتلهم الجرأة لفعل ذلك.. وبعد فترة من الزمن تلاقى نفس الناس بدأوا يحطوا اليفط على الأرض ويقعدوا جنبها على الرصيف، ولسه محدش سائل فيهم، لكن برضه مش هى دى القضية.. القضية هى إصرارهم على المطالبة بحقوقهم.. واللى يحزّن إنك تشوفهم بعد شوية جابوا بطاطينهم والسبرتاية والقهوة ولسه قاعدين على الرصيف ومحدش برضه سائل فيهم.. ولكن إيه يعنى، ما هو لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس. ثم إنه يكفى شرف المحاولة.. ولا يعنى الواحد يعيش من غير شرف المحاولة! أنا بقى هاعتصم وهاعبر عن نفسى واعتراضى.. مش عشان الأسعار اللى كل يوم فى العالى، ولا عشان مرتباتنا اللى بتطير بعد عشرة أيام من الشهر، ولا حتى مصاريف المدارس اللى كل سنة فى الطالع كأننا مأجرينها إيجار جديد! ولا عشان الزحمة اللى خانقانا رايحين جايين.. لا أنا سأعترض على ارتفاع أسعار الملابس السينييه.. آه يعنى الماركة، يمكن ساعتها ألاقى حد يعبرنى ويسأل فيه ويتجاوب مع مطالبى. خصوصا بقى واللى شجعنى إن الحكومة أكثر الله من أفضالها هتعمل للمعتصمين حمامات! آه حمامات إلكترونية الدخول بجنيه.. حكومة مبتضيعش وقت.. يعنى تقريبا كانوا عايزين يفرضوا عليهم غرامة إشغال رصيف بس الظاهر «اتكسفوا» فراحوا عملوا الحمام عشان ياخدوا من كل واحد مزنوق جنيه.. فأنا بقى هاخد بطانيتى والكاتل بتاعى Tea Bags وهروح أعتصم عشان حياة أفضل وفساتين أرخص.