«أتقبل منك السب وأقبل قولك إنى «سيس» فبصرخة شاب «سيس» سقط نظام ورئيس». .. هكذا كان رد عمرو قطامش على من اتهم شباب مصر بالتفاهة والسطحية وجاء رده هذا من خلال قصائده التى كتبها وقدمها من خلال برنامج Arab's got talent والتى نالت إعجاب الجميع وأهلته للفوز فى مسابقة جمعت مواهب عديدة من العالم العربى .. عمرو قطامش الشاب خريج كلية العلوم الذى دفعته موهبته فى إلقاء الشعر الحلمنتيشى تميز عمرو قطامش بأسلوبه فى الإلقاء وقدرته التمثيلية وبأفكاره التى كانت تحمل عمقا كبيرا بجانب خفة ظل واضحة لم تقلل من أهمية الأفكار والقضايا التى طرحها من خلال قصائده. قطامش هو واحد من جيل أفرزته ثورة يناير وشهدت على ميلاد موهبته وإيمانا منه بثورة مصرية فتحت الباب له ولمواهب جديدة وعهد جديد وجّه حديثه محذرا لمن حاولوا سرقة الثورة والالتفاف حولها قائلا: «يا معشر تجار الثورة .. لم يبق مكان لغبى .. احترموا ثورتنا كانت تشبه معجزة لنبى .. احترموا الثورة واحترموا شهداء الوطن العربى».
* الكثيرون يريدون التعرف أكثر على «عمرو قطامش»؟ - أنا مواطن مصرى بحب بلدى جدا وكل هدفى من الفن هو توجيه بعض الملاحظات للمجتمع وهى ملاحظات بسيطة لمواقف وأفعال قد تكون بسيطة، ولكنها لها مفعول كبير وكانت سببا فى اتهام شعبنا بالسلبية، أنا بالأساس خريج كلية العلوم وكحال أغلبية الشباب فى مصر أو فى الوطن العربى الذى يدرس ما لا يحبه وما هو بعيد عن اهتماماته فأنا أحب المسرح والتمثيل والشعر، ولكننى درست فى كلية العلوم ولكنى لم أنس ما أحبه وكنت أمثل وأخرج مسرحيات فى الجامعة وحصلت على جائزة أحسن ممثل على مستوى الجمهورية فى مسابقة شباب الجامعات. * لم يسمع الكثيرون بمصطلح «الشعر الحلمنتيشى» وكان هذا عليه عامل كبير لاهتمام الجمهور بما تقدمه أثناء المسابقة ؟ - المعنى اللفظى لكلمة «حلمنتيشى» مكون من جزءين (حلا) بمعنى يحلو ومنتيشى بمعنى (نتش) أو جذب، وهو أحد ألوان الشعر الذى يتم فيه مزج اللغة العربية مع اللغة العامية لطرح فكرة معينة بأسلوب بسيط وتوضيح فكرة واستخدام العامية فيه بجانب الفصحى يكون بهدف التقرب من المستمع أكثر وبشكل يقربه إلى رجل الشارع أكثر من أنواع الشعر الأخرى، وإيصال الفكرة عن طريق مناقشة مشكلة أو ظاهرة سلبية بشكل ساخر. * وكيف كانت بدايتك مع الشعر الحلمنتيشى؟ - سمعت فى مرة بعض الأبيات للشعر الحلمنتيشى ولفتت انتباهى بشكل كبير، وبدأت أسأل وأقرأ عنه كثيرا وأنا عمى الشاعر «ياسر قطامش» فشجعنى كثيرا وكنت أكتب قصائد وأعطيها لعمى وهو يقيم ما أكتب إلى أن كبرت وتكونت شخصيتى كشاعر . * ما تقدمه يختلف بشكل كبير عن المواهب الأخرى المتقدمة ألم تخش من هذا عندما فكرت فى ترشيح نفسك فى المسابقة ؟ - فكرة الاختلاف فى حد ذاتها لا تشعرنى بالخوف إطلاقا، بل تعطينى دافعا للتميز وتقديم شىء مميز وأفكار جريئة وتحمل معنى، خاصة أن الفرصة قد جاءتنى لتقديم ما أحب للناس وتعريفهم بموهبتى وترك انطباع جيد خاصة أن هذا اللون من الشعر غير منتشر إلا أنه معروف لدى الكثيرين، ولكن قلقى كان من ناحية أخرى هى أننا كمصريين نستوعب هذا الاتجاه الساخر ونبرع فيه بشكل فطرى، ولكن المسابقة فى لبنان وهناك جنسيات مختلفة تشاهدك وتعمل معك فخفت من ألا يستوعبوا ما أقوم به بشكل كامل أو يعتقدوا أنى أسخر من أحد او أقلد أحدا، فأحيانا كان هناك استغراب للطلبات التى أطلبها فى تجهيزات الحلقة كمجموعة البنات فى إعلان «عصير الثورة»، أو الأغنية التى قدمتها وطلبت ملحنا. * ألم يقلقك جرأة بعض الكلمات أو أفكار القصائد مثل قصيدة «حورية من جهنم» خاصة أن هذه مسابقة تليفزيونية وتدخل إلى كل البيوت العربية ؟ - أنا لدىّ اقتناع كامل بأنه لو الناس أحبتنى ورأت لدى الكاريزما وتقبلت ما أقدمه لن تستغرب ما أقول أو تخجل منه مادام فى إطار المقبول والمعقول، والجرأة عموما لا يجب أن تكون خدشا للحياء بل الجرأة تكون فى محتوى الفكرة نفسها فأنا أستطيع تقديم فكرة جريئة جدا كفكرة قصيدة «حورية من جهنم»، ولكن مغلفة فى إطار ساخر أحبه الناس وأوصلت الفكرة والنصيحة بدون خدش للحياء. * كيف تختار الأفكار التى تحاول طرحها من خلال الشعر الحلامنتيشى ؟ - أى مشهد سلبى أمامى أو موضوع لفت انتباهى فى جريدة أو أثناء وجودى فى الشارع خاصة أن هناك مواقف سلبية كثيرة تصدر من الناس أثناء معاملاتهم مع بعضهم فى الشارع مثل تصيد الأخطاء لبعضنا فى الشارع أو عدم تنظيم الناس فى الركوب والنزول من عربات المترو أو الرشوة التى ندفعها لشرطى المرور كل هذه السلبيات تعتبر مادة تراكمية تظل مسيطرة على تفكيرى لتخرج يوما ما فى قصيدة تنتقد وضعا ما أو موقفا معينا وليس بغرض الضحك بل أنا أكون حزينا لوجودها من الأساس وأثناء طرحها يكون هذا بغرض أن أضع يدى على المشكلة وأتمنى حلها وليس بهدف السخرية منها فقط. * الشعر الحلمنتيشى يكون معظمه بالعامية، ألا يضعك هذا فى مأزق حيث يجب أن يكون هناك توازن فى عمق الأفكار وقوتها حتى لا تقع فى فخ السطحية ؟ - أنا أكثر ما أخشاه فى حياتى هو المباشرة فالمباشرة أحيانا قد تغرقنا فى السطحية وقد أتخلى عن 8 أفكار مباشرة لأخرج بواحدة مختلفة وقوية وتحمل معنى عميقا، كما أن السطحية لا تتوقف على الفكرة المقدمة فقط ومدى عمقها، بل أيضا طريقة طرحها بشكل كوميدى فهناك موضوعات إذا طرحتها بشكل مباشر ستكون فجة كفكرة قصيدة «حورية من جهنم»، أما وضعها فى إطار كوميدى هو ما يعطيها جمالها، وهذه هى أكبر ميزة من مميزات الشعر الحلمنتيشى . * يقال عنك إنك من مواليد الثورة ومن أحد نجومها، ما شعورك تجاه هذا الكلام ؟ - من حسن حظى طبعا تزامن عرض البرنامج مع توقيت الثورة ونجاحها وبداية حصد ثمارها فهناك توافق زمنى بين الاثنين، أنا سعيد به جدا وأحمد الله على هذه الصدفة وأعطانى الفرصة أن أظهر أمام الوطن العربى كله على الهواء فى هذا التوقيت وأقول ما فى قلبى وأحاول أن أوصل رسالتى فهذه فرصة لا تتاح لكثيرين خاصة أن هذا كان سبب أن أقدم شعرا حلمنتيشيا عن السياسة، وهذا كان غير موجود من قبل أن يرتبط الحلمنتيشى بالسياسة، لذلك أنا أرى أن هذا هو توفيق من الله وأنا سعيد به جدا وأتمنى أن أجسد مشاكل الناس وآمالهم وأحلامهم. * كشاب من شباب الثورة ولديك قدرة على توصيل رسالتك، إذن ماذا بعد 25 يناير ؟ - لسه فى حاجات كتير جوانا محتاجة تتغير ولسة متغيرتش وقلت هذا من خلال قصيدة فى الحلقة النهائية «نحو المستقبل والأفضل سنغير ما فى أنفسنا» فهذا هو موقفى وموقف شباب كثيرين وأقول أيضا «سأظل أنادى حتى إن بح الصوت ...... وسأصنع وطنا يحيا من قلب الموت» وأنا متأكد أنه من النهارده مصر أحلى.