تبدو نعيمة عاكف المرسومة على أفيش فيلم ”عزيزة” 4591 فى وقفتها وكأنها فتاة من بائعات الهوى، حيث تكشف عن أعلى ساقها اليمنى مع ما تكشفه من أعلى جسدها، لكن عند التأمل فى وضعها على الأفيش نجد أن الرسام أراد أن يبرز شيئا آخر غير الإثارة والفتنة، ذلك الشىء يكمن فى نظرات عينيها اللتين تنظران فى اتجاه مجهول، وتعبران بحقيقة وضعها الضائع وحياتها التائهة ومصيرها الغامض، فهى لا تحاول الفتنة أو الإغراء كما يبدو للوهلة الأولى، لكن وضعية هبوطها درجات السلم جعلتها تقدم رجلها اليسرى لتتبعها باليمنى، ومع الثوب المفتوح من الطبيعى أن ينكشف عن أعلى ساقها فى حركة هبوطها للسلم، وهى لم تلتفت لذلك بقدر تشتت ذهنها وتفكيرها فى المجهول وانتظارها لمصير غامض، هذا المصير الذى تؤكده بعض الكلمات كتبت على الأفيش تقول ”وعد اتكتب لى.. وأروح م اللى انكتب لى فين”، ويزيد رسام الأفيش من ذلك الغموض المحيط بها عندما يجعل خلفية اللوحة بعض النوافذ المغلقة والأبواب الموصدة، وكلها ضبابية الشكل لتوحى ببعد الأمل وفقدان الغاية، كما يلاحظ أن الفنان جعل باللوحة امتددا واسعا يعبر عن الطريق الذى حضرت منه، مما يدل على مشوارها الطويل مع التشتت ووصولها إلى آخر درجة فى الضياع، وقد أضعف وجه فريد شوقى وعماد حمدى من قوة اللوحة، حيث ظهرا كأنهما دخلاء على الجو العام للوحة غير معبرين عما قصده الرسام من الأفيش.