هالة إعلامية كبيرة أحاطت به بعد الساعة الأولي من الإفراج عنه.. جدل كبير أثير حول ظهوره المكثف واحتفاء أغلب القنوات المصرية الحكومية والخاصة به خاصة بعد ما تم نقله من آراء وأفكار بدأ في طرحها في وقت يخرج فيه السلفيون كل يوم مطالبين فيه بإقامة الحدود وتطبيق الشريعة الإسلامية بكل حذافيرها والإفراج عن المسيحيات اللاتي قيل عنهن أنهن اعتنقن الإسلام، هدم الأضرحة ومساواة المقابر بالأرض وانتخاب لاختيار شيخ الأزهر.. أفكار سلفية تدعو لها الجماعات الإسلامية وجماعة الجهاد والسلفيون في ظل فوضي من الآراء والأفكار وخوف من الأقباط والمسلمين المعتدلين من وصول هؤلاء إلي مراكز حكم تعطي لهم الحق في تنفيذ أفكارهم، لذا كان لزاماً علينا لقاء صاحب الضجة الإعلامية الأكبر منذ خروجه والمتهم في قضية المنصة وقضية الجهاد إنه (عبود الزمر) الذي حاورناه في عدة قضايا شائكة بعيداً عن أي صخب إعلامي حتي تكتمل الصورة في أذهاننا، خاصة أن الشيخ عبود كما يحب مريدوه أن يطلقوا عليه لا يخلو (دواره) المعروف بدوار الزمر من الزائرين والمريدين الذين يجدون فيه ومعه نصرة لهم بشكل أو بآخر! أمضيت فترة الحكم عليك في السجن في قضيتين من أهم القضايا السياسية حادثة اغتيال السادات وقضية تنظيم الجهاد واليوم تطل رقية السادات تتهم الرئيس السابق حسني مبارك باغتيال والدها ما رأيك؟ سيستغرب الناس ولكن هذه هي الحقيقة أريد أن أتقدم بالشكر لأسرة السادات التي أنصفتني في مرحلة سابقة حيث قالوا أن الحكم قد انتهي ولابد من الإفراج عني وعن طارق الزمر، ذكر ذلك طلعت السادات وأيضاً جيهان السادات وهي لفتة مهمة أحب أن أذكرها وأحب أن أذكر للتاريخ أن قضية (اغتيال السادات) هي موقف اتفاق ولم نكن موافقين في الأول من اتخاذ خطوة الاغتيال أردنا التغيير ولكن ليس عن طريق القتل، كنا نريد دولة إسلامية دون اللجوء إلي العنف فلما حدث انسداد في الموقف السياسي، والحقيقة لم يكن في بالنا قتل السادات وكان من الممكن أن نقتله قبل حادثة المنصة ولم نفعل ذلك، كان لدي أمنية أن يحدث في مصر وقتها ما حدث في ثورة الخامس والعشرين من يناير، كنا وقتها بالتأكيد لن نلجأ إلي قتل الرئيس، لذلك كثير من الإخوة قاموا بتقديم التهنئة لي عندما حدثت الثورة، وقت السادات حدث انسداد سياسي كبير بالاعتقالات وكثير من الأمور وقتها أدت إلي اتفاق خالد الإسلامبولي وبقية الرفاق علي فكرة الاغتيال، وأحب أن أقول شيئا حقيقيا أكده لي الإخوة الأربعة منفذو الاغتيال والذين حصلوا علي حكم الإعدام هذه الحقيقة أنهم أو كل من تم اتهامهم باغتيال السادات لم يكونوا علي اتصال بحسني مبارك، ولكن هناك سؤالا مهما عندما حدث الهجوم علي السادات في المنصة نحن لانعرف هل مات في المنصة مباشرة أم هناك من قتله عندما تم نقله إلي المستشفي (فيه حد تاني قتله) نحن غير متأكدين من النتائج بعد إطلاق النار وهذا يجعلنا نفكر في إعادة المحاكمة التي من الممكن أن يبرأ فيها هؤلاء الذين أخذوا حكم الإعدام وتكون كل تهمهم مجرد التعدي علي رئيس الدولة وإحداث إصابات فيه يعني الناس دي ظلمت دي مشكلة لو فكرنا فيها! ما تفسيرك فيمن يقول إن مبارك كان ينظر في ساعة يده وينتظر حدوث شيء جلل قبل الاغتيال بدقائق وهذا ما يؤكد أن هناك معلومات سرية كان يعرفها وأنه جزء من هذا الاغتيال؟ نستطيع أن نقول أنه كان هناك حالة من حالات القلق العام لأن هناك تنظيما هاربا، وأنا طبعاً كنت عضوا في هذا التنظيم وأعتقد أنه كان هناك قلق لدي الجميع من فكرة اغتيال السادات فالفكرة كان يشعر بها كل من حوله وليس مبارك فقط ثم أنا لا أقول إن مبارك متورط، أولا أنا لا أعرف إلا أننا لم نكن علي علاقة مباشرة معه والله أعلم ماذا فعلاً كان يحدث! أعلن الجهاد الإسلامي عن إنشاء حزب سياسي وهو ما أثار قلق الأقباط وحتي المسلمين.. هل سيخرج فعلاً هذا الحزب إلي النور؟! إنشاء الأحزاب السياسية هو حق للجميع بعد ثورة 25 يناير طالما تحققت الشروط لتنظيم حزب سياسي ويعلن من خلاله مبادئه، ويتواجد علي الساحة ويجمع كل العناصر والكفاءات التي تتفق مع مبادئه السياسية الخاصة بالحزب. الإخوان المسلمون أعلنوا عن حزبهم (حزب العدالة والحرية) وهناك حزب (النهضة) لجماعة منشقة عن الإخوان المسلمين ما رأيكم في الأحزاب التي تترأسها جماعة الإخوان المسلمين خاصة أن الإخوان قالوا أن هناك أقباطا سيكونون أعضاء في الحزبين؟! الإخوان المسلمون إخوة أفاضل معتدلون لهم باع كبير في العمل السياسي لاشك في ذلك وعلاقتنا بهم علاقة طيبة ونحترم أفكارهم وطريقتهم! إذن لماذا لا تنضم الجماعات الإسلامية والجهاد والسلفيون إلي أحزاب الإخوان لتكونوا حزباً واحداً، خاصة أنكم قمتم بمراجعة أفكاركم الجهادية منذ سنوات طويلة؟ أردنا بفكرة حزبنا أن نقول للجميع أن الإسلام ليس حكراً علي أحد أو جماعة دون أخري نريد أن نقول أن هناك تعددا في الرؤي الإسلامية ممكن أن تتواجد علي الساحة من خلال جماعات كانت محجوبة عن هذه الساحة السياسية مثل تنظيم الجهاد مثلاً أو التيار السلفي لم يكن يمارس أي منهما أي عمل سياسي ولكن عندما نفتح هذا من خلال حزب سياسي يؤدي دوره في العلن بعيداً عن أي اتجاه عنيف، وأعتقد أن هذا الشكل مقبول ويخدم الأمة بعد هذا الاقصاء الطويل عن الساحة السياسية هذا حق لنا وأنا عن نفسي لن أشارك في أي حزب بشكل رسمي ولكن سأدعم أي ائتلاف حزبي يتشكل من الجماعة الإسلامية أو الجهاد أو التيار السلفي سأدعمهم في أفكارهم وتوجهاتهم دون أن أسعي للحصول عي أي منصب! هل سينضم أقباط إلي أي حزب من أحزاب الجهاد أو التيار السلفي؟! أي حزب في الدنيا له مبادئ أساسية ومن يرغب في الانضمام طبقاً لهذه المبادئ فأهلاً وسهلاً فالباب مفتوح أمام الجميع. إذن لماذا يخشي الأقباط من دخول عبود الزمر والسلفيين والجهاد إلي ساحة السياسة؟ الخشية والخوف حدثت من عدة أشياء خاصة عندما تمت استضافتي في برنامج (العاشرة) في دريم وكانت هناك أسئلة وتركيز حول (الجزية) ورحت أشرح الأسباب الشرعية لذلك وكانت في صدر الإسلام، وفي النهاية قلتها بمنتهي الصراحة : ليس علي الأقباط أي جزية لأنهم يشاركون المسلمين في الجيش والشرطة وفي كل المؤسسات الأخري في المجتمع ويتحملون معنا الدفاع عن الوطن، ولكن لم يظهر هذا الكلام في البرنامج وتم قطع ماذكرته بشكل حقيقي عن قصد، لذلك خاف الناس والأقباط تحديداً وهذا الأمر لن يعود إليه الجهاد في المستقبل، انتهي العنف وراجعنا أفكارنا وأقسم بالله أنا ظلمت في هذه الحملة الدعائية التي ظهر أنها معي، ولكن هي ضدي والناس فهمت أنهم ينقلون أفكاري وهذا لم يحدث، هم أرادوا تشويه أفكاري وأقوالي وفي نفس الوقت أنا مؤمن أن الله يدافع عني لأن قصدي كان خيراً. هناك دعوات وتظاهرات للسلفيين بغرض فرض الجزية علي الأقباط وإقامة الحدود الشرعية وهدم الأضرحة وإطلاق سراح (كاميليا شحاتة) القبطية التي أسلمت.. ما تعليقك علي هذه التظاهرات وهؤلاء الذين يريدون مصر دولة إسلامية متشددة؟! إقامة الحدود في الشوارع هذه شائعات الهدف منها الإساءة للسلفيين وتشويه صورتهم لأن هذا حدث فردي لا جماعي وليس كل أنصار السلفيين مع هذا العنف، أما بالنسبة لباقي المطالب فأعتقد أنه لابد من أن يكون هناك تبادل فكري بين كل العلماء والشيوخ فيما يتعلق بكل القضايا الشائكة والحساسة، فأي قضية دينية لها أصل في التطبيق ولكن لابد أن نسأل أنفسنا سؤالاً: هل ينفع