محمود بسيوني: الداخلية تعاملت ب«حزم واحترافية» مع محاولات التأثير على إرادة الناخبين    مصدر أمني: انتظام الخدمات الأمنية بمحيط لجان المرحلة الثانية    الأمن يحتوي محاولة اقتحام مركز شرطة فارسكور من مرشح انتخابي وأنصاره وإحالتهم للنيابة    الأنبا صليب يدشن أول كنيسة بقرية بشلا في ميت غمر    هدوء في سوق الصرف.. الدولار يستقر بالبنوك المصرية دون تغيرات ملحوظة    كارت موحد لركوب جميع وسائل النقل| هام من الهيئة القومية للأنفاق    البيت الأبيض ردا على اتهام ترامب بالانحياز لروسيا: خاطئ تماما    وصيفا البريميرليج والليجا، موعد مباراة تشيلسي وبرشلونة والقناة الناقلة    رقم سلبي لمانشستر يونايتد بعد السقوط أمام إيفرتون    بعثة المصري تصل إلى زامبيا استعدادا لمواجهة زيسكو يونايتد في الكونفيدرالية    استقرار جوي مع أمطار متفاوتة.. الأرصاد تحذر السائقين على الطرق الساحلية    تشديدات أمنية مكثفة قبل نظر ثالث جلسات محاكمة رمضان صبحي بتهمة التزوير    أمطار غزيرة على شمال سيناء والمحافظة ترفع درجة الاستعداد    أخبار مصر: كواليس اقتحام قسم شرطة بسب الانتخابات، ترامب يصنف "الإخوان" منظمة إرهابية، حقيقة وفاة أطفال بسبب الإنفلونزا    ثوران بركاني جديد شمالي إثيوبيا| الدكتور عباس شراقي يكشف    السيطرة على حريق هائل بورشة نجارة بمدينة دهب    محامي المجنى عليهم في واقعة مدرسة سيدز الدولية: النيابة أكدت تطابق اعترافات المتهمين مع أقوال الأطفال    شعبة السيارات: قرار نقل المعارض خارج الكتل السكينة سيؤدي لارتفاع الأسعار.. إحنا بنعمل كده ليه؟    أسعار طبق البيض اليوم الثلاثاء 25-11-2025 في قنا    أسعار الفاكهة اليوم الثلاثاء 25-11-2025 في قنا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 25-11-2025 في محافظة قنا    اسعار مواد البناء بمحافظة أسوان اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر 2025    ارتفاع أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر في بداية التعاملات بالبورصة العالمية    بعد أزمة نقابة الموسيقيين، نجل مصطفى كامل يدعم والده برسالة مثيرة    خالد عمر: إضعاف الإخوان سيفتح الباب لوقف الحرب في السودان    تحرك مفاجئ بأسعار النفط وسط مخاوف تدفق الخام الروسي بعد التقدم في مفاوضات أوكرانيا    بعد التحذيرات الأمريكية، فنزويلا تهدد شركات الطيران الدولية بسحب التصاريح خلال 48 ساعة    عزيز الشافعي يخطف الأنظار بلحن استثنائي في "ماليش غيرك"... والجمهور يشيد بأداء رامي جمال وروعة كلمات تامر حسين وتوزيع أمين نبيل    الآثاريون العرب يدعون لتحرك عاجل لحماية تراث غزة وتوثيق الأضرار الميدانية    معرض مونيريه بالاكاديمية المصرية للفنون بروما | صور    "درش" يشعل سباق رمضان 2026... ومصطفى شعبان يعود بدور صادم يغيّر قواعد الدراما    إعلام فلسطيني: جيش الاحتلال ينفذ عمليات نسف للمباني شرقي مدينة غزة    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر في القاهرة والمحافظات    المصل واللقاح: الإنفلونزا هذا العام أكثر قوة وشراسة.. واللقاح ضروري للغاية    أميرة أبو زهرة تعزف مع لانج لانج والأوركسترا الملكي البريطاني في مهرجان صدى الأهرامات    دعاء وبركة | أدعية ما قبل النوم    وزارة الصحة تحذر من إساءة استخدام المضادات الحيوية لهذا السبب    