كل فتاة تحلم باليوم الذى ستنزل فيه مع خطيبها ووالدتها لشراء الشبكة ودبلتى الخطوبة، ولكن مع الظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد بعد ثورة 25 يناير، أصبح هذا الحلم من الصعب تحقيقه، خاصة بعد أن شهدت سوق الذهب ارتفاعا ملحوظا.. فأصبح الإقبال على شراء الشبكة ضئيلا وتراجعت المبيعات بشكل كبير.. الأمر الذى دفع العديد من أصحاب محلات الذهب ليحدثونا عن أوكازيون الذهب والمجوهرات إلى إجراء تخفيضات تصل إلى 35٪ قد تكلفهم البيع ولو بالخسارة التقينا مع تجار الذهب لنتعرف على أحوالهم. يقول أحمد مدحت صاحب أحد محلات المجوهرات الشهيرة بميدان الجامع إن حركة البيع والشراء قد تراجعت طوال تلك الفترة الماضية، نظرا للارتفاع الملحوظ لسعر الذهب على مستوى العالم، وخصيصا فى مصر، الأمر الذى جعل العرسان تعزف عن شراء الشبكة أو تؤجلها لحين انخفاض سعر الذهب.. لذلك قررنا نحن أصحاب محلات الذهب فى هذه المنطقة أن نعمل نوعا من التخفيضات على التوينزات الألماس يصل حجمها إلى 30٪، إضافة إلى إجراء 15٪ تخفيضاً عند شراء أى قطعة ذهبية أخرى، وذلك كإجراء تحفيزى لشباب العرسان حتى يتشجعوا على الشراء.. ويقول عصام مصطفى بائع بأحد محلات المجوهرات : إنهم فى المحل لا يجرون أى تخفيضات رسمية، ولكن كل ما يستطيعون فعله هو إجراء تخفيض محدود على سعر مصنعية الذهب.. فعلى سبيل المثال قد تتكلف الشبكة 15 ألف جنيه، فنحن كإدارة محل.. نخفض ثمنها إلى 12.800 ألف وفى الحقيقة، أن معظم العرسان الذين يرغبون فى شراء الشبكة يعزفون عن اختيار الشبكة الألماس ويفضلون شراء الشبكة الذهب على أساس أن الذهب «فلوس متشالة» ولا تخسر عند بيعها نظرا لأن سعرها فى ازدياد مستمر. أما خالد حسن صاحب أحد محلات المجوهرات بمنطقة الكوربة فيقول: نظرا للظروف التى تمر بها البلاد من عدم استقرار ونظرا لأحوال الثورة فقد قررت إدارة المحل منح العرسان تخفيضا خاصا على التوينزات الألماس كذلك المشغولات الذهبية.. فلا أحد ينكر أننا نود أن نبيع، صحيح أننا لا نبيع بنفس القدر الذى كنا نبيع به، فالآن أصبحنا مضطرين أن نبيع ولو بالخسارة.. «فالسوق نايم» وأصبح لزاما علينا أن نتعامل مع هذا الأمر حتى نستطيع أن نكسب قوت يومنا ونؤمن رواتب العاملين بالمحل. يقول الأستاذ صلاح عبدالهادى رئيس شعبة الذهب والأحجار الكريمة فى الغرفة التجارية إن ارتفاع أسعار الذهب بسبب ارتفاع أسعاره عالميا، حيث إن ارتفاع البورصة العالمية فى الثلاثة أيام السابقة، حيث ارتفع الذهب حوالى 60 دولارا فى الأوقية، حيث وصلت أوقية الذهب إلى 1730 دولاراً بينما وصلت الأسبوع الماضى إلى 1680 دولاراً، وهناك ارتفاع جاء بشكل كبير منذ حوالى ستة شهور، حيث وصلت أوقية الذهب حوالى 1900 دولار وهذا يعتبر أعلى ارتفاع لها فى هذا العام. وأضاف قائلا: إننا نسير تبعا للعالم كله وللأسعار العالمية وطبقا لارتفاع البورصة العالمية. ويستطرد قائلا: نحن لا نستطيع فعل أى شىء لا التجار ولا