رغم أنه لم يمر سوي ستة أشهر فقط علي ترأسه منصب الرقيب علي المصنفات الفنية، إلا أنه استطاع أن يثير الكثير من الجدل خاصة بعد كتابة عبارة «للكبار فقط» علي عدة أفلام في سابقة لم تحدث منذ سنوات طويلة، إنه الرقيب د. سيد خطاب الذي تحدثنا معه عن خلفيته المسرحية ومدي تأثيرها علي دوره كرقيب علي السينما، وتحدث معنا عن لجنة الرقباء المشكلة من بعض الصحفيين والتي ألغاها فور توليه المنصب، وعن آخر الأفلام التي رفضها وعن مشروعه المقبل في تطوير دور الرقابة علي المصنفات الفنية. تعودنا أن مَنْ يجلس علي كرسي الرقيب علي المصنفات الفنية يكون في الأساس رجلا سينمائيا سواء سيناريست أو مخرجا، لكن ماذا حدث هذه المرة خاصة أنك عملت كمخرج مسرحي سواء من خلال الثقافة الجماهيرية أو مسرح الدولة؟ الحقيقة أني فوجئت عندما سمعت بخبر ترأسي للرقابة بل مازحت أصدقائي وقلت لهم «أنا أصغر وكيل وزارة» موجود في الثقافة لأنني دائما أعرف أن هذا المنصب يجيء قبل التقاعد ولكي أكون صادقا لم يكن جزءا من أحلامي خاصة أنني قدمت مسرحيات كثيرة ومهمة علي جميع المسارح في محافظات مصر، ثم سافرت إلي إيطاليا وحصلت علي شهادة الدكتوراه في التقنيات الرقمية وعدت وأصبحت مدرسا في أكاديمية الفنون ومن قبلها كنت مديرا عاما لإدارة البحوث الثقافية المسرحية بالمركز القومي للمسرح. ولأننا تعودنا أن من يحتل هذا المنصب سينمائي في الأساس كانت المفاجأة في التغيير هذه المرة! لكن بما أنه تم تعييني من قبل وزارة الثقافة فأنا مسئول عن مؤسسة ثقافية وليست مؤسسة سينمائية وأتعامل مع كل التنويعات الاجتماعية من الراقصة وحتي السياسي! البعض يتخيل أن وراء هذا المنصب علاقات تجمعك بصناع القرار.. يعني الموضوع فيه «واسطة» ما رأيك؟ - طوال حياتي لم أطلب أي شيء من أي شخص، ولم يستطع أي إنسان أن يكسر عيني، فمثلاً لم أحمل شنطة فلان أو علان علشان أتعين في أي منصب، ولم أهن شرفي أو كرامتي بأي شكل من الأشكال، والحمد لله أصبحت من النقاد المسرحيين المهمين ويتم ترشيحي في محافظات مختلفة حتي أكون مخرجا لأعمالها المسرحية، وأدين بالفضل لأستاذي فوزي فهمي رئيس أكاديمية الفنون الذي ساعدني في السفر والحصول علي شهادة الدكتوراه من إيطاليا. منذ أن توليت منصب رقيب «وأنا باذاكر قوانين الرقابة» وهو في الأساس منصب متعب ومكان للهجوم سواء من المبدعين اللي عاوزين يشيلوا الرقابة خالص ومن ناحية تانية القوي الاجتماعية اللي عاوزاها أكثر تزمتا! لماذا قمت بإلغاء اللجنة الرقابية التي تحوي صحفيين ونقادا، بينما كان يستعين بها كل من علي أبوشادي ومدكور ثابت؟! - لأنه في واقع الأمر أنشأت هذه اللجنة حالة من النفوذ لهؤلاء المشاهدين، ووجدنا أن بعض هؤلاء الصحفيين والنقاد من الممكن أن يضغطوا لصالح أصحاب الأفلام حتي تخرج أفلامهم إلي السوق، وبالطبع أصبحت هذه اللجنة موضع شبهة واتهام، لذلك قمت بإلغائها، وعلي الرغم من أن هذه التجربة بها بعض الإيجابيات، لكن فيها جزءا من ارتكان الرقيب علي آراء الآخرين، لذا أنا كونت لجنة من أحسن الشباب من كليات الإعلام والآداب يقومون بقراءة السيناريو، ولو كان فيه أي اختلاف عليه حتي لو من واحد منهم أعرضه علي مجموعة في لجنة أخري، ومن ثم باعمل مناقشة مع السيناريست بنفسي. ماذا يدور في ذهن الرقيب سيد خطاب؟ - خطة مستقبلية بها عدة مشروعات أولها إنشاء مكتبة سمعية وبصرية كبيرة لضم جميع السيناريوهات والأفلام التي تم عرضها علي الرقابة منذ أكثر من 100 سنة في مكتبة أو مكان واحد لحفظ تراثنا السينمائي، كذلك تقدمت بمشروع لوزير الثقافة بإنشاء غرفة «كنترول روم» أستطيع من خلالها أن أشاهد أي فيلم يتم بثه مباشرة عبر الأقمار الصناعية في ظل الثورة القادمة في وقت بث هذه الأفلام «ده حق المجتمع علينا»، ولكن قبل ذلك لابد أن نعطيه معلومة توضح هذا الفيلم يصلح لمن أو من يستطيع أن يشاهده!