سم قاتل بتلك الأغانى.. لا أجد تعبيراً أبسط من ذلك لأصف موجة الأغانى التى تتفنن كلماتها فى فرش الملاية للمحبوب أو الردح العلنى، أو الإقلال من شأنه. إذن أغانى الردح موجودة.. وأغانى العشق والغرام موجودة.. إلا أن الصراع محتدم وبشدة، وكلما استمعنا إلى أغنية تهديد ووعيد بها كلمات فجة على سبيل المثال قوم أقف وأنت بتكلمنى.. يفاجئنا آخر بأغنية تبدأ من حيث انتهى السابق له، وكأنها خطة محكمة لتسخيف معنى جميل مثل الحب، أو لتحقير هذه العلاقة بين الرجل والمرأة، فكلما سكتنا كلما أزادونا ليس عشقاً ولكن سخافة ومعانى منحطة. أحدث هذه الافتكاسات أغنية للملحن عمرو مصطفى الذى أجده ملحناً متميزاً بين أبناء جيله، قرر أن يغنى منذ فترة فلم يجد صدى يرضيه أو يرضى غروره. يغنى عمرو مصطفى وبلحن غاية فى الروعة كلمات لا أستطيع أن أقول أنها ردح.. بل هى أكثر من ذلك أى أن الردح مقارنا بهذه الكلمات فإنه شىء راق جداً، اقرأوا واستمعوا معى: الكبير كبير ورينى لما أنت تبقى مش قادر يا عينى/ والكبير كبير يا حبيبى أنا ياعينى مش ح أنسى يومها إنك طلعت عينى/ ولعلمك أنا مش هموت عليك/ أنا عندى خمسة ستة يضايقوا فيك/ يشفوهم جنبى يقولوا راحت عليك/ ما خلاص راحت عليك/ ياما شفت خير على إيدى/ وياسيدى هنقول إيه قصر وفر كلامك/ بالسلامه خدت يومينك/ بينى وبينك/ أنا ممكن بكره أعرفك مقامك. يا سنة سوخه!! على رأى آثار الحكيم فى فيلم بطل من ورق. ألم أقل لكم أن الردح أرحم فإنها خليط من المعايرة وانتفاء شبهة الحب، لأنه بسلامته عنده خمسة ستة أخريات لكى يترك حبيبته لأنها لم تعد لها قيمة فى حياته. وقد أقبل مثل هذا الكلام من شاعر يريد أن يشتهر على حساب مشاعر الشباب ووجدانهم وقاموسهم اليومى الذى يتكون ويؤكد مثل هذه المفردات المتدنية جداً، ولكن أن يكون كاتب هذه الكلمات هو الشاعر الذى يحفر مكانة متميزة يوماً بعد يوم، شاعر منذ أن بدأ لم أستمع منه إلا كل ماهو جيد وجميل بها ورائع.. إنه الشاعر أيمن بهجت قمر الذى أعتبر هذه الأغنية سقطة فى تاريخه، ولا أنكر أن كل مغن يختار ما يغنيه، أى أن عمرو مصطفى اختار أن يكون وببساطة وأدب منى شديد - ندل فى مشاعره وحبه، فإنه حر، أما أن يرسخ مشاعرنا بهذه المعانى فهذا ما لا أقبله، والذى أثار دهشة الكثيرين الذين أرسلوا إلى عبر الإيميل، فيا أستاذ أيمن هل خدعتنا فى البداية بكلماتك الرقيقة، هل يمكن أن يكون هذا هو رأيك فى الحب والحياة، هل الردح أصبح الآن أسلوبك. آخر حركة أيمن بهجت قمر سقطة الكبير بمائة!! عمرو مصطفى سقطة الصغير بواحدة!!! أو الكبير لم يعد كبيراً!!