أكد دكتور عصام الشماع مخرج ومؤلف فيلم الفاجومي المأخوذ عن قصة حياة الشاعر أحمد فؤاد نجم ل«صباح الخير »أنه لم يستغل ثورة 25 يناير وأضاف مشاهد منها لمجرد الاحتفاء بها فقط، كما تحدث الشماع عن تفاصيل الفيلم وكيفية اختيار الأبطال وثورة الجياع التي عرضها بالفيلم وانتهت بعدها ظاهرة نجم والشيخ إمام، كما دافع عن عدم تعرضه لعصر الرئيس السابق حسني مبارك بالفيلم واكتفائه بعصري الرئيسين عبد الناصر والسادات. • نبدأ من النهاية الشائكة للفيلم وهي عند ثورة الجياع عام77 والتي أطلق عليها الرئيس أنور السادات انتفاضة الحرامية وبعدها مباشرة انتقلت مباشرة إلي ثورة 25 يناير 2011 لماذا أقحمت ثورة 25 يناير في العمل؟ لم أقحمها ولكن هذا احتفاء مني بالثورة وتحية تقدير لها، وسبب انتهاء الفيلم عند ثورة الجياع لأن ظاهرة الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم انتهت في عام 77 والظروف السياسية هي التي أنجبت هذا الثنائي اللذين اشتركا في الصدمة الكبري 67 وانتهت في عام 77، وانتهت ظاهرة المقاومة المحتجة وهي «غناء = قمع» «غناء = سجن» «غناء = سجن» وبعد ذلك تحول ل «غناء = فلوس» و«غناء = رخاء»، وأيضا كانت تحية لأحمد فؤاد نجم الذي تنبأ في أغنية «كل ما تهل البشاير من يناير كل عام» بالثورة، فلذلك أخذت مشاهد من الثورة وأضفتها للفاجومي ولم آخذ مشهدا واحدا حدث بعد الثورة لكي لا يقال أنني استغللت الثورة، وفي الفيلم كله جميع المشاهد حقيقية وتعتبر توثيقا لجميع الأحداث ومنها ثورة الجياع وعرضت من خلال الفاجومي الجرائد التي عرض فيها عام 77 غلاء بعض السلع غير الضرورية وبين السطور يقول الخبر غلاء أنبوبة البوتاجاز، وبالتالي سيترتب عليه غلاء جميع السلع الضرورية وليس كما قالوا غير الضرورية وعرضنا خناقة قامت بين الناس علي أنابيب البوتاجاز وهذه كانت حقيقة وحدثت بالفعل. • تقدم قصة حياة أحمد فؤاد نجم ولكنك اقتصرت علي تقديم عصري الرئيسين السادات وعبد الناصر وتجاهلت عصر الرئيس السابق مبارك.. لماذا ؟ وهل كان لخوفك من الرقابة لأن الفيلم انتهيت من كتابته قبل الثورة؟ - لم أخف من شيء إطلاقا ولكن كما ذكرت الظاهرة انتهت عام77 ظاهرة الشعر المقاوم فقط. • قاطعته: لكنك تقدم الفيلم عن حياة الفاجومي وهو مازال علي قيد الحياة وعاصر الرئيس السابق مبارك؟ - بعد هذه الفترة عاش نجم شاعرا وليس مقاوما فهو لم يسجن في عصر الرئيس مبارك، ولكن حدث العكس كثيرا في العصرين السابقين مثل قصيدة «خبطنا تحت بطاطنا» «ونيكسون بابا». • معني ذلك أنك تلغي عصرا كاملا ولا تقدم أي شيء عنه؟ - لم ألغه ولكن أنا قدمت الظاهرة وما قدمه نجم بعد 77 ليس مهما، وصانعو الفيلم رأوا أننا نقدم نجم والشيخ إمام وأنا كان يهمني أن أقدم حكايات وطن أكثر من حكاية شخص، وعندما عرف أحمد فؤاد نجم أنني أنهيت الفيلم في هذا الوقت لم ينزعج تماما، لكنه يعرف تماما أنه لم يقدم شيئا مهما بعدها. • هل اكتفيت بمذكرات نجم التي نشرت أم أنك استعنت بتفاصيل أخري؟ - بالفعل لم أكتف بالمذكرات فقط وكنت دائم التواصل مع «الفاجومي» وهناك مشاهد حقيقية تم عرضها بالفيلم تذكر لأول مرة مثل مقابلة نجم لوزير الداخلية شعراوي جمعة بالسجن أثناء اعتقاله، وقدم له وقتها عصير ليمون، ومشهد آخر يجمعه أيضا بوزير الداخلية عندما سجن بعد وفاة الرئيس عبدالناصر وحاول نجم أن يدخل له الزنزانة ووجده جالسا بالروب وأعطي له قرصا وشايا بلبن، هذه التفاصيل الدقيقة لا يعرفها أحد إلا نجم ولم يذكرها في المذكرات وأيضا مشهد أمه حين زارته في سجنه بعد وفاة عبد الناصر وكانت تبكي بشدة وكان يقول لها نجم: لماذا تبكي عليه وهو الذي اعتقلني؟ فقالت له الأم: «اسكت يا تافه عبد الناصر كان عمود الخيمة وعمود الخيمة انكسر بكره تعرف أنت واللي زيك مين انهارده مات». • تقول إن كل شيء بالفيلم موثق؟ لماذا ذكرت أن «نجم» تزوج مرتين فقط وهو في الحقيقة تزوج ثماني مرات؟ - الفن انتقاء وأنا أخذت ما يفيد السيناريو. • الشيخ إمام كلنا نعرف أنه عاش ومات فقيرا وبالفيلم وجدناه يرتدي نظارة سوداء ماركة ريبان .. كيف لا تلتفت لمثل هذه التفاصيل؟ - الشيخ إمام علي الرغم من فقره الشديد إلا أنه كان أنيقا للغاية وكان يرتدي نظارات ماركة الريبان والبرسون وأنا جلست معه كثيرا ورأيتها بنفسي وأنا أؤكد لك أنه لا يوجد أخطاء بالفيلم. • ظهرت الشخصيات الحقيقية بالفيلم بأسماء مختلفة .. لماذا؟ - لأني أريد أن أقول أن الذي يهمني منهم ليس حرفية تاريخهم ولكن ما يهمني أحداث الوطن. • أم كنت تريد أن تبتعد عن مشاكل الورثة فيما بعد فقررت أن تظهرهم بأسماء مستعارة؟ - إطلاقا .. أنا قدمت الفيلم من وجهة نظر شخص واحد فقط وهو أحمد فؤاد نجم غير أن الشيخ إمام ليس له ورثة قانونيون. • كيف تم اختيارك لأبطال «الفاجومي»؟ - التقيت بالمنتج حسين ماهر وهو كان اشتري مذكرات نجم من عشر سنوات وكانت هناك محاولات أن يقدمها ولكن لم تنجح هذه المحاولات والتقيت به مؤخرا وعرضت عليه أن يقدم «الفاجومي» وبعد ذلك قمت باختيار النجمين خالد الصاوي وصلاح عبد الله لأنهما لديهما عمق فكري كبير ويعرفان معني الشعر ولديهما معلومات سياسية جيدة ولديهما وعي ومثلهما جيهان فاضل وفرح وكان يوجد بينهم تناغم في التمثيل. • معظم أعمالك التي تقدمها تكتبها وتخرجها وأنت في الأصل سينارست ولست مخرجا؟ - بالفعل أنا سينارست، ولكن منذ فترة طويلة قررت أن أخرج عملا قمت بكتابته ومن وقتها كتبت وأخرجت جميع أعمالي مثل «نافذة علي العالم» و«رجل من زمن العولمة» وهذه هي تجربتي وأريد أن أمسك جميع خيوط العمل وأتحمل مسئوليته.