لماذا يبحث المهزوم عن أى شىء لإلهاء جماهيره عن الهزيمة، وصرف نظره إلى أشياء أخرى ربما لا تكون ذات أهمية كبيرة، بل ربما تتسبب إثارتها إلى إشعال الفتنة التى اشتعلت بالفعل فى الشارع الكروى المصرى! الزمالك فعل مثل غيره، اتخذ من يافطة لا لزوم لا ذريعة لافتعال أزمة لا لزوم لها. اليافطة أزالها مدير الأمن الراعى اللواء إسماعيل الشاعر وتدارك الأمر فى بدايته.. لكن هناك إعلاما يبحث عن مصيبة يبحث عن لفت الأنظار، صور اللافتة، وبثها عبر وسائل الإعلام المختلفة، وتلقفتها البرامج اللاهثة وراء أى حدث لتملأ ساعات فارغة، بموضوعات تافهة، وهم لا يدركون أن التركيز على هذه الموضوعات من شأنه إحداث فتنة كبرى.. تماما كما حدث أثناء مباراة مصر والجزائر، والتى راحت فضائياتنا الرياضية تبحث فى أوراق التاريخ لتؤجج فتنة قائمة، وتبحث فى إيجاد ما يثير جمهورنا المصرى، وهذا هو ما حدث بالفعل الغريب.. والغريب جدا.. أن كل هذه البرامج أصبحت الآن تتنصل من كل هذه الأفعال تتبرأ منها، تصف أنفسها بالإعلام الواعى الباحث عن الحقيقة، والذى يقدم المعلومة بلا أى هدف! الغريب.. والغريب جدا أن هذه البرامج تعود من جديد باحثة عن فتنة أخرى، ولعل القرار الحاسم من وزير الإعلام بإيقاف برنامج شوبير فى الإذاعة المصرية خير رادع لكل هذه البرامج، لعلها تأخذ درسا قاسيا، ولعلها تعود إلى صوابها، وتهدأ قليلا! ولكن كيف تهدأ وما الذى سوف تقدمه لجمهور تعبان، يبحث عن تسلية تلهيه عن مآسٍ يراها كل يوم وكل ساعة من ساعات يومه! إنه يبحث عن وسيلة تسلية ويجدها فى هذه البرامج التى تؤنس وحدته تنسيه متاعب كثيرة! لكن هذه البرامج بدلا من أن تؤنس وحدته أصبحت خير وسيلة لإشعال نار الفتنة! تجرى اتصالات على الهواء مع هذا المسئول أو ذاك وتأخذ تصريحا متطايرا قد يشعل فتنة فعلا؟ تعيد عرض لقطات من هنا وهناك، وتركز على تصريحات ربما تكون زائفة لتشتعل قضية لعلها تلفت الأنظار، وتأخذ المشاهد بعيدا عن كل البرامج المتناثرة هنا وهناك! ومن حق جمهور الزمالك أن يحزن على فريقه، ولكن ليس من حق جمهور الأهلى أن يهين أى فريق أو نادٍ عريق، وهى غلطة بالتأكيد تداركها أمن واعٍ فى حينها، فلا داعى الآن لتأجيج نار الفتنة من جديد، خاصة أن المباريات لن تنتهى، وهذا الأمر يتطلب منا جميعا أن نعيد التفكير فى طريقة تشجيعنا لفرقنا، لأن التعصب زاد على الحد بشكل يفوق كل تصور. إننا فى حاجة إلى ضابط ورابط يعيد الأمور إلى نصابها الطبيعى، وإلا فإنها ستتطور إلى آفاق قد لا نستطيع التحكم فيها أبدا!