مركز محزن ل ليفربول، ترتيب الدوري الإنجليزي بعد نهاية الجولة ال 12    تعرف على موارد صندوق إعانات الطوارئ للعاملين    10 حقائق مذهلة عن ثوران بركان هايلي غوبي.. البركان الذي استيقظ بعد 10 آلاف عام    أمميون يدعون للضغط على إسرائيل وحظر تسليحها بسبب خرقها وقف إطلاق النار فى غزة    وصول يسرا و إلهام شاهين وصابرين إلى شرم الشيخ للمشاركة بمهرجان المسرح الشبابي| صور    "الطفولة والأمومة": نعمل على توفير الدعم المادي والنفسي للأطفال الذين تعرضوا لاعتداءات    بالأسماء| إصابة 23 شخصاً في حادث انقلاب سيارة بالبحيرة    محاكمة 115 متهماً في خلية المجموعات المسلحة.. اليوم    محلل: الاقتصاد الصربي على حافة الهاوية بعد محاولات تأميم النفط    أحمديات: تعليمات جديدة لدخول السينما والمسارح والملاعب    قائمة بيراميدز لمواجهة المقاولون العرب في الدوري المصري    أول تعليق من رئيس الاتحاد السكندري بعد أحداث نهائي المرتبط    ألمانيا تنصح رعاياها بشدة بعدم السفر إلى فنزويلا بسبب توتر الوضع بالبلاد    مصدر بالاتحاد السكندرى: تقديم اعتراض على رفض تأجيل مباراة نهائى دورى السلة    إصابة سيدة بطلق ناري على يد طليقها في المنيا.. ما القصة؟    وكيل توفيق محمد يكشف حقيقة مفاوضات الأهلي وموعد تحديد مصيره    هل يجوز للزوج الانتفاع بمال زوجته؟.. أمين الفتوى يجيب    ارتفاع حالات التهابات الجهاز التنفسي العلوي.. اللجنة العلمية لكورونا تحذر: اتخذوا الاحتياطات دون هلع    وزارة الأوقاف الفلسطينية تُشيد ببرنامج "دولة التلاوة"    هل يجوز طلب الطلاق من زوج لا يحافظ على الصلاة؟.. أمين الفتوى يوضح!    خلال زيارته لوحدة بني عدي.. محافظ بني سويف يوجه بمتابعة رضيعة مصابة بنقص هرمون الغدة الدرقية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كاتم أسرار وأموال مبارك وزكريا عزمى فى أمريكا!!
نشر في صباح الخير يوم 20 - 12 - 2011


تحقيق : جميل يوسف
لوس انجلوس
منذ اندلاع الثورة ولعدة شهور تتابع »صباح الخير« وتحقق وتدقق عبر مصادرها الخاصة فى جميع الولايات المتحدة الأمريكية فى ملف الفساد فى الخارجية المصرية خاصة سفارتها الشهيرة بواشنطن، وقنصلياتها المتعددة فى معظم المدن الأمريكية المهمة، ومن وراء حالة البذخ والترف الشديد الذى بلا مراقبة وبلا حدود لدبلوماسييها وللمكاتب الإعلامية التابعة لهيئة الاستعلامات المصرية، بينما المواطن المصرى البسيط الغلبان فى مصر يلهث وراء علاوة أو المطالبة بالحد الأدنى للأجور للعيش الآدمى الكريم المتعارف عليه بين شعوب العالم.
وفور علم المسئولين فى القاهرة وواشنطن ولوس أنجلوس بالتحقيقات التى يجريها مندوب »صباح الخير«، لم يجدوا وسيلة قاطعة غير إرسال تهديدات إرهابية يعاقب عليها القانون الأمريكى، يضعهم فى قائمة رجال المافيا وليس رجال الدبلوماسية، فى محاولة يائسة لوقف البحث والتحرى ومنع وصول مندوب المجلة للحقيقة الكارثة الغائبة والتى لا يبحث ولاينبش عنها أحد، نظرا للحصانة الكبيرة التى تتمتع بها وزارة الخارجية المصرية وميزانيتها الضخمة »غير المعلنة« من عدم الملاحقة والخضوع لرقابة الجهاز القومى للمحاسبات أو أى جهة حكومية أخرى، ونظرا لأن الإعلام والشعب المصرى »ملهى« فى الأحداث المتلاحقة المستمرة العرض التى تعيشها مصركل يوم تقريبا بعد ثورة يناير، ورحيل نظام مبارك.
