( ده مش يوم للنصب ) صرخة كل امرأة وفتاة في عيد الحب.. كلهن يتمنين أن تكون كل أيامهن عشقاً وهياماً وألا يختزل الرجل كل الحب في يوم واحد ولا يستغل ذلك اليوم لابتزاز مشاعر المرأة بصورة مبالغ فيها.. سألنا الفتيات عن يوم الحب وإحساسهن به وهل يصدقن كل ما يقوله الشباب في هذا اليوم وهل يكون ( عيد الحب ) المفتاح السحري السريع الذي يخترق به الشاب قلب وعقل الفتاة ليختصر عشرات الأميال ويصل بسرعة الصاروخ إلي قلبها وهل يصدق نفسه وهو يبالغ وهل تحب الفتيات المغالاة في الحب أم يفضلن الأفعال المقنعة والاعتدال في العواطف؟ في البداية تقول علا فهمي طالبة بالفرقة الثانية بكلية الآداب أن عيد الحب في الجامعة يحول الجامعة إلي مسرح كبير الكل يتظاهر ويمثل، مؤكدة أن الشباب يهتمون بحجم الهدية فلابد أن تكون كبيرة لإبهار الآخرين قائلة أن عيد الحب تحول إلي وسيلة من وسائل النصب لدي الشباب حتي مشاعرهم مزيفة والورود التي يشترونها ورود صناعية تباع علي رصيف الجامعة وليست وروداً طبيعية وتوضح علا أن بعض أفعال الشباب في هذا اليوم تكون غير مقنعة للبنت التي تفكر بعقلها مشيرة إلي أن كثيرا من الشباب يصادقون كل عام فتاة جديدة وكل يوم بإحساس مختلف وكل عيد حب مع فتاة مختلفة وتؤكد علا أنها ليست ضد مشاعر الحب الرقيقة ولكن يجب أن يحب الشاب الفتاة في كل أيام السنة وأن يكون ثابتاً في عواطفه وأن يعبر عن مشاعره وأن يجعل أيامها كلها سعيدة.. وتقول نادية فتحي أن كثيرا من الشباب يعتبر عيد الحب فرصة لاستغلال الفتيات عاطفيا مؤكدة أنها لا تصدق كل ما يقوله الشاب وتحكي نادية قصتها مع عيد الحب قائلة: في العام الماضي وقبل عيد الحب بأسبوع تعرفت علي شاب وفي يوم عيد الحب أقام لي احتفالا كبيرا واشتري لي الورود والشكيولاته وقضينا يوما سعيدا وتركته وأنا أحمل بين يدي قصيدة شعرية كتبها لي ومرت عدة أيام ولم يتصل بي بعدها وعندما اتصلت به لم يرد علي وتهرب مني مما أكد لي أنه كان يفتعل مشاعر الحب لقضاء يوم حب فهو اكتفي بيوم واحد فقط، ولم يخجل من نفسه عندما حدثني عن مشاعر كاذبة وأحاسيس مزيفة بل إن القصيدة التي أهداها لي اكتشفت فيما بعد أنها منقولة.. وتؤكد رانيا أن الهدايا لا تعبر عن الحب، ولكن المعاملة هي الحب موضحة أن الشباب يريد أن يدخل في حالة الحب ويجد يوم عيد الحب يوما مناسبا لبدء التمثيلية والدليل علي ذلك أن الولد يسأل البنت هو أنا بعرف أحب ؟ هو أنا قادر علي التعبير عن مشاعري في حين أن لو مشاعره صادقة لن يحتاج إلي السؤال. وتختلف دينا فاروق مع الآراء السابقة مؤكدة أن المغالاة في المشاعر ليست وسيلة للنصب فهي دليل علي مدي قابلية الشاب للحب موضحة أن المغالاة أفضل من التجاهل والفتاة تستطيع أن تقود الشاب في الاتجاه الذي تحبه وقد بدأ بعض الشباب بمشاعر مزيفة تتحول فيما بعد لقصص حقيقية وعلي الفتاة أن تبدي اهتماما وتقديرا لكل ما يقوم به الشاب حتي لا تسبب له إحباطاً مؤكدة أنها طبقت ذلك في حياتها حتي وصلت للحب الحقيقي، مؤكدة أن أغلب الشباب يبدأون قصص الحب بالتمثيل والمغالاة وسرعان ما تتحول تلك القصص إلي حقائق إذا كانت الفتاة ذكية ولم تحبط الشاب. - عيش مشاعرك ونميها - د. محمد خليل أستاذ علم النفس والاجتماع - جامعة عين شمس يقول : ليس نصباً بالمعني المفهوم، ولكن ربما يرجع ذلك إلي تغير ظروف المجتمع في العشرين أو الثلاثين سنة الأخيرة، حيث تم إعلاء قيمة الأشياء المادية علي المعنوية وتصور الناس أن هذا هو النجاح الحقيقي، وهناك سبب آخر هو أن البنت عندما تختار شريك الحياة تختاره علي أساس مادي مثل الشقة والشبكة وباقي المتطلبات الأخري وتنسي أن تختار علي أساس المشاعر والأحاسيس فتكون النتيجة أنه بعد فترة الماديات لذتها تفقد وتكتشف أنها اتجوزت أشياء تباع وتشتري، ومن هنا تصير فجوة بين الطرفين تهدد استمرار الحياة نفسها وأنا عندي نصيحة لكل الناس وهي.. عيش مشاعرك طولا وعرضا ونميها بالاستخدام، فالمشاعر زي العضلات تماما لازم تمارس كي لا تضمر، يعني زي ما بنمارس الرياضة الذهنية والجسمية لازم نمارس مشاعرنا ونتحدث عنها طوال الوقت وقتها هيبقي السنة كلها حب مش يوم واحد. - جاء العيد فأين الحب ؟ أحمد يحيي أستاذ الاجتماع بجامعة قناة السويس يقول : في هذا اليوم أبعث رسائل لأصدقائي وأقاربي أقول فيها هذا هو العيد فأين الحب ؟ ومع ذلك أنا مش شايف أنه يوم للنصب، ولكن لإعادة التوازن في كثير من الأمور الحياتية فنحن ننتهز أي فرصة عيد، سفرية.. مصيف.. لكي نعبر عن مشاعرنا ولو بشكل بسيط. وصارت علاقاتنا الخاصة مجرد أداء واجب وإشباع رغبات ونسينا أن الحب بذرة محتاجة إلي تربة وماء وعناية كي تكبر وتزهر ولكن بسبب كل المعطيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي حولنا خنقنا هذه البذرة ثم نعود لنبحث عنها يوم في السنة. ولمن لا يجدها أقول: لكي تشعر بالحب حب الدنيا زي ما هي وارضي بما قسمه الله لك.