صباح الخير سألت سلمى حايك ما رأيك فى خطاب الرئيس الأمريكى الذى ألقاه فى القاهرة وهل ستقدم أعمال تعبر عن الشرق الأوسط ومشاكله؟ وأجابت سلمى: مما يحزننى أننى دائما أنتظر أن يكون التغيير سريعا ولكننى لا أجده كذلك لا أعلم لماذا؟! وكما أتصور أنا شخصيا أننا يجب أن نتغير سريعا لأننا إذا لم نتغير وبسرعة سيقع الكثير من الكوارث وما أومن به أننا كشعوب تفعل شيئا خاطئا ويجب أن نغيره أنا حقا لا أعلم ما هو بالضبط، ولكننى مؤمنة أن هناك خطأ.. ويجب أن نشكر الله على أننا محظوظون أننا حصلنا على رئيس أمريكى صغير السن، واسع الأفق لنحصل على التغيير الملائم، ولكن نحتاج إلى الصبر بعض الوقت وإعطائه فرصة. أما بالنسبة للأفلام التى تعبر عن الشرق الأوسط فهى تتمنى أن تجد عملا حقا يشجعها ويكون به الرأى محايدا وبدون أدنى تحيز. كان المؤتمر الصحفى لسلمى حايك قد بدأ فى الثانية عشرة ونصف ظهرا، وكانت إدارة المهرجان قد أعلنت عن بدئه فى الحادية عشرة صباحا، ولأنه تأخر ساعة ونصف الساعة طبيعى أن الزحام كان يتزايد وكان ظهور سلمى حايك اللبنانية الأصل أشبه بنزول نجم من السماء إلى الأرض، وقد أدارت المؤتمر الصحفى الفنانة هند صبرى وأعربت عن إعجابها الشخصى بسلمى حايك ليس فقط بفنها ولكن أيضا بشخصيتها الجريئة المحاربة والتى تتغلب على جميع الصعاب، وبسبب الضجيج اضطر رجال الأمن للتدخل وإبعاد المصورين. بعد المحاولات الفاشلة لتهدئة الحاضرين من المصورين الذين انهالوا على (سلمى حايك) بالتصوير حتى أنها أوضحت استياءها من هذا الهجوم المخيف. بعد ذلك بدأت هند صبرى بالسؤال عما إذا كانت هذه أول زيارة لها فى مصر، فأجابت (سلمى حايك): لا هذه زيارتى الثانية لمصر وكانت الزيارة الأولى عندما كنت فى السابعة عشرة من عمرى، وأنا الآن فى الثالثة والأربعين من عمرى، وأعجب الحاضرون بجرأتها وصفقوا لها، وعقبت (هند صبرى) على جرأة سلمى حايك فى ذكر سنها الحقيقية، وقالت هذا يحسب لها، ثم قالت سلمى حايك أتحبون أن أقص عليكم موقفا ظريفا حدث لى عندما جئت لزيارة مصر فى المرة الأولى، فأجمع الجميع بالموافقة فقالت : لقد جئت مع أسرتى من المكسيك إلى مصر، والدى لم يكن موجودا، لكن باقى أسرتى كانت معى، وكأى سائحين ذهبنا إلى الهرم لركوب الجمل وعلى ما أتذكر حسب ما تساعدنى به ذاكرتى المفروض أننا كنا نستعد لركوب الجمل للوصول إلى الهرم. فركبت جملا وكان يمسك بالحبل رجل عجوز، وعندما ضحك لى ابتسمت له وكانت له سنة واحدة فقط لن أنسى ذلك الوجه ما حييت.. أعتقد أنه اعتبر ابتسامتى له بمثابة موافقة على الزواج به..! وأخذ يجرى وهو ممسك بالجمل، وأنا أصرخ ولا يسمعنى أحد وأخذ يتجه إلى الصحراء.. فى غالب الأمر كان يتجه إلى بيته وأنه كان يريد زوجة ثانية رغم أن عمره كان يتعدى ال 07 عاما ، وعندما اكتشفت أمى غيابى أبلغت الأمن وأنقذونى.. ولكن رغم ذلك فإننى استمتعت كثيرا بزيارتى إلى مصر، وظلت فى وجدانى حتى الآن، ولذلك عندما عُرَّضَ علىَّ الحضور للتكريم فى مصر لم أتردد لحظة وحضرت أنا وابنتى.. وطوال هذه السنوات منذ زيارتى الأولى وأنا أفكر دائما فى الرجوع إلى مصر لزيارتها مرة أخرى، ولكن المسافة من لوس أنجلوس إلى القاهرة بعيدة جدا تجعلنى دائما ألغى الفكرة، أما الآن بعد زواجى من رجل أعمال فرنسى رائع، المفروض أننى سأعيش معه فى فرنسا والمسافة ستكون أقل بكثير، وبالتالى سأكرر الزيارة. وعن سؤالها عن رأيها فى المهرجان قالت : أنه من أفضل المهرجانات التى حضرتها، فهو يتمتع بالرقى وتعدد الجنسيات والتواصل فيما بينها وأنا سعيدة وأشعر بالشرف لتكريمى به. وعن سؤالها عن جذورها اللبنانية قالت: أول مرة عندما سافرت للمكسيك كانوا يعاملوننى على أننى لبنانية وعندما انتقلت من المكسيك إلى أمريكا اعتبروننى مكسيكية، وعندما تزوجت من فرنسى سافرت معه إلى فرنسا اعتبروننى أمريكية ولست فرنسية بل أمريكية.. فأنا طوال الوقت أواجه مشكلة فى الانتماء إلى جنسية معينة، ولكنى بالطبع أحن دائما إلى جذورى اللبنانية المكسيكيةالأمريكية. وعند سؤالها عن مدى إحساسها بالأمان فى مصر وعما تحبه وتكرهه فى البلد، وهل ستدعو غيرها لزيارتها أم لا؟ أجابت ضاحكة: أنا شخصية صريحة، وأمينة جدا فى آرائى.. لقد أحضرت ابنتى إلى هنا وجعلتها تذهب إلى الأهرامات والمتحف المصرى، وكنت أرى السعادة على وجه ابنتى وتقول لى أنا سعيدة جدا يا أمى وأريد البقاء أكثر وأريد تكرار الزيارة. فهل تعتقدين أننى إذا لم أكن أشعر بالأمان فى مصر هل كنت سأحضر ابنتى إلى هنا وأخرج معها فى أماكن مفتوحة ؟! الشعب المصرى شعب جميل وطيب وأشعر بالراحة فى وجودى بينه وأريد أن أشكر كل المجموعة الذين حرصوا على حمايتى والاهتمام بى وبرغباتى. أما بالنسبة للسلبيات فالتلوث عندكم فظيع ويجب أن تجدوا حلاً لهذه المشكلة. كنت أتمنى قضاء وقت أطول فى مصر للتعرف على الأفلام المصرية والممثلين المصريين والفكر المصرى بوجه عام، ولكن للأسف لا أجد الوقت فى الوقت الحالى.. وأتمنى فى المرة القادمة أن تكون الفرصة أكبر والحق أننى استمتعت كثيرا فى إقامتى هنا واستقبال المصريين لى وأتمنى لكم حياة سعيدة.؟