بدأت، أمس، فى مكتبة الإسكندرية فعاليات المنتدى الخامس للشباب العربى بمشاركة 630 شاباً من جميع الدول العربية، وتستمر فعالياته على مدى يومين. كان من اللافت أن العدد الأكبر من الشباب المشاركين فى المنتدى ينتمون إلى الأحزاب الحاكمة فى عدد من الدول العربية، على رأسها الحزب الوطنى الديمقراطى فى مصر وحزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى السودان والحزب الدستورى الحاكم فى تونس. ونفى الدكتور على الدين هلال، أمين الإعلام فى الحزب الوطنى والمشرف على تنظيم المنتدى، بشدة أن تكون المشاركة فى المنتدى مقصورة على أعضاء الأحزاب الحاكمة فى الدول العربية. وقال هلال فى تصريحات ل«المصرى اليوم» إن الحديث عن كون المشاركة فى المنتدى تقتصر على أعضاء الأحزاب الحاكمة فى الدول العربية «غير صحيح بالمرة»، مؤكداً أن المنتدى «يُعقد للشباب العربى بصرف النظر عن انتماءاتهم السياسية، وهو تنظيم اجتماعى عربى، لا مجال للسياسة فيه ولا يمكن إفساده بإقحام قضايا سياسية عليه». من جهة أخرى، أكد هلال أننا نراهن على مستقبل هذه الأمة المتمثل فى شبابها، وأضاف: «نعتقد أن الأمة العربية عظيمة ولكن أوضاعها اليوم تحتاج إلى تغيير وإذا كان هناك تغيير سيقوده الشباب». وشدد هلال فى كلمته خلال افتتاح المنتدى على ضرورة أن تتجه الدول العربية إلى الاستثمار بشكل أكبر فى الشباب، موضحاً أن من يرغب فى المراهنة على المستقبل، عليه أن يراهن على الشباب. وأشار هلال إلى أن المنتدى يسعى لإطلاق طاقات الحوار بين الشباب العربى، لافتاً إلى أن الانقسام بين الشباب العربى يتمثل فى الرؤى الفكرية وليس وفق جنسية كل شاب، وهو ما يمثل مصدر قوة للعرب. وأضاف أمين الإعلام فى الحزب الوطنى والمشرف على تنظيم المنتدى، أن قوة العرب فى تنوعهم الفكرى وليس فى القمع أو القهر أو فرض رأى على الجميع، مؤكداً أن «التخلف والمهانة والجهل ليست قدراً على الأمة العربية، كما أنه ليس قدر العرب أن يظلوا فى مؤخرة دول العالم»، مرجعاً الضعف فى الحال العربى إلى «سياسات خاطئة وأوضاع استعمارية فرضت على الدول العربية». وشدد هلال على أن المعركة الكبرى التى تواجه العالم العربى الآن هى الصراع على عقول الشباب العربى، موضحا أن هناك قوى «متخلفة وظلامية تقوم بنشر الفرقة والشحناء بين المواطنين فى الدول العربية.. فلأول مرة فى عالمنا العربى والإسلامى نسمع عن كلمة شيعى وسنى». وحذر هلال من أنه إذا امتلكت هذه الأفكار الظلامية جسداً فإنها لن تتركه إلا وهو صريع، لافتاً إلى وجود محاولات من قوى أخرى خارجية تسعى لفرض سياساتها الثقافية واستعمار العقل العربى لمحاولة طمس الهوية العربية، وأكد هلال أن الحل لمواجهة هذه القوى يتمثل فى التركيز على العلم والديمقراطية وعدم محاولة فرض الرأى بالقوة، مع العمل على التغيير والإصلاح.