«معروف لكل زملائي الصحفيين أنني لا أدلي بأحاديث صحفية، لكني فوجئت بصوري في جريدة أسبوعية مع حديث طويل، ألقي فيه المحرر بالأسئلة وتفضل هو مشكوراً بالإجابة عنها أيضاً، ولن أشير إلي اسم الصحيفة ولا اسم المحرر الذي لم أر وجهه إطلاقاً، ولا حتي سمعت صوته في التليفون وسوف أتجمل بفضيلة التسامح هذه المرة فقط، خصوصاً أن الكلام المفبرك علي لساني كله استظراف غلس غلاسة أغلب الكوميديا في التليفزيون، وقانا الله جميعاً شر الاستظراف والزغزغة والضحك بالإكراه والفبركة». كان هذا بالضبط ما كتبه الأستاذ الكبير المحترم الصادق حتي النخاع أستاذي الرائع - ولو عن بُعد - أحمد رجب في زاويته الشهيرة «نص كلمة» بالزميلة الأخبار صباح يوم 21 يونيو 2011. ومن حق الأستاذ «أحمد رجب» أن ينزعج ويندهش والمؤكد أنه غضب لهذا الكذب البالغ الرداءة، وتلك الفبركة التي غاب عنها دقة الصنعة، ولا أدري ماذا فعلت الصحيفة مع محررها الكذاب، وكيف فات علي رئيس التحرير وهو يعلم أننا لم نضبط أحمد رجب يوماً وهو يدلي بحديث صحفي أو حديث تليفزيوني، بل إنه عازف تماماً عن الظهور في حفلات المهيصة وندوات الهمبكة التي أصبحت بمعدل ندوة لكل خمسة مواطنين وحفلة لكل عشرة مواطنين واحتفالية لكل عشرين مواطنا، كيف فات علي مسئولي الصحيفة أن يطلبوا من المحرر شريط التسجيل الذي سجل فيه الحوار. وما الذي فعلته نقابة الصحفيين تجاه هذه الواقعة الفادحة، وغيرها من مئات الوقائع الفاضحة في فبركة الأخبار والحوارات لا أدري؟! ياعزيزي الأستاذ «أحمد رجب» لست وحدك الذي تعاني من الفبركة، فمصر كلها الآن تعيش زمن الفبركة! نعم مصر كلها الآن تعاني من أمثال هذا «المفبركاتي» في كل مجالات الحياة من السياسة إلي الاقتصاد، ومن الأدب إلي الفن ومن الرياضة إلي باب حظك اليوم!! ولا يتورع هؤلاء «المفبركاتية» عن كتابة كل ما يخطر علي بالهم من فبركات وافتكاسات، مرة دفاعاً عن ثورة 25 يناير الرائعة والعظيمة، ومرة هجوماً علي نظام سابق مخلوع كانوا هم أول من يكتبون عنه الملاحم والمطولات والمسلسلات! وفي ظل هذا المناخ المرتبك لا أستبعد أن أقرأ يوماً في صحيفة ما أو مجلة ما حديثاً أو حواراً صحفياً مع «سعد زغلول» أو «مصطفي النحاس» والحديث كله هجوم علي الرئيس السابق وأسرته!! مع أنهم يستحقون الهجوم علي ما ارتكبوه ونسب إليهم!! وربما نقرأ حواراً أجراه أحد هؤلاء المفبركاتية مع زعيم الاقتصاد المصري العظيم «طلعت حرب باشا» - زعيم ثورة سنة 1919 - الاقتصادي وهو يهاجم أحمد عز ورشيد محمد رشيد ود. يوسف بطرس غالي لأنهم كانوا عقبة رئيسية في طريق أحلامه الاقتصادية! ياعزيزي الأستاذ «أحمد رجب» لعلك تعرف - وأنا أعرف - أن أزمة الكذب الآن أنه كذب غير صادق، كذب مزيف، كذب مسلوق، وليس مثل كذب المبدعين الحقيقيين الذين ينطبق عليهم القول: أعذب الشعر أكذبه! ربما تتفق معي أن الكذاب - وأرجو أن تعاود قراءة رواية المبدع الرائع عم «صالح مرسي» الكذاب لتعرف الفرق الذي شكوت منه في زاويتك الرائعة! وما أكثر الهراء والسخافات الكاذبة والمفبركة التي نقرأها الآن ونشاهدها مرة باسم الدستور أولا ومرة باسم الانتخابات أولاً، ومرة باسم المحظورة ومرة باسم المحظوظة. معك حق، ألف حق ياأستاذ ياكبير عندما ختمت كلماتك المكتوبة بحبر الصدق: «وقانا الله جميعاً شر الفبركة»!!