المصنعين ولا الشعبة لأنه عندما يشترى التاجر فيجب عليه أن يسدد تلك القيمة للمصنع أو الورشة وتسدد تلك القيمة لمصنع أو الورشة وتسدد تلك القيمة حسب سعر الذهب يوميا.. بينما إذا انخفضت الأسعار بعد شراء التاجر من المصنع فإن الفارق يعتبر خسارة على التاجر. فإن التاجر مجبر على أن يبيع حتى ولو بخسارة. ويضيف قائلا: أهم عائق يقف أمامنا فى الوقت الحالى هو عدم إحساس المواطن والتجار بالأمن والأمان فكما أسرع المسئولون فى مصر بتوفير الأمر كلما انعكس ذلك على القوة الشرائية فكيف يعرض التاجر كمية من الذهب داخل المحل ويدخل عليه بعض البلطجية مع تهديد السلاح ويستولون على هذه البضاعة، فالموضوع صعب جدا ولايحقق انتعاش السوق المصرية، بل القضية ككل إلا بتوفير الأمن للجميع. وأثناء رحلتنا فى محال الذهب التقينا بمحمود شريف «28 عاماً» وهند سالم «24 عاماً» عروسين قررا شراء الشبكة وعندما سألناهما «ما هى خططكما؟ أجاب محمود قائلا : فى الحقيقة نحن قررنا شراء شبكة ذهب، أعلم جيدا أننا سنجد صعوبة كبيرة فى اختيار الشبكة المناسبة نظرا للارتفاع غير المعقول فى أسعار الذهب، لكننا مضطرون لأن الذهب كما تعرفين «فلوس متشالة» ولا تخسر أبدا على عكس الألماس وأتمنى أن يكرمنا التجار ويخفضون من سعر الشبكة حتى تكون فى متناول يدينا.. أما هند العروس فتقول: «منذ صغرى وأنا مولعة بالذهب أحب شراءه واقتناءه لذلك سعدت كثيرا بأننى سأختار شبكتى من الذهب، ولكن غلو سعر الذهب شاب فرحتى وجعلنى أخشى أن أحقق حلمى فى أن أبتاع شبكة أحلامى لذلك قررنا أن ننزل لاستكشاف الوضع خاصة بعد أن عرفنا أن تجار الذهب قد أجروا تخفيضات حتى نهاية شهر فبراير بمناسبة عيدالحب. أما خالد رزق «30 عاما» وحنان محمد « 26عاما» فوضعهما مختلف بعض الشىء فيقول خالد : «قررنا شراء شبكة ألماس حتى نتجنب الارتفاع الجنونى لسعر الشبكة الذهب وتقاطعه حنان قائلة : أنا مغرمة بالألماس وأحبه حبا جما لذلك قررت أن تكون شبكة زفافى من الألماس فأنا أشعر أن فيه أناقة وشياكة، كما أننا نستطيع بعض الشىء أن نتحكم فى سعره عن طريق اختيار توينز لا يوجد به فصوص ألماس كثيرة أو عن طريق أيضا التحكم فى قيراط الفص الكبير الذى يوضع منتصف التوينز فإما أن يكون «0.5» أو «0.4» وهذا أرخص بكثير من الفصوص الأخرى.. هكذا كان حلنا للتغلب على سعر الشبكة. وبالنسبة لعمرو سمير «29 عاما» ونهى جاسر «32عاما» فهما قد اختصرا الطريق ووجدا الحل الأمثل للتغلب على الأسعار الجنونية للذهب، فيقول عمرو : «قررنا أن نبتاع شبكة عبارة عن خاتم ومحبس من الذهب وبذلك نكون قد وفرنا مبلغا كبيرا الذى كان من الممكن أن ندفعه فى الطقم المكون من سلسلة وخاتم وقسورتين.. وهنا تدخلت نهى قائلة: «هذا هو حل عملى نستطيع من خلاله أن نوفر ثمن الطقم لشراء ما ينقصنا من مستلزمات المنزل وأنا على وعد من عمرو حتى يعوضنى وليبتاع لى طقما بعد الزواج ويكون سعر الذهب قد انخفض بعض الشىء.. ووقتها سأشترى أجمل طقم من الذهب.