شهد الملتقى الأول لمراكز التدريب المتخصصة الذى استضافته محافظة المنيا عروضاً مسرحية مختلفة نابعة من الأقاليم والحرص على تقديم الموروث الشعبى لتلك الأقاليم وقد شهدت تلك العروض إعجاب الجمهور خاصة العروض التى قدمتها فرق بنى مزار للظواهر المسرحية وفرقة بورسعيد للدراما الحركية والتى جمعت بين الإنشاد الدينى والترانيم الكنسية، وقد أثبتت هذه العروض أن الشباب المشاركين فيها هم أصحاب الوطن الحقيقيون المعبرون عن وجدانه دون توجيه أو مباشرة. وقد اختتم الملتقى بخبر سار لكل المشاركين فيه حين قرر اللواء أحمد ضياء الدين محافظ المنيا منح مكافأة قدرها عشرين ألف جنيه لفرقتى بنى مزار المسرحية وبورسعيد للدراما الحركية بالإضافة إلى مكافأة قدرها عشرة آلاف جنيه لنفس الفرقتين أعطاها لهما د. أحمد مجاهد رئيس هيئة قصور الثقافة. وقد تبارت الفرق المشاركة فى الملتقى وهى فرق من المنيا وبورسعيد والفيوم فى تقديم إبداعاتها المسرحية التى مزجت بين الحكايات والأغانى الشعبية والأهازيج والأغانى الفلكورية والإنشاد الدينى والترانيم المسيحية وشهد الملتقى تجاوباً من الجمهور الذى اندمج مع ما يقدم له وظل يردد الأغنيات والكلمات مع الممثلين الذين تلقوا تدريباً شاقاً طوال الفترة الماضية. وقال المخرج عصام السيد مدير الإدارة العامة للمسرح بهيئة قصور الثقافة أنه سعيد بنجاح الملتقى الأول لمراكز التدريب المتخصصة خاصة أن الملتقى هو إحدى نتائج محاولة تطوير مسرح الإقليم بعد أن رأت الإدارة العامة للمسرح أن العروض المسرحية التى تقدمها فرق الأقاليم أصبحت نمطية ومتكررة وانغمس أصحابها فى مغامرات فنية لا تصلح لمسرح الأقاليم وبعيدة عن اهتمامات رواده ومشاكلهم الواقعية. وأضاف أن الإدارة حاولت تغيير نمط وطريقة الإنتاج من أجل تقديم مسرح مختلف مرتبط بواقعه ولهذا أنشأت الإدارة مراكز التدريب المتخصصة فى كل من المنيا وبورسعيد والفيوم، وتقوم هذه المراكز بجمع وتدوين الإرث الثقافى المحلى المتمثل فى الأغانى الفلكورية والحواديت الشعبية والمواويل والإنشاد الدينى والترانيم الكنسية ثم حفظ هذه المادة شفهياً وإلكترونيا وتدريب شباب المبدعين عليها والاستفادة من المادة المجموعة فى تشكيل عروض مسرحية شعبية. وحول اختيار أماكن معينة للمراكز قال المخرج عصام السيد أن الإدارة العامة للمسرح اختارت الأماكن التى تتوافر فيها العنصر البشرى المتميز وله تجارب مماثلة أثبتت رسوخها، فعلى سبيل المثال ظلت فرقة (بنى مزار) تعمل على استنباط أشكال مسرحية من البيئة طيلة سنوات، وجاء المركز تدعيما لهذا الاتجاه، كما روعى فى اختيار أماكن المراكز أن تمتلئ تلك الأماكن بمدخلات ثقافية متعددة، فمركز بورسعيد للدراما الحركية يملك فى واقعه الجغرافى عناصر حركية متعددة من رقصات وحرف وعادات وتقاليد، أما مركز الفيوم لمسرح عرائس الكبار، فيملك شبابه القدرة على تصنيع وتحريك عرائس القفاز والماريونيت وخيال الظل. تدريب الشباب الموهوبين ومن جانبه قال "أحمد مجاهد" أن ميزة الملتقى أنه أكد على تدريب الكوادر الشبابية الفنية والورش الإبداعية فى إطار التنمية البشرية والاهتمام بالموروث الشعبى للفرق الإقليمية وتقديم عروض مسرحية فى أماكن مختلفة، ونشر تلك الثقافة دعماً للهوية المصرية فى سبيل تقديم عروض مسرحية جادة وجاذبة للجمهور. وأشاد مجاهد بالشباب المشاركين فى الملتقى الذين فطنوا إلى الهدف من ورائه، وهو تعميق الانتماء والهوية عن طريق جمع وحفظ وفهم الثقافة المصرية الشفهية، والبحث عن صيغ مسرحية مصرية تتواصل مع الواقع ونابعة من التراث ولا تنفى الآخر، بالإضافة إلى المشاركة فى القضايا المجتمعية دعماً لبناء مجتمع مدنى إيجابى ورفع المستوى الثقافى لشباب المسرحيين. وحرص محافظ المنيا على حضور العروض المسرحية التى قدمتها المراكز التدريبية الخمسة والتى تنوعت بين الرقص الشعبى والغناء والإنشاد الدينى والربابة وتحريك العرائس والنابعة من البيئة الشعبية لكل مكان. وقال المحافظ إن إقامة الملتقى الأول فى المنيا يعكس أهمية المحافظة التى تزخر بالأنشطة الثقافية المختلفة والتى تحوى أيضاً تراثاً شعبياً لا يستهان به، وأعلن خلال الملتقى افتتاح مكتبة مبارك بالمنيا قريباً والتى تضم مكتبة للطفل وتحظى برعاية السيدة سوزان مبارك، كما أكد أن المحافظة ستقيم مكتبة فى كل مركز من مراكز المحافظة خلال هذا العام. خطة جديدة وعودة مرة أخرى إلى المخرج عصام السيد الذى قال إن الورش التدريبية التى قدمتها مراكز التدريب المتخصصة استهدفت شباب الموهوبين فى مجالات الإخراج والتمثيل، وجميع عناصر الإدارة المسرحية على يد أساتذة أكاديميين، وخلال هذا العام تم وضع خطة إقامة ورش بأماكن جديدة للتدريب على حرفية الممثل وتطوير الورشة إلى إنتاج عروض مسرحية تقدم للجمهور والنقاد لإثراء الحركة الفنية والفكرية وبناء مناخ اجتماعى مستنير. وأكد الكاتب الكبير لويس جريس الذى حرص على حضور الملتقى على اهتمام محافظة المنيا وهيئة قصور الثقافة بالتنمية البشرية، مشيداً بدور مشروع الورش المسرحية التى تقدم نجوماً من الشباب فى جميع فروع المسرح، ودعا الحكومة ممثلة فى هيئة قصور الثقافة للاستفادة من التجارب الإبداعية الأخرى التى تقدمها بعض الهيئات الخاصة ومنها الجمعية الإنجيلية التى تقدم عروضاً مسرحية فى القرى والنجوع.