وفى اتصال تليفونى مع سفير مصر فى واشنطن سامح شكرى يوم الأربعاء 41 ديسمبر، تم إبلاغ سيادة السفير بالتهديدات ومنع دخول مندوب المجلة إلى قنصلية لوس أنجلوس بعد حصول »صباح الخير« عبر مصادرها عن حجم الفساد فى قنصلية لوس أنجلوس والذى يترأسه السفير هشام النقيب قنصل مصر العام فى لوس أنجلوس، فأنكر علمه بالتهديدات وأفاد بأنه سيتخذ الإجراءات والاتصالات اللازمة لإبلاغ المسئولين فى القاهرة، ودعا مندوب »صباح الخير« الاتصال بالجهات الرسمية والأمنية الأمريكية، إذا تطلب الأمر ذلك، وتقديم رسالة رسمية له للتحقيق فى هذه التهديدات والتجاوزات من قبل القنصلية والسفير هشام النقيب.
والذى لا يعرف من هو السفير هشام النقيب، الملقب من قبل الخارجية »بالابن المدلل للوزارة« والذى حقق الرقم القياسى فى البقاء فى الولايات المتحدة لمدة 21 عاما، رغم أن المدة المسموح بها حسب الأعراف الدبلوماسية هى 4 سنوات فقط، وهو أصغر السفراء سنا، ويتمتع بمعاملة وعلاقات خاصة برجال الدولة فى مصر فى عصر مبارك خاصة زكريا عزمى الذى تربطه به علاقات أسرية، وليس سرا أنه كان مرشحا قبل قيام الثورة لمنصب وزير الإعلام قبل أنس الفقى، ومازال يتمتع بوضعه الخاص والمميز فى الخارجية حتى بعد رحيل مبارك وبقاء زكريا عزمى فى طرة.
وليس بخفى حجم ودور زكريا عزمى الذى يحتجز حتى الآن للتحقيق ومسجون فى طرة مع أقطاب الحزب الوطنى المنحل فى قضايا عديدة للفساد ونهب المال العام واستغلال النفوذ فى بقاء النقيب، وسوف أشير هنا إلى بعض هذا النفوذ الفاجر والفاسق لأسرة الرئيس السابق والسيد زكريا عزمى فى الولايات المتحدة من خلال السفارة المصرية فى واشنطن وبعض مقار القنصليات خاصة دور قنصلية مصر فى لوس أنجلوس »سان فرانسيسكو سابقا«، ودور رجل الخارجية المصرية المدلل هشام النقيب كعين للنظام ومسئول عن المشتريات وترتيب واستقبال وتنقلات وفسح جمال مبارك خاصة لقاءاته السرية مع »فاتنة لبنانية« تعيش فى واشنطن، وتنسيق تحركات الأسرة الحاكمة السابقة وأقطاب الحزب الوطنى المنحل فى الولايات المتحدة، وهو كاتم أسرار وثروات زكريا عزمى وأسرة الرئيس السابق ورجال نظامه فى لوس أنجلوس وبعض المدن الأمريكية الأخرى.
هشام النقيب قنصل مصر العام فى سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس حاليا كان بالفعل ومازال أحد وأهم الرجال الذين يدينون لزكريا عزمى بالولاء التام وبسبب علاقة زكريا عزمى الطيبة بأسرة النقيب ظل هشام النقيب ملحقا إعلاميا لمصر بواشنطن طوال 7 سنوات متواصلة رغم أن قانون السلك الدبلوماسى حدد المدة ب4 سنوات فقط، وطوال تلك الفترة ظل النقيب عين زكريا عزمى وعائلة مبارك على كل ما يحدث فى السفارة المصرية بواشنطن والقنصليات التابعة لها فى الولايات المتحدة، وحين عاد هشام النقيب الى القاهرة لهيئة الاستعلامات سعى زكريا عزمى إلى الدفع به كوزير للإعلام إلا أن سوزان مبارك حسمت الأمر لصالح أنس الفقى رغم الخدمات الكبرى التى قدمها النقيب لأسرة مبارك ورجال النظام الفاسد السابق طوال فترة عمله، وفشل زكريا أيضا فى أن يأتى به رئيسا لهيئة الاستعلامات بسبب اعتراض مبارك عليه، فلح عزمى فى النهاية إلى أحمد أبوالغيط وزير الخارجية السابق لينتقل هشام النقيب إلى العمل بالخارجية كقنصل فى سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس حتى الآن.
