علي رأي المثل بدعي علي ولدي وأكره اللي يقول آمين وأنتقد بلدي وأكره انتقاد الآخرين، المشاعر دي مش غريبة لأن هو ده الأسلوب الذي يعبر عنه غضب المحبين.. افتكرت أنني نسيت حبي لبلدي أو أني عايشة فيها لأنها بس بلدي، وأني بدافع عنها عشان بطاقتي شايلة اسم بلدي، لكن اكتشفت وبقولها بالبلدي أني بموت في ترابك يا مصر يا بلدي. مش غريب أني ألاقي فلان متذمر علي وضع في مصر ويشكي همه لبحر أو لنيل، هما برضو جزء من مصر أو لأحد أبناء مصر، ولا غريب أني ألاقي علان بيلعن نفسه كل يوم لأنه تعبان في بلده، لأن أي حد بيعمل كده في أي بلد، أنا كنت فاكره أن شعب مصر ودع حبه لمصر من زمان ومبقاش فاكر ليها غير الأسية والليالي الحزينة اللي عايشها فيها، كنت فاكره أن دي حاجة مُرة، شعبك يا مصر شايلهالك وأن الحلو فيك اتنسي ورمهالك من كتر التذمر منك وزعله عليكي، لكن فعلا لقيت الشعب يعيب فيها، أو يفكر سنتي واحد أنه يمسها من بعيد أو قريب، الله مش هما دول نفس الناس اللي زعلانه منك يا مصر وقت الحاجة لقتيهم جنبك أتاريهم فاكرينك يا مصر وحبك لسه فيهم، الأغرب أن المواقف اللي بينت حبنا ليك وانتماءنا القوي بيكِ كان في ماتش كورة فجأة لقيت كل الوشوش اتلونت بالأحمر لون دم شهدائك يا مصر والأبيض السلام والأمان والأسود ده كان أيام زمان الله ده علم مصر هو فعلا مرسوم علي وش جميلة من جميلات مصر، والعلم نفسه علي وش شاب دكتور، والثاني مهندس، اللي راسم علمك علي وشه أو إيده واللي ماسك علمك أو لفه عليه واللي معلق العلم في البلكونة أو علي عربيته واللي بيفرده علي كل ترابيزه في قهوة لمت شباب وبنات واقفين بعلو صوتهم بيشجعوا مصر.. مصر هو حبنا ليك ده وصل امتي؟ عرفنا إزاي؟ لقيت كل الناس الفترة دي بتبعتلي علي الموبايل كود لأغاني وطنية لمصر ولقيت حد أهداني (كول تون) أغنية الفنانة شادية يا حبيبتي يا مصر والكل طلب مني يسمعها وأنا ماردتش عليهم.. إحنا فعلا بنحب مصر ومنطقش نسمع عليها كلمة ولما نسمع بناكل اللي اتكلم عنها. أحداث بسيطة زي دي خلت الكل يستغرب ويقول لنفسه إحنا طلعنا بنحبها أوي بس ماكناش نعرف والظروف بس هي اللي بتخرج حبها الكامن اللي ما بنحسهوش إلا وقت الشدة أو وقت ما مصر تحتاج إننا نمدها بحبنا، كل اللي مسافرين بره مصر في أي دولة بيكونوا طول السنة مشتاقين أنهم ينزلوا علي سلالم الطيارة وهي في أرض مصر ليها ريحة مميزة عن أي بلد، ريحة بتصحي وتقول أنت هنا بقيت في حضني بقيت في بيتك ومطرحك، إيه اللي يخلي الناس بتدافع عن بعض وهما ما يعرفوش بعض؟ بيربطهم حبهم لمصر. كرامتنا غالية أوي علينا، لأننا مصريين ومصر بلد الكرامة، في خلال أسبوع مضي، اكتشفت أننا قوة كبيرة لا يمكن أن تهتز أو تتقهقر وأننا لما بننوي نتوحد ونعمل حاجة فعلا بنعملها، وأننا بنزعل من البلد دي خوفا عليها وعلينا وزعلنا بزيادة لأن اللي بيحب حد زيادة زعله منه بيكون زيادة وعتابه ليه وشكوته تكون زيادة ولازم مصر بلد الريادة تتحب حب عبادة لأنها سكر مش بس كده، دي سكر زيادة. حنفضل نحبك يا مصر كلنا مهما حصل وعمرنا ما هنخبي، حدث صغير ولقيتي ولادك تحت رجليكي بيشجعوكي وبيحموكي فرحانين بفرحك ومقهورين بزعلك، ماسكين علمك بيبوسوه وتوجوا به رؤوسهم فتخيلي يا بلدي لو حد فكر يئذيكي مصيره هيكون إيه؟! أوعدك يا بلدي أن علمك هيفضل في بيتي طول العمر مش وقت الماتش وبس، والحمدلله أني أنا مصرية.