تمر هذا الأسبوع خمسة وعشرون عاما علي رحيل أستاذي جمال كامل هو أحد رواد فن البورتريه في مصر، قضي ما يقرب من أربعين عاما يقدم رسوما للصحافة، حيث عمل بدار روزاليوسف منذ عام 1950، كانت أعماله ثورة في فن الرسم الصحفي حيث احتوت علي القيم الفنية العالية، وذلك من حيث التكوين والتعبير والدقة واستعمال الألوان بجرأة وحرية، وقد حقق المعادلة الصعبة ما بين الالتزام بالتعبير الجمالي والواقعي، قدم رسومه المميزة للقصص وكانت أغلفته الجميلة لمجلتنا صباح الخير والتي كانت بورتريهات يرسمها مباشرة من الموديل بألوان الزيت والباستيل ويقضي في إبداعها أياما. تخرج جمال كامل في كلية الفنون الجميلة عام 1948، تتلمذ فيها علي الفنان أحمد صبرة رائد فن البورتريه الذي علمه الاهتمام الشديد بالرسم من حيث النسب والضوء والظل وبناء الكتلة أو الفورم والتعبير بالبقع اللونية، ولذلك كان الإحساس بالصرحية هو الصفة المميزة لأعمال جمال كامل، كانت شخوصه التي يرسمها تبدو لنا في ثقل وأبعاد بارزة وتظهر كتماثيل ملونة تبرز من سطح اللوحة، يصيغها بألوانه الدافئة الجميلة ولمسات فرشاته الحية ويرجع اهتمامه بالكتلة لتأثره بالفنان الفرنسي سيزان الذي أحبه كثيرا وكان يراه أهم فنان في تاريخ الفن. سجل بريشته مشاهير الفن والثقافة في عصره مثل عبدالحليم حافظ وعادل إمام ويوسف شاهين وفتحي غانم وإحسان عبدالقدوس.