«هيلا هيلا هيلا ياللا يابلديا شمر دراعاتك الدنيا أهيه ونعود ونغني ع السمسمية ليكي يامدينتي ياللي صمدتي يابيوت السويس يا بيوت مدينتي أستشهد تحتك وتعيشي إنت». هل يمكن أن ينسي مصري طعم اسم «السويس» الغالي أيام حرب أكتوبر 1973 حين حاول الإسرائيليون احتلالها بعد أحداث الثغرة وأن يقطعوا منها الطريق إلي القاهرة، فجاء صد العدوان علي يد رجالها الأبطال في المقاومة الشعبية بقيادة الشيخ «حافظ سلامة»، هل يمكن أن ننسي كيف كنا نتلهف علي سيرتها وتقشعر منا الأبدان مع شجن صوت الفنان الراحل «محمد حمام»، باللحن العبقري لإبراهيم رجب ومذاق كلمات عبدالرحمن الأبنودي حين كنا نسمع أغنية «يابيوت السويس». استشهد والله وييجيي التاني فداكي وفدا أهلي وبنياني وأموت وياصاحبي قوم خد مكاني دي بلدنا حالفة ماتعيش غير حرة إنها الحرية التي من أجلها صدت المدينة محاولة الإسرائيليين إحتلالها خلال حرب أكتوبر 1973 حين قام رجال الشرطة فيها خلال ذلك الوقت مع رجال المقاومة الشعبية في السويس ومعهم رجال منظمة سيناء العربية بهزيمة القوات الإسرائيلية اعتمادا علي السلاح الخفيف، ومنعوهم من احتلال المدينة عبر عمليات مبهرة من المقاومة. مما جعل الجنرال حاييم هرتزوج - الرئيس الإسرائيلي فيما بعد- يسجل في كتاب له: (إن الكتيبة المدرعة التي دخلت السويس عام 1973 وكان عددها 24 دبابة قد قتل أو جرح عشرون قائد دبابة من قادتها الأربعة والعشرون). إنها «السويس»، الاسم نفسه الذي كان يدوي في الدنيا مع حرب السويس المعروفة بالعدوان الثلاثي عام 1956 . في «السويس» الاسم نفسه أيضا الذي ارتسم في ذاكرتنا مع حرب الاستنزاف بعد حرب1967 حيث تحمل أهلها مع إخوتهم من أهالي مدن القناة عبء التهجير، إلي أن رفرف اسم «السويس» بحروف من نور مع انتصار المقاومة الشعبية علي الجيش الإسرائيلي خلال حرب أكتوبر 1973. ثم في ثورة 25 يناير تفتحت فيها البشاير حيث كانت السويس هي السبّاقة في إشعال الحالة الثورية حتي من قبل 25 يناير بأيام. فيا كل من يتعامل مع إخوتنا في السويس عليكم أن تتذكروا أن رجالها البواسل قد قاموا بحمايتها وحماية الطريق إلي القاهرة ضد الصهاينة عام 1973 وأن كل هذا العبير القادم من التاريخ لا بد أن يفجر في وجداننا آيات التبجيل والاعتزاز والاحترام لمجرد ذكر اسم مدينة «السويس»، فما بالنا وقد قدمت في الثورة أول شهداء المقاومة الشعبية. إنها المدينة التي رددنا من خلف رجالها علي السمسمية ما كتبه المجاهد والخطاط والرياضي «كابتن غزالي»، مؤسس فرقة أولاد الأرض الشهيرة، التي كانت تبعث بروح المقاومة والأمل عبر العديد من الأغنيات الجبارة بعفويتها وصدقها، والتي مازالت قادرة اليوم علي تجديد الامل، حيث نغني معهم من جديد: «فات الكتير يا بلدنا / ما بقاش إلا القليل/ إحنا ولادك يا مصر/ وعينيكي السهرانين».