صدمت لما أرى، هزل إعلامى منفلت، هزل إعلامى عشوائى لدقة التعبير انقلب الإعلام مرئى ومقروء إلى البابارتزى، البحث عن فضيحة، وكأن من يفضحون النظام السابق الفاسد، لا فضيحة لهم، تبجح ووجه مكشوف لا مثيل له أرى عبر الشاشة الخطيرة المؤثرة فى وجدان شعب طيب غير مثقف مزايدة علنية من يفضح أكثر، يقبض أكثر، بعض من هذه البرامج غسيل وجه قبيح لمقدم البرنامج خصوصاً لو كان من نجوم النظام السابق، ويحاول الحفاظ على نجوميته فى النظام الحالى لو كان هناك نظام حالى أرى كما هائلا من الصحفيين والكتاب يتسابقون، ولا أعرف بأى أمارة، يتسابقون على تقديم برامج والمقابل بالملايين لو تعلمون وانتظر ماذا يقدمون، هرش مخ، كثير من الأكاذيب والأقاويل المرسلة بلا مستند رسمى وبلا تحقيق تليفزيونى، المتعارف عليه عالمياً، إعلامى وهذا هو اللفظ الجديد، يستلم الكاميرا ويستلمنا ويبدأ فى السرد ثلاث ساعات يامحترم أو يزيد تستمع لمونولوج من شخص واحد لا يحمل أى مؤهل تليفزيونى يجعله يفعل بنا ذلك دون ضمير، وأصبح من يقدم البرامج إما مونولوجست أو أشارجى مرور يدير الحوار بين ضيوفه بجهل أحسده عليه لا سمة ولا وجه إعلامى ولا صوت ولا حتى لغة عربية أو عامية سليمة، يمسك بطرف الحوار ويبدأ اللغو الكلامى، بلا هدف واضح لدينا سوى أنه يقدم الإثارة ويمثل علينا أنه يعرف أدق الأسرار بالطبع كل من يستطيع الرد عليه إما مسجون أو هارب أو متخف فى بيته كافى خيره شره، هذا هو الإعلام المصرى المرئى هزل ومهزلة وضحك على الذقون، والأموال تتناثر على رءوسهم أما وجوههم الإعلامية فلا يمكن أن نتحمل الجهل مع القبح، صحيح أن هناك إعلاميين لا يتمتعون بالوسامة كلارى كينج وأوبرا وينفرى إلا أن البرنامج وما يسردونه ويقدمونه لنا ننسى معهم هذا العيب الخطير، وفى مصر فقط عبر هذه النقطة بموهبته، الأستاذ هيكل والأستاذ مفيد فوزى والأستاذ حمدى قنديل، أما فيما نرى فلديك هذه الأنواع، المذيع الأحمق والمذيع العبيط الذى يصدر لنا كل وقت أنه مش فاهم وأن القدر والصدفة لعبت دورها ليجلس أمامنا، ومذيع متكلف ومذيع مدعى الثقافة ومذيع متختخ ومذيع نحنوح ومذيعة نحنوحة ومذيعة تختوخة ومذيعة بلا عقل وبلا أذن وبلسان فقط، هذا هو إعلامنا المرئى، وكلمة مذيع السابقة تخص الإعلاميين أى ممن كانوا أو مازالوا يمتهنون الكتابة الصحفية أو الأدبية أو الأكاديمية الإعلام المصرى يمر بحالة سيولة لا مثيل لها وأغلقت الأبواب بحكم الشلة والمصالح المشتركة على الموهوبين، لذلك لن ينتج عندنا سلوى حجازى من جديد ولا ليلى رستم ولا حتى طارق حبيب، الإعلام عندنا الآن ملطخ يداه بالهدم ودم تصفية الحسابات وغسيل السمعة التى تسبقهم ونعرفها جميعاً، ليس لدينا أى خطط إعلامية ولا هدف إعلامى ولا قضية، لا نفكر فى بناء مجتمع ولا تأكيد أصولنا المصرية العتيدة ولا حتى إعلام للمستقبل أو حتى للتعليم والتثقيف والترفيه، إعلام مصر الآن. بعد الثورة إعلام برائحة الدم عشوائى، هات فضيحة ونجم واطلع على الكاميرا، إعلام لا يعرف حجم وخطورة الأمة المصرية، إعلام أفراد وأجندات ومصالح وبيزنس وغسيل أموال وغسيل سمعة، ولو استمر الحال هكذا، سنقف مكاننا لا نتحرك إلا للوراء ويزداد الإحباط وأنه لا أمل فى المستقبل، حرروا عقولكم وارحمونا من هذا العبث يرحمكم الله وكفى ما أخذتموه من أموال لكم ولأولادكم كفانا هزل!!