من الأمور التى يجب أن يعرفها الطلاب والطالبات أن التفوق يكون بالجد والاجتهاد، ومن زرع البذل والعطاء حصد النجاح والتفوق، ومن أهم ما يساعد الطلاب والطالبات على تحقيق أهدافهم وطموحاتهم الاستعداد الجيد والتهيئة النفسية للاختبارات، حيث يجب الابتعاد أيام الاختبارات عن القلق والخوف والتوتر. والمذاكرة هى عملية تعلم مقصودة هدفها فهم المادة الدراسية على وجه السرعة والدقة ومن ثم استرجاعها بكفاءة عالية مع حدوث تحسن فى القدرة على اكتساب المعرفة وحفظها. والاختبارات ماهى إلا تحصيل لما سبق دراسته، وما هى إلا مقياس لما استوعبه الطالب طوال الفصل الدراسى، لن يأتى الطالب بمعلومات خارجية ولن يكون الاختبار تعجيزيًا، فلماذا هذا القلق والخوف من الاختبارات؟
مساعدة الأبناء كثير من الآباء يعانون من هذه المشكلة، وهى.. أنا مش عايز أذاكر دلوقتى؛ لأننى جوعان.. أنا عاوز العب، أنا متضايق.. وهنا ابنك مثل كثير من الأبناء يتهرب من المذاكرة، ويكمن الحل فى التفاهم والحوار وليس الصراخ والعقاب، كما لو بتذاكر مع ابنك وفى لحظة تلاقيه نسى اللى لسه مذاكره والمعلمين يشتكون من قلة تركيزه، هنا فى طفل يحتاج راحة كل ربع ساعة، علشان كده لا يستطيع استقبال معلومات جديدة، وهنا نعطى راحة للمخ ونرجع نستكمل. قبل ما نبدأ المذاكرة مع الطفل لا بُد من التهيئة النفسية والتمتع بالهدوء والاتزان النفسى والبعد عن الضغوطات الحياتية حتى نتمكن من الوصول إلى نتائج إيجابية. كما أن التغذية غير السليمة والطعام غير الصحى يؤثران بشكل كبير على العمليات العقلية فى المخ، وكذلك على التركيز والانتباه والنشاط الزائد.. كذلك مشاهدة التلفاز لفترات طويلة كارثة بكل المقاييس على تركيز الطفل، حيث سنلاحظ الطفل يذاكر ولكن أفلام الكارتون والأغانى والمسلسلات شغالة فى دماغه. وقبل البدء فى المذاكرة لا بُد أن نتأكد أن الطفل مهيأ لعملية المذاكرة، من حيث تناول الطعام والشراب، ولا يتناول الطعام أثناء الاستذكار، وأخذ قسط من الراحة، تهيئة نفسية الطفل للمذاكرة، أن الطفل يحتاج إلى بيئة هادئة مطمئنة حتى يستطيع الاستيعاب والتعلم والمذاكرة، مع مراعاة تهيئة المكان، بلاش تليفزيون شغال، بلاش صريخ وضوضاء فى البيت، نجعل الغرفة جيدة التهوية ومنظمة والإضاءة تكون مريحة.
الموبايل والمذاكرة؟
كثير من الأبناء يقضون وقتًا طويلاً مع الموبايل؛ اعتقادًا بأن الموبايل ممتع أكثر من المذاكرة، الموبايل إجهاد للعين، تشتيت للذهن والانتباه، وهنا على الآباء طلب ترتيب وتنظيم وقت الأبناء بين المذاكرة والموبايل، وتوصيل رسالة للأبناء بأن المذاكرة مهمة من أجل تحقيق أحلامهم، كذلك عمل اتفاق مع الأبناء باستذكار الدروس وأداء الواجبات المدرسية لمدة ساعة وبعدها يأخذ راحة ربع ساعة، وبذلك سنحقق الإنجاز فى المهام والتكليفات المدرسية والاستمتاع بنفس الوقت باللعب على الموبايل. أسباب تفضيل الطفل جهاز الموبايل: - عدم وجود جدول زمنى ينظم الوقت بين المذاكرة واللعب. - الموبايل أكثر متعة لتنوع الألعاب والألوان والبرامج. - صعوبة بعض الدروس تجعل الطفل يهرب للموبايل. - استخدام القسوة والعقاب فى التعامل مع الطفل بدلاً من النقاش والحوار.
