«تجويع الشعوب».. هو أخطر أسلحة المناخ للإذلال والتسلط والقهر، فالغذاء عند المستعمرين وقوى الشر فى عالمنا المعاصر سلاح سياسى مستخدم ببراعة وبلا ضمير فى تدمير سيادة الشعوب لإخضاعها والسيطرة والهيمنة عليها، وكل ذلك يحدث الآن وبمنتهى الوقاحة فهناك جفاف فى كوريا الشمالية بفعل فاعل! وتدمير محصول القمح ومجاعة فى روسيا بأيد بشرية! وموريتانيا وزيمبابوى وفيتنام والصين وغرب أفريقيا تدفع الثمن بسبب الجفاف والتصحر! إنها حروب المناخ التى تهدد بمجاعة عالمية البداية كانت فى تطوير «أسلحة المناخ» بالتجارب التى أدت إلى التحكم فى الطقس و«حركة السحب» وهو ما يعرف «باستمطار السحب» سواء فى مكانها أو دفعها نحو منطقة أخرى تعانى من «الجفاف»، أو كسلاح لإيقاع كوارث بإحداث أمطار مستمرة لا تنقطع أو سيول وأعاصير مدمرة فى منطقة ما من العالم، والمحزن أنها بدأت كأبحاث وتجارب تستخدم فى الأغراض السلمية، وبعد أن نجحت أغرت الفكر الشيطانى لقوى الشر العالمية باستخدامها كسلاح تخريب وتدمير وإغراق وهلاك للهيمنة والسيطرة على أى دولة تتمرد على الإطار المرسوم لها، ويكفى أن الرئيس الأمريكى السابق «بوش الابن» قال: «من ليس معنا.. فهو ضدنا»! وأصبح التحكم بالمناخ هو أخطر سلاح لإخضاع العالم للإمبراطوريات الديكتاتورية والاستعمارية! يقهرون «كوريا الشمالية».. بالجفاف! نجحت للأسف الشديد التجارب العدوانية للتحكم فى حركة السحب فى كوريا الشمالية، ويؤكد ذلك ما تشهده من «مواسم الجفاف» التى عرضت ومازالت دولة كوريا الشمالية لخطر المجاعة، وذلك بممارسة أحط درجات الضغط بهدف دفعها للتخلى عن امتلاك برنامجها النووى للأغراض العسكرية، نفس الضغوط الحقيرة يمارسونها على «إيران» بإحداث «إعصار جونو» الذى فشل وضل طريقه وأصاب موقعا خارج دائرة الاستهداف، حيث ضرب «سلطنة عمان» فى يونيو 2007، رغم أن هناك من علماء المناخ من يرى أنه كان يستهدف الساحل الإيرانى ولكنه فشل! ولكن لماذا «كوريا الشمالية وإيران»؟ لأنهما على قائمة الدول المارقة والمتمردة من وجهة نظر أمريكا! والعجيب أن أمريكا لا تهدأ بل هى ضالعة ومستمرة فى إجراء تجارب علمية مميتة لاستخدامها كسلاح مناخى مدمر وهى تجارب بالغة السرية ويصعب كشف أسرارها وتقنياتها الحربية! يبدو أن أمريكا الشيطان الأعظم فى العالم لأن من المعروف عالميا أنها لجأت إلى استخدام الأمطار وتكنولوجيا تحريك السحب لتغطية خطوط الإمداد أثناء حرب فيتنام، حيث تعتمد التكنولوجيا الحديثة جدا على استخدام ترددات كهربائية مكثفة وعالية جدا وتوجيهها بأشعة الليزر، وأشارت الكثير من التقارير العلمية لجهات مختلفة إلى أن هذه التكنولوجيا قد استخدمت ضد «فنزويلا» حيث أدت إلى جفاف شديد وتدمير المحاصيل الزراعية وزحف التصحر فى عام 2009 بهدف زعزعة نظام حكم الرئيس الفنزويلى «هوجو شافيز» الذى تتهمه أمريكا بأنه ديكتاتور! ويتهم خبراء وعلماء البيئة فى فنزويلا الأمريكان بأنهم وراء التلاعب وإحداث التغيرات المناخية المدمرة، وأن السلاح الأمريكى يعبث فى مكونات المناخ لإثارة الزلازل مما أدى إلى وقوع «زلزال هايتى» وكذلك التسبب فى الفيضانات والسيول والأعاصير والجفاف. أمريكا تدمر «القمح الروسى»! فجر العالم الروسى «أندريه أرشيف» نائب مدير مؤسسة الثقافة الاستراتيجية فى عام 2010 قضية عالمية بالغة الخطورة، عندما قال إن الولاياتالمتحدةالأمريكية ربما استخدمت «أسلحة تغيير المناخ» لتعديل درجة حرارة الجو والتأثير على المحاصيل الزراعية فى «روسيا» ودول وسط آسيا، وأضاف: إن «أسلحة المناخ» ربما وصلت إلى الهدف المقصود منها لإثارة الجفاف والقضاء على المحاصيل وإحداث مظاهر غير طبيعية فى بعض الدول وهو ما حدث فى بلاده، وفى تصريح خطير أثار دهشة العالم ما قاله العالم الروسى «إلكساندر فرولوف» مدير مكتب الأرصاد الروسى: «إن لدينا سجلات مناخية تمتد عبر الألف عام الماضية، والأراضى الروسية لم تشهد حدثا مماثلا من حيث الحرارة