شباب واعٍ ومؤمن بأن المستحيل لا وجود له، وأن الأمل موجود دائما، جاءوا مجتمعين على هدف واحد وهو التغيير والإصلاح الذى لن يبدأ إلا منهم، إنهم الشباب الذين أتوا من جميع أنحاء الوطن العربى ليشاركوا فى منتدى الشباب العربى الذى انطلقت فعالياته من مكتبة الإسكندرية صاحبة الفكرة .. التقينا بهؤلاء الشباب وتعرفنا على قصصهم التى علينا أخذها كمثال يحتذى به لأنهم بالفعل شباب هدفهم التغيير، قابلناهم فى جلسات مختلفة من المنتدى يتحدثون عن تجاربهم المختلفة التى حاولوا من خلالها خدمة وتنمية المجتمع. آية الدغيدى - 22 سنة - عضو بفريق نسيج المصرى وفريق سيف: انضممت إلى فريق نسيج، وهو عبارة عن مبادرة هدفها التنمية الثقافية المجتمعية، وهى مبادرة عربية موجودة فى خمس دول: مصر والأردن واليمن ولبنان وتونس، وفريق نسيج هدفه الأول هو مساعدة الشباب على الائتلاف مع مجتمعهم ليكونوا نسيجا واحدا إلى جانب أننا نعمل على تقوية روح الانتماء لديهم، ونسيج الآن يعمل فى الإسكندرية من خلال مشروع ابن البلد الذى يعمل على ثلاث مناطق هى: بحرى وكوم الدكة والدخيلة، وهو عبارة عن مشروع إعادة التراث لهذه المناطق بالتحديد لأنها كانت منشأ للتراث فى الماضى، فكوم الدكة مولد سيد درويش، والدخيلة أيضا مكان تراثى، وهذا المشروع عبارة عن مرحلتين، المرحلة الأولى وهى تنظيم جلسات للشباب مع كبار السن فى هذه المناطق حتى يستمعوا إليهم ويعرفوا منهم أمجاد القدماء وأمجاد هذه المناطق، بهدف تقوية روح الانتماء لديهم. أما عن فريق سيف فهو نتاج الجامعات فكل جامعة أنشأت فريقا ك سيف الإسكندرية وسيف القاهرة، والفريق مهمته الأساسية هى النزول إلى القرى والنجوع ومساعدة أهلها فى كيفية العمل وكيفية خدمة أنفسهم بأنفسهم، فكما يقول المثل: لا تعطنى سمكة، لكن علمنى كيف أصطاد، فنحن نساعدهم لا عن طريق الإعانات، إنما نجعلهم قادرين على العمل بأنفسهم، وبالفعل ففريق سيف القاهرة ذهب إلى أهالى الدويقة وساعدهم بعد النكبة التى حدثت لهم عن طريق تعليمهم كيفية القدرة على العيش فى ظل هذه الظروف الصعبة وكيفية علاج ومساعدة أنفسهم بأنفسهم. وعن فريق سيف الإسكندرية بدأنا بالفعل فى تنفيذ مشروع مساعدة المكفوفين بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية. حياة بلا تدخين أما معتز جندية - 12 سنة - فهو مرشح لجائزة الإنجاز والإبداع الشبابى المعروفة بجائزة الملك عبدالله الثانى وذلك من خلال مشروعه جمعية حياة بلا تدخين، فرسالة هذا المشروع بسيطة، لكنها عميقة، فكما يقول معتز: كنت قلقا للغاية منذ صغرى على صحة والدى الذى كان مولعا بالتدخين، وفى سنوات المراهقة ومطلع الشباب كنت شاهدا على أصدقاء أعزاء وقعوا فى شراك التدخين، وجاءت سنوات الدراسة الجامعية لتكون منبرا لمعتز ليشارك فى إنشاء هذه الجمعية التى تمكنت على مدى السنوات الثلاث الماضية من رفع الوعى لما يقارب 11 ألف شخص حول مضار التدخين، حيث قام حوالى 0083 شخص منهم بالإقلاع عن التدخين، ويضيف معتز: نحن فى عملنا نركز على تصميم الحملات والمواد الإعلانية والإعلامية وقد حققنا فى الجمعية إنجازات عديدة من أبرزها الاتفاق مع الجامعة الكندية بالقاهرة، حيث تم إعلانها كأول جمعية خالية تماما من التدخين فى مصر، كما ساهمنا فى إنشاء عشرة شواطئ بلا تدخين فى الإسكندرية. القفازات الناطقة للصم! وهناك تجربة أخرى رواها لنا عبدالكريم بدرى - 22 سنة - مهندس سودانى، فقد بدأت هذه التجربة بفكرة طرأت فى ذهنه عن جهاز يقوم بترجمة لغة الإشارة العربية للصم والبكم من التواصل مع من حولهم ، ويتميز هذا القفاز عند ارتدائه بما يحتويه من مجسات حساسة تقوم بنقل المعلومة عبر حركة اليد بحيث تنتقل المعلومة إلى المتحكم الذى بدوره يتصل بسماعة صغيرة يصدر منها ترجمة صوتية للكلمات لتتحول الإشارات بذلك إلى أصوات وجمل مسموعة، وأنا أحلم بتطوير هذا الجهاز ليشمل تعليم الصم أيضا ولا يتوقف على ترجمة اللغة لهم. فكرة تجربة 3 شباب عملوا مشروعا صغيرا بحلم كبير وهم فى الجامعة الكندية بالقاهرة. وتكلم معنا محمد حافظ مؤسس المشروع، وكان بداية مشروعهم عبارة عن فكرة أن يكون مكان دراستهم ومكان مشروعهم فى الوقت نفسه، وبدأوا فكرة المشروع عندما فكرنا أنه لا يوجد فى الجامعة مكان للمشروبات والآيس كريم داخل الجامعة، فوجدنا أنه من الممكن عمل هذا المكان بفكرنا ووضع تصميم جذاب له ولكى يستفيد منه طلاب الجامعة. وأيضا استخدمنا ما تعلمناه فى الكلية لأننا ندرس فى قسم Business Technology، وزميلى الثانى فى المشروع اسمه عبدالرحمن حسن ويدرس Business Admenistration فطبقنا ما درسناه عن طريق عمل دراسة الجدوى بأنفسنا وقدمناها إلى د. مجدى القاضى رئيس الجامعة وشرحنا له الفكرة التى نريد تنفيذها فوافق عليها، وبدأنا فى تنفيذها عن طريق التنسيق مع متخصص فى محال الآيس كريم وهو محل Gelatreo Roma وبالفعل تم التنسيق ونفذنا شكل المكان الذى أتاحته لنا الجامعة داخل الملعب، والمشروع مر عليه الآن خمس سنوات، وقد تكلف 05 ألف جنيه، لكننا الآن بعد خمس سنوات قد كسبنا والحمد لله الكثير. ونحن الآن حلمنا أن نفتح هذا الفرع داخل جميع الجامعات فى مصر.