لوس أنجلوس: جميل يوسف بمجرد نشر «صباح الخير» لملف الفساد الخاص بالدبلوماسيين المصريين فى الولاياتالمتحدةالأمريكية وبصفة خاصة ملف قنصل مصر العام السفير «هشام النقيب» الذى نشر فى 20 ديسمبر تحت عنوان: «كاتم أسرار وأموال مبارك وزكريا فى أمريكا»، وصلتنى عدة اتصالات من جهات أمريكية عديدة بعضها يمثل السلطات الأمريكية والبعض الآخر لجهات إعلامية متنوعة وهامة تتساءل وتتناقش وتتباحث حول هذه القضية التى كنت أظن أنها مسألة مصرية صميمة بالمرة تهم المصريين فقط سواء فى مصر أو الخارج. وتساءلت: كيف عرفوا بهذا التحقيق الذى نشر باللغة العربية فى «صباح الخير»، وفى وسائل إعلامية وإلكترونية متنوعة فى العالم العربى وأوروبا والولاياتالمتحدة وتم تداوله بسرعة مذهلة عبر صفحات ال«فيس بوك»، وعرفت أن بعض المراسلين الأجانب وبعض السفارات الغربية أثار اهتمامها هذا الموضوع وتم نقله للجهات المسئولة فى بلادها. وكمواطن أمريكى من أصل مصرى اهتمت السلطات الأمريكية والإعلامية بتأمين سلامتى وضمان حرية الرأى وتداول الفكر بعد نشر التهديدات الإرهابية التى وصلتنى من قنصلية لوس أنجلوس وسعادة القنصل العام ، فى محاولة يائسة لإيقاف التحقيق وعدم نشر ملف الفساد وكيفية تهريب وغسيل أموال عائلة مبارك ورجال النظام السابق فى أمريكا ، وقد تم فورا إبلاغ السفير المصرى فى واشنطن «سامح شكرى» رسميا وكتابيا بهذه التهديدات والذى وعد بنقلها على الفور للمسئولين فى القاهرة لاتخاذ الإجراءات اللازمة بهذا الشأن. وللآن لم يصلنى أى رد أو اعتذار رسمى من أية جهة رسمية مصرية. وأكد المسئولون الأمريكيون لى أن هذه التصرفات الشاذة والغريبة مرفوضة تماما وغير مقبولة بالمرة فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتساءل البعض منهم عن رد فعل الجهات المصرية المسئولة وخاصة وزارة الخارجية المصرية والنائب العام ومكتب رئيس الوزراء. فرددت لهم ما علمته من رئيس التحرير، أن مندوب وزارة الخارجية فى القاهرة أبلغ المجلة بأن الوزارة بصدد الرد حول الاتهامات الموجهة للنقيب والخارجية فى التحقيق الصحفى، وأن المجلة لم يصلها رد حتى الآن، لا من وزارة الخارجية أو أية جهة حكومية أخرى مسئولة أو مشغولة بملف الفساد وترشيد الإنفاق وإرجاع الأموال المنهوبة التى هربت للخارج ومنها الولاياتالمتحدةالأمريكية. أما عن ردود فعل هشام النقيب قنصل عام مصر فى لوس أنجلوس والابن المدلل للخارجية المصرية ، فوفقا للمصادر القريبة جدا من النقيب ، فبعد نشر فضائحه فى «صباح الخير» أسرع على الفور فى تشكيل وفد مشبوه السمعة من أصحاب المصالح الخاصة مع النقيب ورجاله فى أمريكا ومصر، بقيادة طارق شاكر «وكيل الأعمال والمهمات الخاصة لهشام النقيب»، للقيام فورا بزيارة القاهرة يوم 29ديسمبر للقاء كبار المسئولين ومنهم الدكتور كمال الجنزورى، رئيس الوزراء، ووزراء الخارجية والداخلية والصحة والإعلام والقوى العاملة والهجرة ومحافظى القاهرة وبورسعيد والأقصر، بالإضافة إلى قداسة البابا شنودة الثالث، وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب. فى محاولة لإيقاف النزيف والتحكم فى التصدع والدمار الذى حدث، ووفقا لخطة مدروسة مع سفارة واشنطن ورجال الخارجية المصرية للتستر والتعتيم الإعلامى على الفضيحة التى ألمت بوزارة