والجفاف والحرائق، فروسيا التى اعتاد سكانها أن تكون درجات الحرارة فيها أقل من «الصفر» ارتفعت لتفوق الأربعين درجة مئوية» وهى أعلى معدل تصل إليه خلال الألف سنة الأخيرة، ولهذا فإن إنتاج روسيا من القمح والحبوب سوف ينخفض بمقدار الثلث»، وعلى الفور أعلن «فلاديمير بوتين» رئيس الوزراء عن حظر تصدير القمح الروسى، مما أدى إلى ارتفاع أسعار القمح عالميا بمستوى لم يسبق له مثيل مهددا بحدوث مجاعة عالمية، وهو ما يدعونا للاندهاش لأن روسيا هى ثالث أكبر منتج ومصدر للقمح والحبوب فى العالم. المؤامرة! كشف العالم الروسى «أندريه أرشيف» عن فكرة «المؤامرة» عندما قال: «ربما تكون أمريكا قد استخدمت أسلحة تغيير المناخ لتعديل درجة حرارة الجو فى روسيا» مما أثار العديد من الشكوك حول برنامج لبحوث التردد العالى تقوم وزارة الدفاع الأمريكية بتمويله، والهدف المعلن من هذا البرنامج هو تحسين تكنولوجيا الاتصالات والمراقبة وتحديد مواقع أى صواريخ، ولكن العالم الروسى يشكك فى هذا الهدف المعلن ويعتقد أن الهدف الحقيقى هو خلق نوعية جديدة من أسلحة المناخ للدمار الشامل لزعزعة الأنظمة البيئية والزراعية فى بعض الدول، ويكفى أن روسيا دفعت ثمنا فادحا لهذه الكارثة المناخية بارتفاع درجة الحرارة، مما أدى إلى حرائق كبيرة وسحب دخان خانقة وسيارات إسعاف تجوب الشوارع لدرجة أن مشرحة العاصمة موسكو امتلأت عن آخرها بجثث الضحايا، كما تم نقل أكثر من عشرة آلاف طفل روسى» إلى مخيم الرواد الذى تملكه روسيا على ساحل البحر الأسود فى بلغاريا، وبسبب غموض الأزمة الروسية التى شملت ارتفاعا غير مسبوق فى درجات الحرارة وجفاف الأرض وهلاك المزروعات والمحاصيل وحرائق الغابات والدخان الخانق، قال عالم البيئة الروسى «ميخائيل كابانوف»: إن الكارثة المناخية المروعة فى روسيا قد تمثل مقدمة لكارثة بيئية عالمية، وكارثة نووية مرعبة، عندما اقتربت الحرائق من أحد المجمعات النووية الروسية حيث سيطر الذعر والهلع على كل الدول المجاورة ودول وسط آسيا، خاصة أن الغبار النووى والضحايا بسبب انفجار مفاعل تشيرنوبيل مازال عالقا فى الأذهان. كوارث مناخية غامضة! هناك شىء غريب يحدث فى العالم.. هناك مؤامرة لم تتضح فصولها كاملة حتى هذه اللحظة! لأن لا يمكن إطلاقا إلا أن تكون هناك أيد خفية شريرة وعوامل مشتركة وراء هذه الكوارث بين ارتفاع حرارة وحرائق روسيا والجفاف فى فيتنام وموريتانيا وزيمبابوى، حيث تتغير مواقع أحزمة المطر وتضرب موجات الجفاف أفريقيا لمواسم وسنوات مستمرة على التوالى، ويكفى أن زحف الصحراء فى «موريتانيا» على سبيل المثال كان سريعا خلال الثمانينيات، لدرجة أن البيوت والمتاجر دفنت تحت الكثبان الرملية المتحركة، وأن الأراضى الجافة التى تشكل (18%) من مساحة اليابسة فى الدول النامية و(25%) فى أفريقيا هى الأكثر تعرضا للتصحر والكارثة أنها تضم أكثر من (300 مليون نسمة)، وفى دراسة مهمة مشتركة بين معهد موارد العالم الطبيعية، والمعهد الدولى للبيئة والتنمية، وبرنامج الأممالمتحدة للبيئة، تحذر من أن الأراضى الجافة فى العالم النامى على وشك مواجهة أزمة حادة، إذ تتراجع الآن بشدة إنتاجية ما يقدر ب(60%) من الأراضى الجافة المزروعة بالمحاصيل، و(80%) من الأراضى الجافة المستغلة كمراع بسبب الاستغلال المفرط لها نتيجة للجفاف والتصحر لسنوات طويلة، وفى «زيمبابوى» أدى جفاف المحاصيل إلى احتياج نحو (5,2 مليون مواطن) إلى إعانات غذائية عاجلة، كما أسفرت موجة الجفاف عن تهديد حياة نحو 10 ملايين إنسان فى غرب القارة الأفريقية خاصة فى دول النيجر وتشاد ومالى ونيجيريا وبوركينا فاسو، كما ضربت فيتنام موجة من الجفاف هى الأسوأ فى المائة عام الماضية أدت إلى فقدان 100 ألف هكتار من مزارع الأرز، وحتى الجفاف فى الصين هدد حياة 11 مليون نسمة.. وهكذا للأسف الشديد أصبحت الأسلحة المدمرة بتكنولوجيا الهندسة المناخية فى خدمة حروب المستقبل من أجل السيطرة والهيمنة على دول العالم.