انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة «بلطجية الملاعب» والذين يقومون بأعمال الشغب والعنف ضد الفرق الأخري المنافسة بشكل غير آدمي أثار استياء الوسط الرياضي ورجل الشارع العادي الذي يتساءل عن هوية هؤلاء البلطجية ومن وراءهم ولماذا يقدمون علي مثل هذه الأعمال السيئة أو بالأحري الكل يقول «مين دول»؟! وقد تفاقمت ظاهرة البلطجة في الملاعب بشكل كبير بعد الثورة وعقب استئناف النشاط الرياضي الكروي في مصر ولم تفلح أجهزة الأمن في القضاء عليها بشكل كبير أو حاسم. وفي إطار هذا التحقيق يقول «أحمد فتحي» لاعب الأهلي أن مثيري الشغب هم مجموعة من مرددي الهتافات ويحصلون علي أموال مقابل أن يهتفوا ضد لاعب معين أو آخر، هم فئة خطيرة لأنهم يساهمون في تدمير اللاعبين نفسيا قبل أن تتسبب في معاداة الفريق المنافس وفي كلتا الحالتين يجب «محاربة» هذه الفئة الضالة. ويري «فتحي» أن علي الجماهير عدم الانسياق وراء هذه الطائفة المغرضة التي تحاول أن تهدم أي شيء مقابل «المال» وهو الأمر الذي يجب أن تستوعبه الجماهير جيدا. واعتبر «وائل جمعة» هؤلاء «البلطجية» من الخارجين عن القانون ويجب أن تضع أجهزة الأمن هؤلاء الأشخاص الذين تحركهم «الماديات» تحت بصر المسئولين بالأندية ورجال الأمن حتي يتم القبض عليهم ومحاكمتهم علي الفور في كل ما يرتكبونه من أعمال شغب وبلطجة . وأضاف «جمعة» أن علي الجماهير الواعية أن تبتعد عن هؤلاء البلطجية. ويقول «شادي محمد» نجم دفاع النادي الإسماعيلي أن فئة الخارجين علي القانون تظهر بشكل كبير إذا وجدت فراغا أمنيا أو عندما تشعر أنه لا يوجد من يحاسبها إذا ما اقترفت خطأ في الملعب أو خارجه وأن الحل للقضاء علي هذه الظاهرة هو فرض قوانين صارمة والضرب بيد من حديد حتي يشعر هؤلاء أن هناك من يحاسبهم إذا أخطأوا. وتحدث «عطية البلقاسي» مدافع الاتحاد السكندري قائلا إنه تعرض لواقعة «بلطجة» حيث أصيب في أذنه من «مطواة» أحد البلطجية وأن هناك من يؤجرهم لتحطيم الاتحاد. وأضاف اللاعب قائلا إن هؤلاء لا يعبرون عن جماهير الاتحاد السكندري ويجب أن يتكاتف الجميع من أجل القضاء علي حالات الشغب داخل وخارج الملاعب مثل هؤلاء يسيئون لكل الأندية وليس ناديا لوحده. - ومن جانبه أكد «أحمد مجدي» لاعب المصري البورسعيدي أن ما حدث من قبل بعض الجماهير ضد جمهور الأهلي الذي حرص علي حضور مباراة فريقه في بورسعيد قلة «مندسة» تحركها الرشاوي التي يدفعها بعض المدربين داخل الأندية والذين يحاربون بعضهم البعض من أجل مصلحتهم الشخصية مثلما يحدث في بعض الأندية عندما يريد مدير فني الإطاحة بزميله الآخر لتولي مهام عمله الفني داخل الفريق. وطالب مجدي الجماهير المتحضرة بالتصدي لهذه الفئة القليلة التي تسيء لهم وذلك بضرورة إبلاغ الجهات الأمنية عنهم وضد أي شغب يثيرونه. ومن جانبه أكد «عمار فؤاد» رئيس رابطة الألتراس الأهلاوي في دمياط أن روابط الجماهير تعد شكلا من أشكال التشجيع المثالي في ملاعبنا الكروية التي تحفز فرقها لتحقيق الفوز والانتصارات في مباريات الدوري العام، وتستعين في ذلك بالدخلات الجميلة التي تعبر عن مؤازرة الألتراس للفريق. ولكن أحداث الشغب التي تحدث في المباريات تكون عادة من جانب الخارجين عن القانون الذين يختفون تحت عباءة الألتراس، وهم ليسوا مقيدين بقوائم الألتراس ويثبت كذبهم بعد ذلك أو عند القبض عليهم من خلال التحقيقات التي تجريها النيابة معهم بعد مشاركتهم في أعمال الشغب والبلطجة وأشار «عمار فؤاد» إلي أن العنف الذي يحدث من بعض الحالات الفردية في روابط الألتراس ضد جماهير الفريق المنافس تكون شرارته الأولي من قبل الألتراس الفرق الأخري والتي تبدأ بالتعدي علي لاعبي فريقهم بالألفاظ النابية. في حين «أكد «هشام عبدربه» المستشار القانوني علي أن تزايد حالات العنف في المدرجات أصبح غير مقبول علي الإطلاق مطالبا بتوقيع العقوبات القاسية والشديدة علي روابط الجماهير التي تخرج عن النص من قبل إدارات الأندية وليس فقط من جانب لجنة المسابقات لتفادي تكرار مثل هذه الظواهر السيئة والغريبة علي ملاعبنا حتي أصبحت البلطجة والفوضي والشغب هي اللغة السائدة . واقترح عبدربه تسجيل قوائم روابط الجماهير والألتراس في سجلات الأندية لفرض مزيد من السيطرة وتوقيع العقوبات الرادعة علي المتجاوزين وجماهير الأندية لأنه في حال تجاوزهم أو خروجهم عن النص يتم توقيع الغرامات المالية علي الأندية وليس علي هؤلاء وتقوم بدفعها الأندية وليس الألتراس مما يدفعهم إلي تكرار ظاهرة الاعتداء علي المنافسين وإحداث شغب وعنف من جديد، وقد تكون عقوبات حرمان الجماهير من حضور المباريات هي الأشد والأكثر حسما خاصة أن حرمانهم من متابعة فرقهم في الدوري والقيام بتشجيعهم قد يدفعهم للتفكير أكثر من مرة قبل اللجوء إلي العنف وإحداث الفوضي أو الشغب قبل وأثناء وبعد المباريات وما يتبعه من بلطجة من جانب الآخرين أو العناصر المندسة وسط جمهور الحاضرين في المباريات.