هذا التطبيق اليوم، هو أمر صعب تطبيقه الكلام ده كان بيحدث زمان وفي وقت مختلف، وهناك الكثير من العلماء الذين يعرفون أن هذه الموضوعات ضروري جداً أن يتم تبصير الناس بها ولابد من شباب السلفيين والتيارات الإسلامية المختلفة أن يكون لديها الوعي والفهم لما كان يحدث في الدولة الإسلامية في الماضي وما يحدث في الدولة الإسلامية اليوم. في انتخابات سنة 2005 الرئاسية كنت تنوي الترشح للرئاسة من خلف أسوار السجن ولكن تم منعك من ذلك هل سترشح نفسك اليوم لانتخابات رئاسية ستجري بعد أشهر قليلة؟ - أسبابي بالأمس كنت أريد ترشيح نفسي للرئاسة حتي أقول إن التصور الإسلامي يمتلك رؤية واضحة لتولي جميع المناصب في الدولة وله برامج كاملة وأردت أن أواجه النظام السابق من خلال طرح مواجهات مع حسني مبارك ونظامه وأخطئه في سياسته وكل نظامه وأفكاره، كان هذا هو قصدي وكنت أعرف أنهم لن يقبلوا أوراقي للترشح للرئاسة لأني مسجون، الآن انتهي هذا النظام وانتهت فترة عقوبتي وصحيح أصبح من حقي الترشح مثلي مثل غيري، أما عن أنني سأفعل ذلك فالحقيقة والإجابة هي لا لن أرشح نفسي لانتخابات الرئاسة لأن هذا بلد صعب جداً والله يكون في عون المجلس العسكري، طول النهار هو في مشاكل لأن بقايا النظام السابق عاملة إشكال كبير وعبء ضخم من الفساد والبلبلة والمشاكل لا أستطيع أن أدخل في هذا المعترك، هناك من هم أفضل مني بكثير ومن هم لديهم كفاءات سياسية عالية، وأنا سأعطي صوتي للشخصية التي أراها مناسبة وأصلح لهذا الوطن ويؤدي دوره كرئيس لعودة الريادة لمصر علي المستوي العربي والدولي بشكل ممتاز. في رأيك لو وصل السلفيون والجماعات الإسلامية إلي الحكم هل سيفرضون علي النساء ارتداء النقاب ومنع الخمر؟ الحكم الآن في أي صورة يعمل من خلال آلية ديمقراطية وصندوق انتخابي معه برنامج وهذا البرنامج سيكون من اختيار الشعب لو اختار الشعب برنامجاً يتضمن وصول الجماعات الإسلامية إلي الحكم يكون لزاماً علي السواد الأعظم من المصريين ارتضاء ما نحكم به، فلو وصل أي من الجهاد والسلفيين إلي الحكم سيكون هذا اختيار الناس ولابد من احترام رأي الأغلبية وأن يكون ذلك في حرية عكس ما كان يحدث في السابق، كان كل شيء يتم فرضه علينا من خلال نظام مستبد وتزوير في الانتخابات، اليوم الصندوق هو من يقول كلمته ومن يحتج ويرفض فهو حر لو كان هذا الرفض بين أقلية لأن هذا الاحتجاج سيخلق فوضي في البلد الناس خائفة من عودة العنف الذي كان في حقبة الثمانينيات والتسعينيات من الجماعات الإسلامية ما رأيك؟ أؤكد أن اليوم لا مجال لذلك مطلقا، طويت صفحة الماضي لسبب بسيط أن ثورة (25 يناير) أرست مبادئ جديدة وأصبحنا في حرية، زمان كان فيه انسداد سياسي وأصبح العنف والعنف المضاد هو الحل، أما اليوم فأمامنا حرية ونقابل كل الفضائيات إذن مساحات الرأي مفتوحة أمامنا وإحنا مش عاوزين نعمل (مشاكل وشكل وخلاص) هذه صفحة طويت وانتهت ونحن في مرحلة جديدة لابد أن نجمع فيها مسلمين وأقباطا لإعادة بناء هذا البلد. هل من الممكن أن يطل علينا عبود الزمر حليق الذقن يرتدي بدلة مثلاً لأن البعض خاف من ظهورك بهذه اللحية الطويلة وتم انتقاد هذا الظهور؟! يضحك.. أعلم أن المظهر والجوهر مهم جداً.. ومظهري مسألة شخصية كل واحد حر ولا أحد يفرض علي الآخرين طريقة الملبس ولكن أريد أن ينظر الناس إلي جوهري لا مظهري وأحب أن أقول أنه عندما تعرض الأقباط للعنف وكنت داخل السجن انتقدت هذا التصرف بشدة وكنت أدافع عن الأقباط والكنائس وكان لي أصدقاء زمان من الأقباط وكنت أدافع عنهم، أنا ضد أي تعصب وعودة العنف في ظل ثورة أعادت لنا الحرية والكرامة ليس للجماعات الإسلامية وحسب بل لكل المصريين!!