حلول علمية: - وضع جدول زمنى متوازن بين المذاكرة واللعب والراحة. - استخدام الخرائط الذهنية أثناء عملية الاستذكار. - استخدام الوسائل التعليمة والألعاب التعليمية أثناء المذاكرة. - تقديم الحوافز والمكافآت للطفل عند الالتزام بجدول المذاكرة. - تقليل وقت لعب الطفل بالموبايل، ومشاهدة التليفزيون بشكل تدريجى. ومن أهم النصائح التى تساعد الطلاب والطالبات على تهيئتهم للمذاكرة قبل فترة الاختبارات النهائية ما يلى: الترتيب والتنظيم: المعلومات التى تخزن بشكل عشوائى سيصعب استرجاعها بسهولة، وهنا يستحسن ترتيب العناصر، كما أن الحفظ بدون فهم الكلام قد يؤدى إلى نسيان المعلومات، مع ضرورة اختيار الوقت المناسب للحفظ، وعادة يكون فى الصباح قبل طلوع الشمس وقبل الغروب. وينصح العلماء أن حفظ بعض المعلومات الصعبة قبل النوم مباشرة، يساعد المخ على تركيز هذه المعلومات بصورة عجيبة فى ذاكرته، أثناء النوم والراحة حينما يستيقظ. تنظيم الوقت: - جدول تنظيم الوقت: ويتم الالتزام به خاصة عند المراجعة النهائية، حيث يساعد جدول تنظيم الوقت على تقديم الأهم على المهم حتى لا نشعر بضغط ضيق الوقت، حيث إن سر النجاح هو أن نعرف الوقت الذى تحتاجه لكى تنجح، كما يجب مراعاة تخصيص وقت للراحة والترفية والتمرينات الرياضية بين فترة وأخرى. حصر المنهج: الاهتمام بموضوعات المقرر الدراسى دون استثناء، وتلخيص المنهج بطريقتك وأسلوبك، حيث يساعد ذلك الطالب على استرجاع المعلومات بسهولة وبسرعة، وعلى الطالب عمل ملخصات منظمة ومرتبة للمنهج الدراسى بخط واضح وشكل جذاب. تجنب المشتتات: من خلال تجنب الطالب المذاكرة فى الأماكن العامة مثل الحدائق والمساجد أو أثناء المشى لأنها تؤثر على انتباهه، وعند بدء المذاكرة ابتعد عما يشتت ذهنك قدر الإمكان، لا تشغل نفسك بالموبايل أو بأى مشتتات أخرى كوسائل التواصل الاجتماعى. توفير كافة المصادر: من حيث المصادر التى تستخدم فى المذاكرة كالكتب والملخصات والمشاركة مع الزملاء فى المناقشات لتبادل الآراء والأفكار والمعلومات مع ضرورة الاستعانة بالمعلم قبل بدء الاختبارات بعدة أيام للمتابعة والاستفسار عن الأسئلة العالقة ومعرفة الإجابة عليها.
تخفيف القلق: - إن قلق الاختبار حالة نفسية تتصف بالخوف قبل وأثناء وبعد الاختبارات وتكون مصحوبة بتوتر يؤثر على المهام العقلية فى موقف الاختبار، والقلق من الاختبارات شىء طبيعى ولكن إذا أخذ أعراضاً كفقدان الشهية للطعام والأرق أثناء النوم وقلة التركيز والشرود الذهنى فهذه هى حالة القلق من الاختبارات، وكلما زاد القلق الطبيعى زاد مستوى التركيز والأداء، وكلما وصل القلق إلى مستوى القلق المَرَضى أدى ذلك إلى تناقص التركيز والأداء، وفيما يلى مجموعة من التوصيات لتقليل القلق من الاختبارات، منها: - اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى والتوكل عليه والاستعانة بالله بالدعاء والصلاة. - المواجهة مع النفس والمصارحة ومقاومة هذا القلق والخوف والتوتر. - اتباع العادات الصحية للاستذكار مثل: النوم مبكراً والاستيقاظ مبكراً، تجنب تناول العقاقير المنبهة والمنومة، تناول العصائر الطبيعية، الجلوس بطريقة سليمة وصحية أثناء المذاكرة. - الاهتمام بالتغذية السليمة والحصول على قسط كافٍ من النوم، والتقليل من المشروبات المنبهة كالقهوة والشاى أو مشروبات الطاقة. - الإتقان الجيد للمادة العلمية والتدرب بشكل كافٍ عليها، من خلال طرح الأسئلة على نفسك والإجابة عليها. عزيزى الطالب.. عزيزتى الطالبة.. إن المذاكرة هى الطريق إلى النجاح والتفوق، لا نؤجل عمل اليوم إلى الغد، لا نؤجل استذكار ومراجعة المقررات الدراسية، ها نحن نقترب من تحقيق الهدف بالنجاح والتفوق، كما يجب علينا أولياء الأمور أن نتذكر دائماً أن أبناءنا يجب أن يتعلموا فى بيئة مليئة بالحب والاحتواء بعيداً عن الصراخ والعقاب، لا بُد أن يشعر الأبناء بالأمان والدعم النفسى قبل الدعم الأكاديمى من خلال عبارات بسيطة.. أنا فخورة بيك، برافو عليك، أحسنت.