منذ سنوات طويلة تناول أستاذنا مفيد فوزى شخص رئيس وزراء مصر الدكتور عاطف صدقى بالنقد قائلا.. لو أن رئيس الوزراء كان متربى سياسيا لفعل كذا وكذا ولو أنه صاحب حس سياسى لعمل كيت وكيت.. وقامت الدنيا ضد الأستاذ ومنعوا ظهوره فى برنامج «غدا تقول الصحافة» ثم حدث أن صفا الجو وعادت المياه إلى مجاريها.. واليوم أتذكر كلمات الأستاذ مفيد ونحن نعيش عصر رئيس وزراء لايهش ولاينش رجل عديم الطعم واللون والرائحة معدوم الكاريزما كل مؤهلاته أنه ذهب ذات يوم ليطل على ثوار يناير فى محلهم المختار بميدان التحرير فإذا به ينتخب من قبل الثوار ممثلا لهم فى مجلس الوزراء.. وبالطبع كان خيارا غير معقول وبلا منطق أو مبرر وعندما يأتى رئيس وزراء بالمصادفة فعليك أن تتوقع كوارث متلاحقة متتالية بلا نهاية وفى عهده الميمون تم تدمير ثلاث كنائس وانطلقت عدة هبات قبطية معلنة الغضب فى وجه الجميع، ولم يحرك الرجل ساكنا واكتفى بالمشاهدة والمتابعة والمراقبة تماما مثلنا، ولكن ما أحلى المكان والموقع والمحل الذى تفرج منه الرجل على الحدث.. لقد شاهد صاحبنا المسائل كلها من موقع رئيس الوزراء فهو يعتلى أكبر منصب تنفيذى فى البلاد ويحرسه جنود ومخبرون وتتقدم موكبه سيارات وموتوسيكلات ويأتمر بأمره الوزراء والكبار من أهل المسئولية فى البلاد ولكن.. وعلى الرغم من ذلك كله فإن الرجل منزوع الكفاءة خال من الكليسترول السياسى لاناقة له ولاجمل فى مسألة الحكم.. ولو أننى العبد الفقير إلى الله كنت مكان هذا الرجل لأخذت ديلى فى سنانى وطيران على ميدان التحرير ولحشدت الناس والدولة فى مسيرة سلمية من أجل إعادة أجواء 25 يناير التى كان فيها المواطنون المسيحيون يحمون ظهور إخوانهم المسلمين وهم يصلون لله الواحد الأحد بينما عساكر الأمن المركزى نازلة طحن فى الجميع.. أين هذه الروح التى أعادتنا إلى الزمن الجميل الذى كان فيه المواطن مصرى سواء كان مسيحيا أم مسلما.. فى طفولتنا كان أعز الأصدقاء من إخواننا المسيحيين وفى أيام الحرب المقدسة فى السادس من أكتوبر عام 73 كان المسلم والمسيحى يهتفان ذات الهتاف على طول خط المواجهة مع إسرائيل.. الله أكبر.. وكان إخواننا المسيحيون وذلك بشهادة زملائهم المسلمين يمتنعون عن تناول الطعام مشاركة فى الصيام لإخوانهم المسلمين.. ويا سعادة رئيس الوزراء.. لقد أتيحت لمعاليك عشرات الفرص الذهبية لتثبت لشعب مصر أنك أهل لهذا الاختيار الذى جاء من ميدان التحرير ولكن أسمح لشخصى الضعيف أن يؤكد لسعادتك أنك تجاوزت كل أعداد الفرص الممكنة وأنك رسبت فى كل المواد والفرصة الوحيدة والممكنة هذه الأيام يا سعادة رئيس الوزراء أقولها لسعادتك بالصراحة اللى فى زماننا وفيرة.. هى فرصة تقديم الاستقالة وياريت يا عمنا تسحب معاك أخوك وزير الداخلية الرجل الذى نجح كمدير للأمن وأثبت مثلك فشلا ذريعا فى عملية إدارة الأزمات كوزير داخلية بل دعنى أقول أن وجودك مع أخونا العيسوى هو بمثابة زيادة فى عدد الأزمات.. ولهذا فإننى استحلفك بالغالى أن تسعد شعب مصر وتنهى هذه الأزمة وتقطع هذه العلاقة التى سوف تكلفك ورقة وقلما.. قدم استقالتك.. واخرج من المشهد السياسى بأكمله.. وساعتها سوف أضمن لك أن تدخل التاريخ.. كرجل جاء فى المكان غير المناسب فى الوقت غير المناسب واكتشف فى التوقيت غير المناسب أن وجوده أصبح عبئا على الناس وعلى المجلس العسكرى فى ذات الوقت ياعم عصام شرف.. باسم الضحايا الذين استشهدوا فى عهدك.. نسألك الرحيل؟!