والغريب والعجيب الآن أن يبقى هشام النقيب فى منصبه الرفيع بعد أول حركة دبلوماسية لتنقلات الدبلوماسيين وأعضاء السلك الدبلوماسى والقنصلى بوزارة الخارجية بعد الثورة. والعجيب أيضا فى الأمر أن الحركة لم تتطرق على الإطلاق إلى الحركة الأخيرة التى اعتمدها الرئيس السابق حسنى مبارك قبل ساعات من تنحيه، وهى الحركة التى أثارت ضجة كبيرة فى وزارة الخارجية، وكانت هناك توقعات بأن يقوم نبيل العربى وزير الخارجية الأسبق بإلغائها أو إجراء تعديلات عليها، وهو ما لم يقم به العربى ولا غيره من وزارء الخارجية اللاحقين من بعده حتى الآن.
والمدهش فى أمر هذه التنقلات أنها لم تشمل أحدا من رموز النظام السابق التى رسخت أقدامها واتصالاتها ووضعها الأدبى والمادى الهائل بقوة فى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، من سفراء وقناصل لهم علاقات واتصالات مهمة وقوية ووثيقة مع الرئيس السابق شخصيا وأفراد عائلته وقادة الحزب الوطنى المنحل ورئاسة مجلس الوزراء قبل الثورة، ولدينا لائحة طويلة بأسماء هولاء المحظوظين الذين ليس لديهم لاخبرات ولا كفاءات تؤهلهم لشرف العمل الدبلوماسى فى الولايات المتحدة وأوروبا، وإنما يقضون فترة استرخاء واستجمام فى العواصم الشهيرة بعيدا عن الصخب ووجع الدماغ ومرارة التحقيقات والسجن.
وكنت منذ عدة أسابيع أجريت حوارا مع السفير/ هشام النقيب قنصل عام مصر فى لوس أنجلوس بعد الاتهامات التى وجهتها له إحدى الجرائد المصرية بالفساد ومحاولة بيعه قنصلية مصر فى سان فرانسيسكو لأحمد عز، وصلته الشديدة بأحمد عز ورجاله وحول الأسباب الحقيقية وراء انتقال مبنى القنصلية من سان فرانسيسكو إلى لوس أنجلوس فجأة، وحول حقيقة التكلفة وضرورة هذا الانتقال السريع الذى لم يسبقه فيه أى من السادة السفراء والقناصل السابقين، وطرحت قدر استطاعتى أسئلة عديدة حول هذا الأمر الذى مازال يثير دهشة واستغراب الكثيرين فى مصر ولوس أنجلوس.
فمعظم المصادر الوثيقة الصلة والعارفة ببواطن الأمور التى تحدثت معى سواء فى الولايات المتحدة »بعضهم دبلوماسيون على دراية بالأمور« ومن مصر وبعد اطلاعهم على نص الحوار لم يصدقوا سعادة القنصل وأصابتهم الدهشة من ردوده وإنكار صلته بأحمد عز ورجاله وعائلة الرئيس السابق ومازالوا يتساءلون ويلحون علىّ بشدة الى توجيه مطالبهم عبر صفحات »صباح الخير« إلى النائب العام ووزارة الخارجية ورئيس مجلس الوزراء بفتح ملف تحقيق كامل وشامل حول التكلفة الحقيقية لإعادة ترميم وصيانة مبنى القنصلية المصرية فى سان فرانسيسكو والتى بلغت طبقا لبعض المصادرالخاصة وتأكيدا من بعض العاملين فى القنصلية إلى أكثر من ثمانية ملايين دولار، ولماذا لم يتم بيعه حتى الآن، وإذا بيع من المشترى، وهل فعلا أن الحكومة السابقة كانت تنوى بيعه سرا إلى أحمد عز عبر رجاله فى لوس أنجلوس، وفى حالة بيعه هل ثمن بيعه يتساوى مع تكلفة الصيانة والترميم وتكلفة الانتقال وقيمة المبنى الفعلية لهذا المبنى القيم، ومن هو وراء فكرة النقل والبيع، ولماذا تم بهذه السرعة الفائقة وفى وقت قصير للغاية، وكم تكلفت الوزارة نظير دراسات انتقال القنصلية من سان فرانسيسكو إلى لوس أنجلوس، وما الضرورة من الانتقال إن كانت الجالية المصرية مازالت تعانى من سوء الخدمة وعدم الاحترام فى المعاملة من العاملين فى القنصلية سواء عن طريق الاتصال التليفونى أو الذهاب إلى مبنى القنصلية، وكم تكلفت مصاريف السفر والغربة وانتقال اللجان التى جاءت خصيصا من القاهرة لبحث هذا الأمر، ولماذا وافقت عليه فجأة؟
