أكتب لكم عن مفاجأة في غاية الخطورة أذهلت العلماء والأطباء!! تصوروا أن نقص فيتامين (د) في جسم الإنسان يؤدي إلي خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكر، والسمنة، وضغط الدم المرتفع، وسرطان الثدي والبروستاتا، وفقدان الذاكرة، والاكتئاب، والمحزن أن80% من المصريين يعانون من نقص فيتامين (د) كما ورد في دراسة بطب الزقازيق!! السطور التالية تحكي عن أهمية «فيتامين الشمس» هذا الساحر العجيب والمهم جدا لحياة الإنسان. في دراسة غاية في الأهمية للدكتورة «آمال البدوي» أستاذ الصحة العامة بطب الزقازيق، أكدت فيها أن معظم المصريين يعانون من نقص فيتامين (د) رغم طول فترة سطوع الشمس!! والمفاجأة أن انتشار نقص فيتامين (د) كان بنسبة 80% بين أفراد عينة الدراسة، وهذا يعني أن الموقف في مصر حرج جدا، ويتطلب إجراء المزيد من الدراسات للوقوف علي الأسباب وتحديد العلاج!! زمان.. كان الاعتقاد السائد هو الارتباط الوثيق بين نقص فيتامين (د) وبين الإصابة بمرض «الكساح» الذي يظهر علي شكل عظام مشوهة، وسيقان ملتوية معوجة، والذي ينتشر في المدن المزدحمة بالسكان، حيث يعيش الكثير من الأولاد في الأحياء الفقيرة القذرة المظلمة، ويلعبون في جو ملوث بالدخان، ومحرومون من أشعة الشمس والجو الصحي، فكيف ينجون من الإصابة بمرض الكساح!! لدرجة أن النساء اللواتي أصبن بهذا المرض في طفولتهن تشوه «الحوض» في أجسامهن، الأمر الذي جعل من الصعب جدا أو من المستحيل عليهن أن يحملن وينجبن بسبب ضيق الحوض نتيجة لمرض الكساح!! فيتامين (د).. يحميك من أمراض القلب كل هذا كان قديما ومنذ زمن طويل ولكن الجديد والمرعب في نفس الوقت والذي اكتشفه الأطباء حديثا أن نقص فيتامين (د) قد يرتبط بخطر الإصابة بأمراض القلب والسكر، وضغط الدم المرتفع، والسرطان، والاكتئاب وغير ذلك من الأمراض، ومعروف أن فيتامين (د) من الفيتامينات المهمة جدا لجسم الإنسان لماله من وظائف تؤثر في معظم الأعضاء الداخلية، فهو يلعب دورا أساسيا في تكوين الهيكل العظمي، وتوازن نسب المعادن في الجسم، فهو يساعد علي امتصاص الكالسيوم والفوسفور من الجهاز الهضمي إلي الدورة الدموية، وكذلك تنظيم نسبة الكالسيوم والفوسفور في الدم، وترسيبها في العظام المختلفة بالجسم، لذلك هو عنصر أساسي في تقوية العظام، ووقاية الجسم من مرض لين العظام، وأيضا وقاية الأسنان من التفتت والتعرض للتلف. معروف أن نقص فيتامين (د) يؤدي إلي ظهور حالات «الكساح» لدي الأطفال، و«لين العظام» عند البالغين، وبطء التسنين عند الأطفال، وتشوه الأسنان وسرعة تسويسها، إلا أن الحديث جدا هو الدراسة الخطيرة التي أجرتها جامعة هارفارد الأمريكية وأكدت فيها أن الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين (د) يتعرضون للإصابة بأمراض القلب بأكثر مرتين من الذين لديهم نسبة معتدلة في المستوي الطبيعي من هذا الفيتامين، وأن هناك ارتباطا وثيقا بين نقص فيتامين (د) وبين أمراض الشرايين التاجية، حيث يؤدي تراكم الكالسيوم في الشرايين إلي تصلب الشرايين، ويصاب بهذا المرض الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين (د)، ليس هذا فقط بل إن الأشخاص الذين يعانون من نقص هذا الفيتامين يعانون من ضعف أو عجز القلب ومن اضطراب وعدم انتظام في ضربات القلب، وأكدت الدراسة أن الحصول علي فيتامين (د) وتناوله بانتظام يقوي القلب ويعيد انتظام ضربات القلب إلي الوضع الطبيعي، ويقلل كثيرا من الإصابة بالنوبات والأزمات القلبية. نقص فيتامين (د).. والسرطان ليت الأمر توقف عند هذا الحد.. بل إن دراسة مهمة أجرتها الجمعية الطبية الأمريكية استمرت 