الخارجية وفضح ملف الفساد فى الوزارة وسفاراتها بالخارج وخاصة فى سفارة واشنطن وقنصلية لوس أنجلوس. ووفقا للمصادر العارفة بأعضاء الوفد المشكل من قبل النقيب وشاكر، علمنا بفضيحة أن بعض أعضاء الوفد المهجرى له سجلات وصحف أعمال إجرامية فى الولاياتالمتحدة ومعظمهم ينتحل ألقابا ملفقة وغير صحيحة وتربطهم بهشام النقيب علاقات تجارية وشخصية جدا معلومة لمعظم أبناء الجالية المصرية فى لوس أنجلوس. ويأخذ الكثيرون على الدكتور طارق حسنين مصاحبته لهذا الوفد المشبوه السمعة والموفد لأغراض خاصة بالنقيب وشاكر وبعض العاملين فى الخارجية، لما يتمتع به د. طارق حسنين من سمعة مصرية ودولية طيبة كعالم فى أمراض الكبد، ويلتمس له البعض العذر بأنه لا يعرف جيدا حقيقة هشام النقيب وطارق شاكر، ولا يعلم النوايا الخفية والخبيثة التى يتطلع إليها أفراد الوفد السيئ السمعة. وكنا قد أشرنا على صفحات «صباح الخير» فى شهر يونيو الماضى حول الغرض من الرحلات المكوكية التى يرتبها هشام النقيب لطارق شاكر للقاء المسئولين فى القاهرة لأسباب وعناوين ومشاريع وهمية وخيالية بغرض البريق الإعلامى فقط وتضليل المسئولين حول الجهود الخارقة والجبارة للنقيب وسامح شكرى وطارق شاكر فى خدمة مصالح مصر وأبناء الجالية المصرية فى الولاياتالمتحدة وبصفة خاصة لوس أنجلوس. ورحنا نبحث ونفتش حول حقيقة رئيس الوفد ومن هو «طارق شاكر» وطبقا للمصادر القريبة والمطلعة والعارفة بحقيقة شاكر، ظهر لنا بوضوح أنه يدعى حصوله على لقب الدكتوراه ، ونفس المصادر تتساءل: فليقل لنا «إن قدر» اسم الجامعة التى منحته اللقب وعنوان الرسالة وأسماء الدكاترة المشرفين عليها. كما أنه يدعى لقب مستشار قانونى، ورحنا نبحث ونفتش، فطبقا للسجلات المهنية الرسمية فى الولاياتالمتحدة، وجدنا أنه لا يحمل أية رخصة رسمية أو عضوية فى نقابة المحامين تؤهله للعمل والاستشارات القانونية، كما أنه يدعى بأنه كان يعمل من قبل فى ساحة القضاء المصرى، وهذه أيضا نفاها مستشار قانونى صديق لطارق شاكر، وغيرها الكثير من الأكاذيب والألقاب والصفات المبهمة والملفقة وغير الصحيحة. ووجدنا أيضا أنه كذب من قبل على جريدة الأهرام فى21من شهر ينايرالعام الماضى عندما أرسله هشام النقيب لصديقه «أسامة سرايا» رئيس تحرير الأهرام الأسبق لتلميعه، وقال شاكر للجريدة إن منظمته رابطة الصداقة المصرية الأمريكية بها أكثر من 07 ألف عضو غير الأعضاء غير المسجلين، وهذا غير صحيح بالمرة وتلفيق واضح ولايصدق ولا توجد منظمة واحدة فى المهجر بها هذا الرقم الخيالى، وعجزت المحررة التى أجرت الحوار من التحقق من صحة تلك المعلومات المغلوطة المغرضة، وبالبحث وجدنا أن هذه الرابطة لا مقر لها سوى فى جلسات بيت ومكتب هشام النقيب، وليس لها أية أنشطة تذكر على الإطلاق، ولم يسمع بها أحد فى لوس أنجلوس، سوى بعض الجرائد العربية المحلية الهزيلة التى يدعمها ماديا النقيب وشاكر والتى تنشر صور وأخبار النقيب وشاكر للدعاية والوجاهة فقط وضمان عدم نشر أية فضائح أو أخبار تسىء إليهما. والسر وراء تشكيل هذه الرابطة والبيت المصرى الذى اختار أعضاءه ويرأسه هشام النقيب واختار طارق شاكر نائبا له ، ما هو سوى تشكيلات وهمية للتضليل الإعلامى والتغطية والتستر على المصالح والمشاريع الشخصية للنقيب ورجاله فى أمريكا ومصر من غسيل أموال لذيول وفلول النظام السابق ورجال أعمال الحزب الوطنى المنحل فى مصر الذين يتسابقون الآن للمجىء إلى أمريكا. وفى كل مرة نسأل سفارة واشنطن وقنصلية لوس أنجلوس عن سر ولغز الرحلات المكوكية المرتبة من قبلهم لطارق شاكر، وما هو الدور الخفى الذى يلعبه بين الولاياتالمتحدةوالقاهرة ، وقصة لقاءاته المتكررة مع كبار المسئولين قبل وبعد رحيل نظام مبارك؟ وأيضا فى كل مرة ينفى لنا سامح شكرى والمتحدث الرسمى باسم السفارة ياسر النجار معرفته وعلمه بالمرة حول من يقوم فى سفارة واشنطن والقنصلية المصرية فى لوس أنجلوس بترتيب إجراءات وترتيبات زيارات طارق شاكر إلى مصر ولقاءاته المتكررة فى كل مرة بالباقة المختارة الرفيعة المستوى من كبار المسئولين المصريين والإعلاميين وقت نظام مبارك وبعد ثورة 25يناير. وأيضا قد عهدنا من قبل على محاولات التضليل والكذب من قنصلية لوس أنجلوس، ففى كل مرة ينفى السفير هشام النقيب قنصل عام مصر نفس الشىء، بل إنه كثيرا ما يصرح للقريبين منه بأنه قد حذر بعض كبار المسئولين من طارق شاكر خاصة أنه يدعى مرة أنه مندوب عن جميع الهيئات والجمعيات القبطية فى أمريكا ومرة أخرى بأنه رئيس جمعية أو رابطة الصداقة المصرية الأمريكية التى لانعرف عنها شيئا، وهناك العشرات من هذه الجمعيات والرابطات المجهولة، ويقدم نفسه للمسئولين بألقاب متنوعة لانعرف مدى صحتها ومصداقيتها فمرة مستشار ومرة دكتور، لكنه رغم كل ذلك يحظى - على حد قول النقيب - بتأييد ومساندة كبار المسئولين فى الحكومة ورجال الأمن والكنيسة المصرية. ومؤخرا حاولت «صباح الخير» عدة مرات الاتصال بالمسئولين بالكنيسة القبطية فى الولاياتالمتحدة ومصر للتعقيب على هذا الأمر وإعلان مواقفها بوضوح وعلاقاتها بطارق شاكر، وإصرار المسئولين حول قداسة البابا شنودة ومساعديه حول ضرورة حضور طارق شاكر فى معظم وأهم اللقاءات الرسمية لقداسة البابا مع ممثلى الحكومة المصرية سواء فى الولاياتالمتحدة أو القاهرة ولكن حتى كتابة هذه السطور لم يصلنا أى تصريح رسمى حول الأمر، وطبقا لنصائح أحد الأساقفة القريبين من قداسة البابا شنودة أن لا نتوقع ردا من الكنيسة القبطية حول هذا اللغز الحائر؟ وقد سألنى منذ بضعة أيام أحد رؤساء تحرير إحدى الجرائد الأمريكية الشهيرة بعد معرفته بالتحقيق الذى نشرته ب«صباح الخير» مِؤخرا حول الفساد عبر مندوبيه فى القاهرة، إن كنت متفائلا بأن التجربة الديمقراطية سوف تنجح فى مصر، وإن كانت ستنعم بنسيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان؟ وكيف تنظر إلى قضية محاربة الفساد؟ قلت له كراصد للأحداث العالمية يعيش تحت سماء الولاياتالمتحدةالأمريكية ويمتلك قلما ورأيا حرا بعيدا عن صراع المواقع ولعبة الكراسى التى يسعى وراءها الكثيرون من مدرسة «قلم مفروش للإيجار». أرى أننا نعيش وقتا من أصعب وأدق الأوقات فى تاريخ مصر، إنها محاولة شعب عريق يريد أن يحصل على مزيد من التحرر من الخوف والجوع والمرض والظلم والجهل وتفشى الفساد ، فإذا تحقق للشعوب ذلك فهى منتهى الكرامة والعزة، ومادامت بلا كرامة، فليس لها تاريخ وليس لها مستقبل. ونحن كمصريين قبلنا التحدى مهما كان الثمن باهظا واخترنا بلا تردد أو خوف الحرية والكرامة والعزة والتصدى بكل قوة وصلابة للقضاء على فيروس الفساد فى داخل وخارج مصر.