وما قصة بيت السفير الفخم الضخم فى منطقة »بلير« الراقية التى يعيش فيها الأثرياء والمشاهير فقط، والذى تم شراؤه خصيصا للسفير هشام النقيب بأكثر من خمسة ملايين دولار، رغم أن مصادر وخبراء عقارات أكدوا أن ثمنه فى السوق وقت الشراء لا يتعدى أكثر من أثنين ونصف مليون دولار، ولماذا استعان النقيب بصديقه المصرى الأمريكى خبير العقارات »ن. أ«، ومحام مصرى أمريكى »ه. ح« لإتمام الصفقة بسرعة بعد مباركة أحمد أبوالغيط، وللزوم الفخامة أيضا تم تجهيز البيت الفخم بأرقى المفروشات والديكورات والأشياء الأخرى لكبرى الشركات التى تكلفت بضعة ملايين الدولارات على أقل تقدير وفقا للخبراء. والجميع يتساءل بحيرة.. من فى الوزارة وراء هذه الصفقة وكم تكلفت، وما هى عمولته، ولماذا منطقة »بلير« بالذات التى اختارها جمال مبارك بنفسه طبقا للمصادر.
وهناك ألغاز أخرى،ما هو السر وراء تأجير القنصلية لدورين بإحدى العمارات البائسة الكائنة فى عمق حى الجالية اليهودية فى لوس أنجلوس، وما هو سر الصداقة الغريبة بين هشام النقيب وقنصل إسرائيل فى لوس أنجلوس والتى تتحدث عنها معظم الصحف ووسائل الإعلام فى لوس أنجلوس، ولماذا قام السفير هشام النقيب عند النقل من سان فرانسيسكو بتأجير دورين منفصلين، الدور الثالث لأعمال القنصلية والدور العاشر خاص بمقابلات ولقاءات سعادة السفير ورجاله وحاشيته الوثيقة الصلة بالنظام القديم، وطبقا لبعض المصادر العالمة ببواطن الأمورفى القنصلية، وتِؤكدها مصادر »صباح الخير« الخاصة أيضا، بأن إيجار الدورين وصل إلى أكثر من خمسة وثلاثين ألف دولار شهريا. وعندما علم النقيب والخارجية بتحقيق »صباح الخير« قرر النقيب فجأة الاستغناء عن مكتبه فى الدور العاشر والنزول كارها إلى الدور الثالث.
عشرات الأسئلة الحائرة التى تبحث عن إجابة من السيد وزير الخارجية ومجلس الوزراء والمسئولين عن كشف الفساد وضياع المال العام وما هو سر بقاء هذا الرجل فى موقعه حتى الآن. والشاهد على حالة الترف والبذخ فى الإسراف والحفلات الدائمة التى يقيمها السفير هشام النقيب فى بيته لأصدقائه المقربين الوثيقين الصلة بالحكم السابق، خاصة بعد تدفقهم على لوس أنجلوس بعد رحيل مبارك، لاستثمار وغسيل الأموال التى تمكنوا من تهريبها من مصر، ويشهد أيضا الحفل الذى أقيم فى بيت النقيب فى »بلير« للاحتفال بثورة 32 يوليو والذى دعا إليه رجال أعمال لبنانيين معظمهم تربطهم صلات بيزنس بالنقيب، ولم يدع إليه معظم الشخصيات المصرية المهمة فى لوس أنجلوس ولم يدع أيضا معظم العاملين فى القنصلية والمكتب الإعلامى من الرافضين لسلوك وتصرفات سعادة السفير ويتهمونه بالفساد. أما عن التكلفة لهذا الحفل فطبقا لبعض الذين حضروا ولبعض الخبراء مبالغ باهظة لا تصدق تم إرسالها والموافقة عليها من الخارجية.