7 سنوات لمعرفة مستويات فيتامين (د) عند 3 آلاف مريض بالقلب، بلغ متوسط أعمارهم 60 عاما، لاحظ العلماء «موت» عدد كبير ممن يعانون من نقص فيتامين (د) خلال مدة الدراسة، ولهذا يحذر الأطباء بشدة من نقص فيتامين (د) وخطر الموت، كما اكتشف الأطباء أيضا من خلال الدراسات الطبية العديدة حول خطورة نقص فيتامين (د) أنه يسبب ارتفاع ضغط الدم لأنه يقلل من إفراز «الكلية» لهرمون يعرف باسم «الرنين» وهو الذي يؤدي إلي زيادة ارتفاع ضغط الدم، وهكذا أصبح هناك ارتباط وثيق بين قلة ونقص فيتامين (د) وحدوث ارتفاع ضغط الدم، وأن زيادة تناول فيتامين (د) يساعد في السيطرة علي ضغط الدم، كما أن نقص فيتامين (د) في الجسم يسبب آلام العضلات الناجم عن الإجهاد، وأن الحرص علي تناول فيتامين (د) باستمرار يقضي علي الشعور بالإجهاد والتعب المزمن. المثير للدهشة أن الأطباء لم يتوقعوا إطلاقا هذا الارتباط الوثيق والمخيف لنقص فيتامين (د) في الجسم والإصابة بكل هذه الأمراض، حتي أن الدراسات الطبية الأمريكية الحديثة أكدت أن نقص فيتامين (د) يؤدي إلي ضعف الجهاز المناعي ويجعل جسم الإنسان فريسة للعدوي وسهولة الإصابة بالأنفلونزا وأمراض الجهاز التنفسي والسل، والمفاجأة هي ارتباط نقص فيتامين (د)، والإصابة ببعض أمراض السرطان وخاصة سرطان الثدي والبروستاتا، ومرض السكر، وهشاشة العظام، وفقدان الذاكرة، والاكتئاب، وكثير من الأمراض المزمنة الأخري، ورغم كل هذا فإن وجود مقدار كبير من فيتامين (د) في جسم الإنسان يحميه من الكثير من هذه الأمراض. أشعة الشمس.. هي الحياة أعتقد أننا تأكدنا جميعا أن فيتامين (د) من الفيتامينات المهمة جدا لصحة الإنسان، ومعظم الأغذية التي تحتوي عليه هي زيوت الأسماك وخاصة زيت كبد الحوت، وسمك السالمون، الماكريل، والتونة، والسردين، والجمبري، صفار البيض، اللبن، الزبد، والجبن، وتقدر منظمة الصحة العالمية الاحتياجات اليومية من فيتامين (د) للأطفال من (400 - 800) وحدة دولية، و(400 وحدة دولية) للبالغين، ومن (800 - 1000) وحدة دولية أثناء الحمل والرضاعة، وتعتبر «حبوب» فيتامين (د) التي تزود الجسم بنحو (800) وحدة دولية هي أسهل وأضمن وسيلة للحصول عليه، ويحذر الأطباء من تناول فيتامين (د) بإسراف وعمال علي بطال ودون إشراف الطبيب، لأنه إذا كانت هناك أمراض خطيرة ترتبط بنقص فيتامين (د) في الجسم، فإن زيادته أيضا تسبب أعراضاً خطيرة منها وجود الكالسيوم بمعدل أكبر من معدله الطبيعي في الدم، مما يؤدي إلي شعور المرضي بفقدان الشهية والصداع والعطش والإمساك والتسمم وزيادة كمية البول والقلق، كما يحدث ترسيب للكالسيوم في الأعضاء الداخلية مثل الكبد والمخ والكلي والبنكرياس، وينتج عن ذلك تحجر هذه الأعضاء وعجزها عن أداء وظيفتها بالتدريج، مما يعرض صحة الإنسان لخطر داهم، وهذا يؤكد خطورة تناول فيتامين (د) بكمية أكبر من حاجة الجسم إليه يوميا. الرائع فعلا وهو الذي يجمع عليه كل الأطباء وهي نعمة كبيرة من الله سبحانه وتعالي أن «أشعة الشمس» تعتبر هي الوسيلة الفعالة للحصول علي مقدار أكثر من فيتامين (د)، ويتحقق ذلك بخروج الناس من منازلهم وتعريض أنفسهم للشمس، وخاصة تعريض الجلد للأشعة فوق البنفسجية لأنه ينشط تكوين فيتامين (د)، مع الانتباه إلي أن أشعة الشمس التي تمر وسط زجاج النوافذ تفقد الأشعة فوق البنفسجية الضرورية لإنتاج فيتامين (د) في الجلد، ولأن القليل جدا من الغذاء وأنواع الطعام هي التي تحتوي علي المقدار الكافي من فيتامين (د) فإن الله عز وجل يريدنا أن نحصل علي معظم حاجتنا منه إن لم نقل كلها من أشعة الشمس.. وفعلا أشعة الشمس هي الصحة وهي الحياة.
