مخطوط هذا الأسبوع هو أغرب كتاب يمكن أن تراه عيناك، فهو كتاب من 46 ورقة، وبه خمسة أنواع من العلوم المختلفة التى اشتهرت بالدولة الإسلامية آنذاك. ألف إسماعيل بن أبى بكر بن عبدالله بن إبراهيم المقرى هذا الكتاب ليظهر سمو مكانته العلمية وتمكنه من علوم اللغة وعلو كعبه بين زملائه، فجمع فيه فقه الشافعى والنحو والتاريخ والعروض وفن القوافى، بالإضافة إلى بعض الأبيات الشعرية بطريقة أشبه بلعبة الكلمات المتقاطعة، حيث قسم المقرى الصفحة الواحدة على الخمسة علوم كل علم ميزه بلون مختلف عن الآخر. وكان الأساس الذى بنى عليه مؤلفه هو فقه الشافعى، حيث كتبه المقرى فى أسطر رفعه من اليمين إلى اليسار، وجعل باقى العلوم تتقاطع معه بصورة رأسية من الأعلى إلى الأسفل، وتأتى العروض فى أول الصفحة باللون الأحمر الغامق وتاليها التاريخ باللون الأصفر الفاتح ثم النحو باللون الأخضر، وأخيرا فن القوافى باللون الأصفر الغامق، وفى آخر الكتاب ملاحق جمع فيها المقرى ما فى الأعمدة لتسهيل قراءتها. ومن أشهر أبيات الشعر التى سطرها المقرى فى كتابه أبيات إذا قرأت من اليمين إلى اليسار فهى مدح وإذا قرأت من اليسار إلى اليمين تصبح ذما. حيث يقول مادحا: طلبوا الذى نالوا فما حرموا.. رفعت فما حطت لهم رتب وهبوا ومن تمت لهم خلق سلموا فما أودى بهم عطب جلبوا الذى نرضى فما كسدوا حمدت لهم شيم فما كسبوا وإذا عكست الأبيات تقرأ كالآتى: رتب لهم حطت فما دفعت.. حرموا فما نالوا الذى طلبوا عطب بهم أودى فما سلموا.. خلق لهم تمت وما وهبوا كسبوا فما شيم لهم حمدت كسدوا فما نرضى الذى جلبوا وكان المقرى يعتزم بعنوان (الشرفى الوافى) اعتزازا كبيرا فقد وصفه بأنه »غير مثال مثل له«، ولد إسماعيل المقرى بمنطقة الشرجة على سواحل اليمن وكان مقبلا على العلم وبرز فى عدة فنون منه حتى صار إماما فى الفقه واللغة والمنطق والأدب نظما ونثرا وتوفى عام 738 ه.