وقد تم إبلاغ السفير هشام النقيب بتحقيق »صباح الخير« والوثائق التى فى حوزتها وطلبت تعقيبه حول الاتهامات الموجهة له، وبغضب شديد رفض الرد والتعقيب، وعلمنا بعد ذلك بأنه أبلغ مساعديه هبة زكى ومحمد سمير والمستشارة الإعلامية نشوة عبدالقادر بعدم التواصل والتعاون مع »صباح الخير« ومنعها من الحصول على أى معلومات خاصة بالعملية الانتخابية أو أى أنشطة أو معلومات خاصة بالقنصلية والمكتب الإعلامى فى لوس أنجلوس. وقد تم إبلاغ الأمر للسفير سامح شكرى بواشنطن الذى عقب بالقول: لو محتاج أى حاجة من القنصلية روح ، ولو حد تعرض لك اتصل بى.
قد وصلتنا أعداد كبيرة من الشكاوى والاتهامات الصارخة بالفساد والبلطجة والتهديد لأبناء الجالية المصرية وتصرفات شاذة ومخجلة وغريبة من بعض العاملين فى القنصلية والمكتب الإعلامى الذين لا عمل لهم سوى التردد على المقاهى والنوادى الليلية بصحبة بعض الروسيات بحجة جمع المعلومات وحفظ أمن الدولة.
وليس بخفى عزلة القنصلية المصرية فى لوس أنجلوس وانعدام قنوات التواصل والأنشطة بينها وبين الجالية المصرية، حتى إن عددا كبيرا لا يعرف حتى الآن أن مقر القنصلية المصرية فى لوس أنجلوس وليس سان فرانسيسكو. وحتى أكون منصفا هناك فقط بعض الاتصالات المهمة والمكثفة للقنصلية وسعادة السفير ورجاله مع بعض رجال وأسر المقربين من النظام السابق الراغبين فى عمل بيزنس وشراء العقارات والإقامة فى لوس أنجلوس وبعض الشخصيات الانتهازية المعروفة للجالية من أصحاب المصالح الخاصة مع النظام السابق والتى تسعى دائما للالتفاف ومحاصرة واحتضان جميع السفراء والقناصل على تاريخ الساحل الشرقى والغربى للسفراء والقناصل المصريين فى الولايات المتحدة. بحثا عن مصادر جديدة خفية للتواصل مع بعض الشخصيات المهمة فى القاهرة من رجال النظام السابق لضخ الأموال الهائلة وكيفية إخفائها واستثمارها فى الولايات المتحدة.
وليس بخفى لأحد هنا أن سر الأموال المهربة وشراء العقارات الفخمة فى لوس أنجلوس وبوسطن ونيويورك وبعض المدن الأمريكية الأخرى التى مازالت يفتش عنها النائب العام ورجاله يعلم به جيدا رجال مبارك والحزب الحاكم فى الولايات المتحدة ويسأل فى ذلك هشام النقيب وبعض الدبلوماسيين العاملين فى سفارة واشنطن وقنصلية لوس أنجلوس؟
والسؤال هنا لأبناء الجالية المصرية فى لوس أنجلوس والولايات المتحدة وللسيد وزير الخارجية وسعادة رئيس الوزراء، إلى متى الصمت على الفساد والإهمال والاستهتار وسوء الخدمة، ولماذا لاتتم مناقشة هذه الأمور المهمة بوضوح وعدالة وصراحة تامة ومعاقبة المسئول عن الفساد والإهمال إن وجد مذنبا. وإعطاء الفرص لشخصيات جديدة مؤهلة دبلوماسيا وعلميا تجيد فنون التعامل والاتصالات والعلاقات العامة فى عواصم مهمة فى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، ولماذا الإبقاء على المجاملات السخيفة لهذا أو هذه لأنهم واسطة فلان بيه أو علانة هانم بإرسال موظفين لا عمل لهم سوى التسكع فى هذه العواصم والقيام بالمشتروات والهدايا لأسرهم وبعض الشخصيات الكبيرة التى رشحتهم لهذه العواصم المشهورة والمهمة، فى وقت تقلل فيه الأمم الغنية والمتحضرة من عمالتها ونفقاتها، فلسنا أعظم من الولايات المتحدة وفرنسا وإنجلترا وألمانيا وإسبانيا وغيرها الكثيرمن دول العالم المتحضر.
إننا على أعتاب مرحلة جديدة فى تاريخ أمتنا العظيمة، وأهم ما فى هذه المرحلة فى هذا الوقت هو المصارحة والوضوح والاحترام لكى نتمكن جميعا فى الداخل والخارج من محاصرة فيروس الفساد والإهمال والرشوة والقضاء عليه حتى لا يعوق تقدم مسيرتنا وهدم روح ومبادئ الثورة الجميلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.